أول فيلم ديني في السينما المصرية «من أجازه وكم أجر مؤلفه»

تقرأ في هذا التقرير «تاريخ أول فيلم ديني في السينما المصرية ، كيف جاءت الفكرة ومن هي جهة الإنتاج الأولى، أجر طه حسين وهؤلاء شاهدوه من علماء الأزهر»

كتب | وسيم عفيفي

تبدو مفاجأة صادمة بالنسبة لمن يتابع السينما المصرية حين يكتشف أن مجموع الأفلام الدينية عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي 8 أفلام مصرية، بدأت في العام 1951 بفيلمي «ظهور الإسلام»، و«إنتصار الإسلام»، وبعد هذين الفيلمين توالت الأفلام الدينية «بلال مؤذن الرسول ـ 1953»، «بيت الله الحرام ــ 1957»، «هجرة الرسول ــ 1964»، «فجر الإسلام ــ 1971»، «من عظماء الإسلام ـ 1970»، «الشيماء ــ 1972»؛ ثم فيلم الرسالة الذي شارك فيه ممثلون مصريون بإنتاج سوري/ليبي.

حكاية أول فيلم ديني في السينما المصرية

جاء من رواية «الوعد الحق» للكاتب طه حسين أول فيلم ديني في السينما المصرية وهو ظهور الإسلام في عام 1951 م، ودارت قصته حول العصر الجاهلي وإعلان دعوة الإسلام ووصولاً إلى فتح مكة.

اتسم أغلب الممثلين المشاركين في هذا الفيلم أنهم من الوجوه الجديدة مثل أحمد مظهر الذي جسد شخصية أبو جهل، وعبدالمنعم إبراهيم في شخصية شيبة بن ربيعة، وتوفيق الدقن في دور خباب بن الأرت، كما جسد عماد حمدي شخصية عمار بن ياسر بينما مثلت كوكا شخصية سمية بنت الخياط، فيما مثل عباس فارس شخصية ورقة بن نوفل.

اقرأ أيضًا
«صوفية في البلاتوه» عباس فارس وابنه وتراثهما المنسي

وضع الموسيقى التصويرية للفيلم الموسيقار إبراهيم حجاج، فيما ألف موسيقى الرقص عبدالحميد عبدالرحمن بينما لحن وغنى تمام محمد تمام أغنية الهادي؛ بينما كان طاقم التصوير إنجليزيًا عبر والتر هاجوب.

خطأ تاريخي داخل أول فيلم ديني في السينما المصرية

خضع فيلم ظهور الإسلام للمراجعة التاريخية من المؤرخ إبراهيم الإيباري «محقق كتب التراث الإسلامي»، وشاهده وفد من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وهم الشيخ عبد الوهاب خلاف، الشيخ محمود أبو العيون، الشيخ محمد حامد الفقي، الشيخ حسنين محمد مخلوف، الشيخ عبد اللطيف دراز، والشيخ محمود شلتوت.

رغم وجود رقابة وإجازة للفيلم من كوكبة علماء لكن وقع في خطأ تاريخي بشأن مشهد عمار بن ياسر حيث أظهره الفيلم وهو يحترق على يد أبي جهل دون أن تمسه النار بعد مقتل والده ووالدته؛ وهذا خطأ حيث أن عمار بن ياسر أُكْرِه على مهاجمة النبي ودعوته بعدما أخذه بنو المغيرة فغطوه في بئر ميمون وقالوا: اكفر بمحمد ، فتابعهم على ذلك وقلبه كاره وأخبر النبي بما حدث فأنزل الله تعالى قوله « مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ».

المجهول عن إنتاج أول فيلم ديني في السينما المصرية

أنتج إبراهيم عز الدين كاتب السيناريو فيلم ظهور الإسلام، لكن المجهول أن الفيلم كان من المفترض أن تنتجه عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار لولا خلافات وقعت بينهما مع طه حسين.

لم تشير وثائق طه حسين عن أسباب الخلاف لكن يشير العقد الذي وقعته عزيزة أمير معه أن الفيلم كان سيكون عن المولد النبوي.

واتفقت عزيزة أمير مع طه حسين على مبلغ 1000 جنيه يتاقضاه نتيجة كتابه للفيلم مقسمة بـ 500 جنيه عند التوقيع و250 جنيه بعد 3 أشهر من توقيع العقد وبقية المبلغ بعد تسليمه حوار الفيلم على أن يتم إنتاجه في العام 1952 م.