كتب: وسيم عفيفي
أحمد أمين إبراهيم أديب ومفكر ومؤرخ وكاتب مصري، ولد في 1 أكتوبر 1886 م في حي المنشية بقسم الخليفة، وهو من أكثر أحياء القاهرة عدداً وأقلها مالاً وأسوأها حالاً.
وقد اهتم به والده منذ صغره، وساعده في حفظ القرآن الكريم بالكتاب، وهو من عوده على القراءة والإطلاع.
وفق موقع رؤية ، فقد دخل مدرسة والدة عباس باشا الأول الابتدائية وكان التعليم في المدرسة يتم وفقاً لأحدث الأساليب التربوية آنذاك حيث تعلم فيها الجغرافيا والتاريخ والحساب واللغة الفرنسية، على أنه صرف عن التركيز على دروسه المدرسية بما أعده له أبوه من برنامج شمل العلوم التقليدية من نحو وصرف وبلاغة… الخ، وقد تملكت والده حيرة في مستقبل ابنه هل يوجهه إلى التعليم الديني في الأزهر أم التعليم المدني من ابتدائي إلى الثانوي ثم إلى الجامعة، وأخيرا قرر أباه بعد صلاة الاستخارة أن يلحقه بالأزهر، فدرس الفقه الحنفي؛ لأنه الفقه الذي يعد للقضاء الشرعي.
وفي تلك الفترة نشأت مدرسة القضاء الشرعي التي اختير طلابها من نابغي أبناء الأزهر، فتمكن من الالتحاق بها، بعد أن اجتاز اختباراتها في عام 1907، ودرس العلوم الإسلامية والفقهية والبلاغة والأدب والتاريخ إلى جانب العلوم الحديثة كالجغرافيا والعلوم والحساب والهندسة وقضي فيها أربع سنوات في القسم العالي ونجح بتفوق بعد امتحان عسير، حيث نال منها شهادة القضاء سنة 1911 م، ثم درّس بعدها سنتين في مدرسة القضاء الشرعي. ثم انتقل في 1913م إلى القضاء فعمل قاضيا مدة 3 أشهر عاد بعدها مدرسا بمدرسة القضاء. في 1926م عرض عليه صديقه طه حسين أن يعمل مدرسا بكلية الآداب بجامعة القاهرة، فعمل فيها مدرسا ثم أستاذا مساعدا إلى أن أصبح عميدا لها في 1939م.
يمكن القول بأن حياته العلمية بالمعنى الصحيح آتت ثمارها وهو في الجامعة؛ فكانت خطواته الأولى في البحث على المنهج الحديث في موضوع المعاجم اللغوية، وكانت تمهيداً لمشروعه البحثي لما أسماه “الحياة العقلية في الإسلام” (كان يميل للمعتزلة) التي أخرجت “فجر الإسلام” و”ضحى الإسلام”.
كان أحمد أمين يكتب تقارير عن أحوال مصر إبان ثورة 1919، وقد أُعجب به سعد زغلول، وبدقة تقاريره إلا أن أحمد أمين وعلى لسانه يصرح بأنه لم يشارك في السياسة بقدر كبير خوفا من “السجن والعقوبة”، يقول: “ظللت أساهم في السياسة وأشارك بعض من صاروا زعماء سياسيين ولكن لم أندفع اندفاعهم ولم أظهر في السياسة ظهورهم لأسباب أهمها لم أتشجع شجاعتهم، فكنت أخاف السجن وأخاف العقوبة”.
أنشأ مع بعض زملائه سنة 1914م “لجنة التأليف و الترجمة و النشر” و بقي رئيسا لها حتى وفاته 1954م، وكان لهذه اللجنة أثر بالغ في الثقافة العربية؛ إذ قدمت للقارئ العربي ذخائر الفكر الأوروبي في كل فرع من فروع المعرفة تقديماً أميناً يبتعد عن الاتجار، كما قدمت ذخائر التراث العربي مشروحة مضبوطة.
وشارك في إخراج “مجلة الرسالة” (1936م). كذلك أنشأ مجلة “الثقافة” الأدبية الأسبوعية (1939م). و بعد توليه الإدارة الثقافية بوزارة المعارف، أنشأ ما عرف باسم “الجامعة الشعبية” و كان هدفه منها نشر الثقافة بين الشعب عن طريق المحاضرات و الندوات. وفي سنة 1946 عين مديرا للادارة الثقافية بجامعة الدول العربية، وأنشأ “معهد المخطوطات العربية” التابع لجامعة الدول العربية.
أشهر مؤلفات أحمد أمين موسوعته الإسلامية “فجر الإسلام”، “ضحى الإسلام”، “ظهر الإسلام” و “يوم الإسلام” و “قصة الادب في العالم” و “فيض الخاطر” و ” النقد الأدبي ” في جزأين و ” زعماء الإصلاح في العصر الحديث ” و ” إلى ولدي ” و ” حياتي ” و ” قاموس العادات ” و ” الصعلكة والفتوة في الإسلام ” و ” مبادئ الفلسفة ” مترجم، و فيها اهتم بدراسة الجانب العقلي و الفكري في الحضارة الإسلامية.
وبلغت مقالاته في المجلات العربية ولاسيما مجلتي ” الرسالة ” و ” الثقافة ” عشرة مجلدات جمعها في كتابه “فيض الخاطر”.
وقد أصيب أحمد أمين قبل وفاته بمرض في عينه، ثم بمرض في ساقه فكان لا يخرج من منزله إلا لضرورة قصوى، ورغم ذلك لم ينقطع عن التأليف والبحث حتى توفاه الله في (27 رمضان 1373 هـ/30 مايو 1954م).