الفرق بين رأس السنة الهجرية و تاريخ الهجرة النبوية

كتب – وسيم عفيفي
يقع بعض الناس في خلط منتشر بينهم كل عام هجري جديد ، حيث يعتقدون أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كانت هجرته في بداية السنة المعروفة ب السنة الهجرية ، وعند المحرم يحتفل الناس بالهجرة ويحتفلون ببداية السنة
لكن الحقيقة أنه لا علاقة بين بداية السنة الهحرية وبين الهجرة
فالهجرية النبوية الكريمة كانت في ربيع الأول ولم تكن في المحرم
فقد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الإثنين حين اشتد الضحى لاثني عشرة خلت من ربيع الأول .

لكن لماذا تم التأريخ بشهر المحرم ؟

تبدأ الحكاية أن رجلاً توجه إلى عمر فقال: أرّخوا، فقال عمر: ما أرّخوا؟
فقال: شيء تفعله الأعاجم في شهر كذا من سنة كذا، فقال عمر: حسن، فأرّخوا، فاتفقوا على الهجرة .
ثم قالوا: من أي الشهور؟ فقالوا: من رمضان، ثمّ قالوا: فالمحرم هو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام، فأجمعوا عليه.
فالصحابة حين أرخوا اعتمدوا سنة الهجرة كبداية ، ولم يعتمدوا الشهر أو اليوم الذي هاجر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كما يظن أكثر الناس اليوم .
ثم اختار الصحابة بعد ذلك المحرم كبداية للسنة لأنه بعد انتهاء موسم الحج ، ولم يكن هناك علاقة بين شهر الهجرة وتحديد شهر المحرم كبداية .

لكن وقع خلاف بين العلماء بعد ذلك حيث قال ابن كثير : وحكى السهيلي وغيره عن الإمام مالك أنه قال: أول السنة الإسلامية ربيع الأول لأنه الشهر الذي هاجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد استدل السهيلي على ذلك في موضع آخر بقوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم) أي من أول يوم حلول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وهو أول يوم من التاريخ كما اتفق الصحابة على أول سني التاريخ عام الهجرة.
ولا شك أن هذا الذي قاله الإمام مالك رحمه الله مناسب، ولكن العمل على خلافه، وذلك لأن أول شهور العرب المحرم فجعلوا السنة الأولى سنة الهجرة.
وجعلوا أولها المحرم كما هو المعروف لئلا يختلط النظام;}