تراثيات نافذتك الأولى على التاريخ
تقرأ في هذا التقرير «تفاصيل تاريخ قيت الرجبي بعيدًا عن ممالك النار، حياة قيت الرجبي وصراعاته، ما بين قيت الرجبي والغوري، حكاية الوقف والأزهر»
كتب | وسيم عفيفي
تناولت الحلقة الخامسة من مسلسل ممالك النار العلاقة بيت قيت الرجبي والسلطان قانصوه الغوري التي انتهت بقرار الأخير أن يسجن قيت لتآمره عليه، وهو ما حدث تاريخيًا فعلاً حيث يصفه بن إياس «كان ظلومًا غشومًا قليل الخير كثير الأذى».
ما هو تاريخ قيت الرجبي بعيدًا عن مسلسل ممالك النار
تاريخ قيت الرجبي
كان قيت الرجبي أحد الشخصيات الفاعلة في نهاية عهد حكم المماليك لمصر، وبدأ ظهوره الأول في عصر السلطان الأشرف قايتباي حيث عينه في وظيفة الجقمدار «أي حامل نعل السلطان» وبعد أربع سنوات من هذا المنصب وبالتحديد في العام 1490 م تولى رتبة العشرة وهو وظيفة عسكرية بالجيش المملوكي.
اقرأ أيضًا
تاريخ قنصوة الغوري الحقيقي «حكم مصر 15 سنة بـ 3 وجوه»
تغير تاريخ قيت الرجبي في العام 1491 حين حدث طاعون كبير حصد أرواح أهم قادة المماليك سياسيًا فعينه واليًا على القاهرة، وكان في منصبه هذا مدنيًا لكنه كان عسكريًا في الحملات التأديبية التي كان يرسلها قايتباي لتأديب الخارجين.
تاريخ قيت الرجبي في عهد قانصوه الغوري وحقيقة ممالك النار
من مسلسل ممالك النار
كان للأمير قيت الرجبي دور فاعل في تعيين السلطان قانصوه الغوري سلطانًا على المماليك، فقد رشحه للمنصب وتمكن من جمع نفقة البيعة وهو مال يدفعه السلطان الجديد للأمراء المماليك من أجل اتقاء شرهم.
رسمة للسلطان الغوري
ومارس قيت الرجبي ظلمًا كبيرًا ناحية المدرسة الباسطية المنسوبة للقاضي عبدالباسط في الخرنفش، حيث جمع المال من عامة الشعب بالظلم كما ذكر بن إياس في الجزء الرابع من تاريخه.
السلطان الغوري
بعد استقرار قانصوه الغوري على عرش السلطنة عين قيت الرجبي أميرًا لركب المحمل بسبب الإضطرابات التي حدثت في مكة من الشيخ الجازاني شيخ عربان بني إبراهيم ونجح الأمير قيت في هزيمتهم وإلقاء القبض عليهم وإعادتهم للقاهرة حيث سُجِنُوا.
رسمة لـ قنصوة الغوري
رغم تميز تاريخ قيت الرجبي بالصداقة مع السلطان الغوري لكن انقلب هذا إلى عداءٍ بدأ حين قرر قانصوه تعيين الأمير قيت قائدًا لتجريدة تؤدب سيباي إلى أن اكتشف قيام الأمير قيت بالاتفاق الأمير سيباى نائب حلب أن يظهر العصيان حتى يخرج إليه قيت في التجريدة وفي بلاد الشام ينضم إليه أمراء آخرون وينقلبون على الغوري.
اقرأ أيضًا
المنجمون في العصر المملوكي «قصة الغوري وعراف حرف السين حقيقية»
ألقي القبض على الأمير قيت الرجبي في العام 1504 م واستولى الغوري على 60 ألف دينار من ماله فضلاً عن خيوله وكل ما يملك وتم سجنه بالإسكندرية، وفي العام 1415 م قام بزيارة الإسكندرية وأرسل هدايا إلى قيت في سجنه وأمره بعدم مكاتبة أحد من الأمراء، فأجاب بالسمع والطاعة وظل في سجنه بغير قيود حتى نقله طومان باي إلى سجن دمياط، وحين مات قيت الرجبي أنشد بن إياس بيتًا من الشعر قال فيه
قد كان قيت باغيًا ولكل شر مُسْرِع * فجنى عليه بغيه ولكل باغٍ مصرع.
وثائق تاريخ قيت الرجبي
وثيقة وقفية قيت ص 1
يوجد للأمير قيت الرجبي وثيقة من 6 صفحات تخص وقفًا أهليًا خصصه للأهالي على أن يكون هو شخصيًا ناظر الوقف وصاحبه ثم ذريته من بعده لحين انقراضهم ثم يؤدى إلى جهات الخير.
وثيقة وقفية قيت ص 2 و 3
وكان الواقف غالباً ما يعين نفسه ناظراً على الوقف خلال العصر المملوكي، ويشير حسين مصطفى حسين رمضان المؤرخ في وقفيات المماليك أن هذا النوع كان مزدهرًا بشدة فى العصر المملوكي حيث كان المماليك من السلاطين والأمراء عمومًا يلجأون إليه لحماية أملاكهم وتأمين أموالهم من المصادرات ويضمنون به لأنفسهم مورداً اقتصادياً ثابتاً من ريعها لأنفسهم ولأولادهم من بعدهم.
وثيقة وقفية قيت من ص 4 لـ ص 6
وكان وقف قيت الرجبي منزل له وثلاثة قراريط ونصف قيراط للزراعة بالقاهرة فضلاً عن قطعتين زراعيتين إحداهما في منية شريف بالدقهلية والأخرى ناحيةمنطقة أبو علي بالقنطرة في محافظة الغربية.
خريطة منزل الأمير قيت خلف الأزهر – الأعلى خريطة قديمة والأسفل من وصف مصر
أما بيت الأمير قيت فيقع في منطقة هي ضمن حرم جامعة الأزهر في الدراسة بالقرب من الجامع الأزهر الشريف من ناحيته الجنوبية حيث أن منزل قيت الرجبي هو المدرسة الغنامية التى بقي منها القاعة الواقعة أمام كلية أصول الدين.
