الرئيسية » حكاوي زمان » “تراثيات الخرائط النادرة” | ما بين ” مدينة رشيد ” و “شبراخيت” تخطيط سنة 1800 م
بين رشيد وشبراخيت عام ١٨٠٠
بين رشيد وشبراخيت عام ١٨٠٠

“تراثيات الخرائط النادرة” | ما بين ” مدينة رشيد ” و “شبراخيت” تخطيط سنة 1800 م

كتب – وسيم عفيفي
تعتبر مدينة رشيد من مدن الثغور المصرية القديمة، وردت في جغرافية استرابون باسم بولبيتين، وأنها واقعة على مصب فرع بولبيتين.
أما شِبراخيت، مدينة مصرية تتبع محافظة البحيرة شمال مصر.
وذكرها أميلينو في جغرافيته فقال إن اسمها القبطي رخيت، ومنها اسمها العربي الحالي رشيد، واسمها اللاتيني روزيتا أي الوردة الصغيرة أو الجميلة، ويُقال أن رشيد كانت واقعة شمال موقعها الحالي الذي نقلت إليه سنة 256 هـ.
وذكرها ابن حوقل وقال أنها مدينة على النيل، قريبة من البحر المالح من فوهة تعرف بالأشتوم؛ وهي المدخل من البحر، والمقصود بذلك مصب فرع رشيد، وبها أسواق صالحة وحمامات ونخل كثير وإرتفاع (إيراد) واسع.
كذلك وردت في نزهة المشتاق وذُكرت بأنها مدينة متحضرة بها سوق وتجار وفعلة، ولها مزارع وغلات وحنطة وشعير، وبها بقول حسنة كثيرة، وبها نخيل كثير وأنواع من الفواكه الرطبة، وبها من الحيتان وضروب السمك من البحر المالح والسمك النيلي كثير.

بين رشيد وشبراخيت عام ١٨٠٠

بين رشيد وشبراخيت عام ١٨٠٠

وبالدراسات منذ عام 1800 حتى عام 1926، نما لسان رشيد داخل البحر بمعدل 40 متراً في العام، أي في خلال 126 عاماً أضيفت إلى مساحة اليابسة 5 كيلومترات.
ومن بعد هذا التاريخ بدأت متغيرات تتطرأ على خط الشاطئ بسبب عوامل قوى الرياح والأمواج والتيارات البحرية والمد والجزر والترسيب.
فعوامل الترسيب أنهت وجود الجزيرة الخضراء التي كانت موجودة عند مدخل المصب والتي وصفها العديد من الرحالة، فالتحمت بالضفة الشرقية عام 1800 وأصبح اللسان ممتداً كشبه جزيرة داخل البحر وأكثر عرضة للتآكل والغمر بمعدلات تراوحت بين 30 و50 متراً في العام، وبعد بناء السد العالي تسارع هذا المعدل

خريطة رسمها الجغرافي العثماني بيري ريس لمدينتي رشيد وبرج البرلس، ويُلاحظ أنه في نهاية مصب رشيد جزيرة وهي الجزيرة الخضراء الحالية والتي التحمت باليابس

خريطة رسمها الجغرافي العثماني بيري ريس لمدينتي رشيد وبرج البرلس، ويُلاحظ أنه في نهاية مصب رشيد جزيرة وهي الجزيرة الخضراء الحالية والتي التحمت باليابس

وبالرجوع إلى خرائط الشاطئ منذ عام 1870 حتى عام 1923 سيظهر أن أن الشاطئ كان يبعد 2355 متراً شمال طابية رشيد، وفي عام 1940 أصبح الشاطء على بعد 1600 متراً من الطابية، وفي عام 1976 أصبح الشاطئ عند موقع الطابية ذاته وتهدم جزء منهار وفي عام 1980 دخل البحر بعد موقع الفنار وأنهار عدد كبير من شاليهات المصيف، وفي نهاية عام 1984 أنهى البحر على كل ما تبقى من المصيف، ولكن التآكل لم يمس الأراضي الزراعية البعيدة أو المساكن لأنها بعيدة عن البحر نسبياً، وبحسب معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة التابع لوزارة الزراعة المصرية؛ فإن معدل التآكل عند مصب النيل بمدينة رشيد قد بلغ ذروته مقارنة بسائر الشواطئ المصرية حيث يتآكل منه سنوياً 60 فداناً، وقد بلغت المساحات المتآكلة من المنطقة ذاتها 733 فداناً منذ عام 1987 حتى عام 2000

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*