الرئيسية » حكاوي زمان » “المعهد الأحمدي” وحكاية ميزانية الخديوي عباس
المعهد الأحمدي
المعهد الأحمدي

“المعهد الأحمدي” وحكاية ميزانية الخديوي عباس

وسيم عفيفي
يعتبر المعهد الأحمدي بداخل مسجد السيد البدوي هو أحد جوامع مصر الكبيرة والعريقة، ويوجد في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وقد سمى بهذا الاسم نسبة إلى الطريقة الأحمدية ومؤسسها السيد أحمد البدوي .
الجامع في الأصل عبارة عن رباط أقيم على ضريح السيد البدوي، وأعد لاستقبال الواردين والمترددين عليه بالإضافة إلى المجاورين ثم تحول إلى جامع أطلق عليه جامع سيدى أحمد، وتاريخ تأسيس ذلك الجامع العتيق غير معروف

من المرجح أن المسجد أنشئ قبل عام 814هـ / 1414م؛ حيث توجد وقفيات تعود إلى هذا التاريخ يؤخذ منها أنه كان معروفا بالجامع الأحمدي وأن هناك مجاورين به، وقد ورد في وثيقة ترجع إلى ىسنة (913 هـ/ 1515م) عن أحد الأوقاف على مقام سيدى أحمدالبدوي عند تحديد جهات الصرف الذى يصرف فيها ريعه ؛ يقسم على أربعة أرباع متساوية ثم يصرف ريع منها على مصالح جامع سيدنا أبى العباس أحمد البدوي وعلى مصالح ضريحه الكاين بطنطا .
وفق الذاكرة الأزهرية يعود التعليم في الجامع الأحمدي لأزمنة بعيدة، فقد وجد في إحدى وقفيات الجامع الأحمدي التي تعود إلى عام 814 هـ / 1414م أنه كان هناك مجاورون بالجامع الأحمدي، وفى أواخر القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر الميلادي بدأ الجامع الأحمدي يتحول إلى مدرسة دينية على غرار الجامع الأزهر تقام فيه حلقات الدروس، وذلك عندما رتب على بك الكبير (توفى عام 1197هـ/1779م ) فقهاء ومدرسين ومعيدين للتدريس؛ فأمّه الطلاب والوافدون من كل ناحية خاصة، وأن الأوقاف التي أوقفها على بك قد أمنت لهم حياتهم بأن خصص لهم خبزا وجرايات وحساء يصرف يوميا، كما عيَّنَ شيخا يتولى إدارة أمور المسجد لقبه بشيخ الجامع الأحمدي، وهذه الأوقاف تعود إلى عامي 1183هـ/1765م و 1185هـ /1767 م.
ويمكن القول بأن وظيفة مشيخة الجامع الأحمدي قد ظهرت بعد عام 1185هـ/ 1767م، فقد عين على بك الكبير شيخاً للجامع الأحمدي لإدارة شئونه، ووظيفة شيخ الجامع الأحمدي من الوظائف الدينية التي كان يصدر بها أمر من الحاكم بتعيين من يتولاها، وكان يتم اختياره من بين علماء الأزهر الشريف.
يوجد المعهد الأحمدي في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، ويرتبط اسمه بالجامع الأحمدي، وهو أحد جوامع مصر الكبيرة، وينسب إلى الطريقة الأحمدية ومؤسسها السيد أحمد البدوي، وقد بدأت الدراسة في هذا الجامع قبل عام 814 هـ/ 1414م ، وفي أيام على بك الكبير حيث رتب أوقافًا على ذلك الجامع لعمارته ومرمته والصرف على المجاورين، وكان نظام الدراسة هو نظام الحلقات كما في الأزهر الشريف، وظل الجامع الأحمدي مدرسة حرة حتى ضم للأزهر 1895م، واستمرت الدراسة مقامة به حتى بناء المعهد الأحمدي عام 1914م، ويعد من أهم مراكز التعليم الأزهري في مصر، وقد تخرج منه عدد كبير من أعلام الأزهر الشريف.

وفي 2 رمضان 1314هـ/3 فبراير 1897م تداول مجلس إدارة الأزهر فيما يجري عليه التدريس والامتحان في الجامع الأحمدي إلا أنه لم يتمه، وطلبت مشيخة الأزهر من الخديو عباس ترتيب مبلغ 600 جنيه ” لتحسين حالة التدريس في الجامع الأحمدي” وإدراجها في ميزانية سنة 1898م ، وأرسلت المعية إلى ديون الأوقاف للنظر في طلب المشيخة ، تم وضع النظام المطلوب للجامع الأحمدي في يونيو 1898م، وأرسلت مشيخة الأزهر في 21 نوفمبر 1898م إلى الديوان الخديوي لإدراج بعض المبالغ لإصلاح التعليم في الجامع الأحمدي، فوافق الخديو عباس، ولكنه اشترط أن يوضع نظام محدد لصرف هذه المبالغ التي تقرر إدراجها في ميزانية سنة 1899م .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*