الرئيسية » رموز وشخصيات » «مبارك والقوات الجوية» ثنائية البطولة التي ضيعها النفاق والظلم
مبارك والقوات الجوية
مبارك والقوات الجوية

«مبارك والقوات الجوية» ثنائية البطولة التي ضيعها النفاق والظلم

تقرأ في هذا التقرير «حكاية مبارك والقوات الجوية كيف بدأت ؟، أين كان مبارك وقت النكسة ؟، عبدالناصر وقرار العمر المتأخر، بطولات القوات الجوية، الخطأ الفادح»

كتب | وسيم عفيفي

جرت وقائع النكسة وكان محمد حسني مبارك يومها يشغل منصب قائد مطار قاعدة بني سويف، ووصله الخبر بوقوع النكسة وهو في السماء، لم يعطيه أحد فرصة لكي يسأل عن أي تفاصيل، ولم يحددوا له إلا أمر عسكري واحد وهو أن لا يهبط بالطائرة حتى غرب القاهرة.

الطيار محمد حسني مبارك

الطيار محمد حسني مبارك

ثلاث خيارات كانت أمام مبارك إما أن يتجه لمطار أسوان وهناك سيتم ضربه بصواريخ الدفاع الجوي، أو يهبط في مطار الوادي الجديد ويخسر طائرته الضخمة لضيق الممر، فلم يجد إلا أن يهبط في مطار الأقصر الذي فيه 5 طائرات، وبمجرد نزوله بالمطار وبدء عملية جر التموين لمعدات الطائرات ضُرِبَت الطائرات.

اقرأ أيضًا 
«دا اللي ضيع الجيش في 67» كيف جاء التغيير بعيدًا عن فيلم الممر

لم يمت محمد حسني مبارك في قصف مطار الأقصر، لكنه ربما نظر للموت من زاوية أخرى وهي أنه سيرتاح من إحساس الظلم الذي كان هو سيد مشاعر جميع أفراد المؤسسة العسكرية المصرية لأنهم دفعوا فاتورة حرب غير مدروسة من قادتهم، وكان الثمن هزيمة في حرب لم يدخلوها أصلًا.

عبدالناصر يُغير سياسة القوات المسلحة عقب عام 67

عبدالناصر و مبارك

عبدالناصر و مبارك

تغيرت سياسة جمال عبدالناصر تجاه القوات المسلحة وسار على طريقة الاعتماد على أهل الخبرة وليس أهل الثقة، وبالتالي كان اللواء مصطفى الحناوي قائد القوات الجوية هو الذي رشح مبارك إلى تولي منصب مدير الكلية الجوية في نوفمبر سنة 1967 م.

مبارك وإعداد كوادر الطيارين

مبارك في القوات الجوية

مبارك في القوات الجوية

كانت مهمة محمد حسني مبارك في القوات الجوية أن يقوم بإعداد كوادر من الطيارين خلال 3 سنوات حتى يكونوا مستعدين لحرب الاستنزاف، لكن مبارك نجح في إعداد 600 طيار خلال عام ونصف، فضلًا عن تأسيس ‏3‏ كليات جوية جديدة في بلبيس ومطروح والمنيا، وكان هذا الإنجاز عاملًا إلى قيام جمال عبد الناصر بإصدار قرار يقضي بتولي مبارك منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية سنة 1969 م.

إنجاز كبير يُحْسَب لحسني مبارك والقوات الجوية خلال الفترة التي ترأس فيها منصبي مدير الكلية الجوية ثم رئيسًا لأركان الطيران المصري، فقد كانت معارك يوم 23 أكتوبر و10 نوفمبر و10 ديسمبر 1968 من أهم تلك المعارك الجوية والتي نتج عنها سقوط طائرتي ميراج إسرائيليتين.

اقرأ أيضًا 
حكاية فشل طائرات إسرائيل في سوهاج «العسيرات تنقذ سكك حديد مصر»

ومع بدء المرحلة الثانية من حرب الاستنزاف في 20 يوليو 1969، بدأ استخدام القوات الجوية كعنصر تفوق لحرب الاستنزاف، حيث حلقت 50 طائرة مصرية معظمها من النوع ميج 17 من قاعدة المنصورة الجوية لقصف أهداف إسرائيلية علي الجانب الشرقي من قناة السويس، كانت عبارة عن مواقع صواريخ الهوك في الرمانة، ومحطة رادار شرق الإسماعيلية، وتجمعات تابعة للجيش الإسرائيلي ونجح الطيران المصري في المهمة.

خلال الفترة من 20 يوليو حتى 31 ديسمبر 1969 توالت الهجمات حتى بلغ عدد الطلعات الجوية المصرية 3200 طلعة جوية من أعمال هجوم وتأمين واستطلاع جوي، وتصاعدت الهجمات الجوية المصرية بعد ذلك كرد على ضرب إسرائيل للعمق المصري.

اقرأ أيضًا 
خطة عبور القناة في عهد عبدالناصر والسادات «ماذا تغير ولماذا»

من البطولات التي حققها الطيارون المصريون في حرب الاستنزاف بطولة الطيار أحمد عاطف الذي أسقط 7 طائرات فانتوم إسرائيلية بطائرته الميج 21 في عصر يوم 9 ديسمبر سنة 1969 م، وواصل الطيران المصري في بطولاته حتى تحقق النصر في 6 أكتوبر سنة 1973 م والذي كان العنصر الأساسي في تحقيقه هو الطيران.

انتهاء مخطط الثورة القديم 

حسني مبارك

حسني مبارك

كان العام سنة 1975 م هو الفصل الأخير لحكم رموز ثورة يوليو للدولة المصرية وحل بدلًا منهم جيل حرب أكتوبر، حيث تم تعيين حسني مبارك في منصب نائب الرئيس وبعد 6 سنوات صار هو الرئيس سنة 1981 م.

أخطاء إعلاميو مبارك

محمد حسني مبارك

محمد حسني مبارك

طوال فترة حكم الرئيس مبارك كان الإعلام متمثلًا في المقربين منه «فؤاد محي الدين، وصفوت الشريف، وممدوح البلتاجي، وأنس الفقي» قد ارتبكوا خطأً كارثيًا في التوثيق لحرب أكتوبر حيث اختزلوها في مبارك نفسه.

لم يجرؤ أحد من العام 1981 م إلى العام 2011 م أن يتحدث في الإعلام عن دور كل أفرع وهيئات الجيش المصري خلال أكتوبر، رغم الأفلام الوثائقية ـ الركيكة ـ كان ينتجها التلفزيون المصري، فقد تم اختزال حرب أكتوبر في الضربة الجوية فقط.

تزوير الإعلام

صورة بانوراما حرب أكتوبر

صورة بانوراما حرب أكتوبر

كارثة كبرى قام بها إعلام نظام مبارك وهو تزوير صورة هيئة العمليات ببانوراما حرب أكتوبر، وحذف صورة الفريق سعد الدين الشاذلي واستبداله بمبارك مجاورًا للسادات والفريق أحمد إسماعيل.

وشن الإعلام في فترة حكم مصر حملة ضخمة في النفاق لمبارك بالمقالات وبالأغاني وبالحوارات واللقاءات الإعلامية وكان الظلم أيضا بالتجاهل لقادة آخرون من جيل مبارك وكان بعضهم من قادة مبارك.

قالها مبارك وهو يودع الحكم «سيحكم التاريخ»، وانتهى حكمه ومع نهايته تاه التاريخ بين المبالغة في دور حسني مبارك وبين الظلم لحسني مبارك، لدرجة جعلت المؤرخ عاصم دسوقي يقول  «إن الطرفين يدعون، من يمجدون مبارك بشكل مبالغ فيه، ومن يبخسون حقه نهائيا، فكل هذه الأمور حولها لغط، والمناخ السياسي الحالي لا يساعد على البحث عن الحقيقة واستجلائها، وهذه الفترة من تاريخ مصر حولها غموض ولا أحد يعرف الحقيقة ما حدث».

[ المراجع ]

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*