الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » ” صبري أبو علم ” الحاضر تاريخه بـ”شارع” في وسط البلد
صبري أبو علم
صبري أبو علم

” صبري أبو علم ” الحاضر تاريخه بـ”شارع” في وسط البلد

كتب – وسيم عفيفي
في منطقة وسط البلد وبالتفرع من شارع طلعت حرب يطل شارع صبري أبو علم والذي يعد من احد الشوارع الشهيرة بمنطقة وسط المدينة.
إلا أنه دائماً يتوقف اسم “صبري أبو علم” أمام الغالبية العظمى من الشباب والمثقفين، حيث تُطرح عدة أسئلة تطلب معرفة الشخصية التي أطلق عليها شارع باسمها تكريما لها.
إنه المحامي والقانوني الشهير محمد صبري أبو علم، والذي ولد في 21 مارس عام 1893 فى مدينة منوف بمحافظة المنوفية، ونال الشهادة الابتدائية من مدرسة المساعي المشكورة ثم أكمل تعليمه الثانوي والعالي من القاهرة إلى أن تخرج من مدرسة الحقوق وعمل محامياً في منوف واشمون .
وكان صبري أبو علم فصل من مدرسة الحقوق لمدة عام حينما كان طالبا، بسبب مشاركته فى مظاهرة ضد السلطان حسين كامل، حينما زار مدرسة الحقوق، وكان أبو علم فى الثالثة والعشرين من عمره، وتأخر تخرجه عام 1917.

وفي عام 1923 قام الزعيم سعد باشا زغلول بزيارة مدينة منوف وذلك لحضور احتفال جمعية المساعي المشكورة ، وتكلم محمد صبري أبو علم كأحد أعلام القانون في المنوفية وخطب خطبة عصماء أمام الزعيم سعد زغلول وأعجب بها سعد زغلول إعجاباً كبيرا وطلب منه الانتقال إلى القاهرة ليعمل بها .
عمل صبري أبو علم في مكتب مرقص باشا حنا للمحاماة ، وترشح عن حزب الوفد عن دائرة منوف وفاز وكان أصغر النواب سناً كما  شغل منصب سكرتير حزب الوفد من 1945 حتى وفاته فى 1947 .

وأصدر جريدة “صوت الأمة” عام 1946 بعد أن قررت حكومة إسماعيل صدقي منع كافة الصحف الوفدية من الصدور، وتولى طلبة صقر مدير عاماً للجريدة وحافظ شيحة رئيساً للتحرير وقامت بدور ممتاز في الحفاظ على تراث حزب الوفد والدفاع عن ما يواجهه من تشويه كما ساهمت الجريدة في تدعيم مبادئ المعرفة للديمقراطية ونحوها .

وأسس “أبو علم” في عام 1945 بالتعاون مع مصطفى النحاس الجمعية الوطنية للطلاب والعمال، والتي ضمت ممثلين لطلاب الجامعة والأزهر والعمال والمدارس الثانوية، وكانت اللجنة نواة لجبهة عريضة للكفاح ضد الاحتلال، ونشط شباب الوفد فى اللجنة، ثم اختير وزيراً للعدل في الوزارة السادسة والأطول للنحاس باشا والتي خاصمت الملك فاروق خصومة.
فيما جهز مشروع قانون استقلال القضاء، الذى أصدرته حكومة الوفد فى 10 يوليو 1943 ، ومنحت حكومة الوفد رجال القضاء قطعة أرض مساحتها نحو ألفى متر، وعشرة آلاف جنيه، لبناء وتأسيس نادي القضاة .

كما تم اختياره أميرا للحج، وتسلم حزام الكعبة كتكريم استثنائي شرفي، كون هذا الحزام لا يسلم إلا للملوك والرؤساء ، كما عُين فى الكثير من اللجان التشريعية وسن القوانين، ومنها اللجنة التي أعدت مشروع إلغاء الامتيازات الأجنبية، كما كان له الفضل فى إصدار قوانين مهمة، مثل قانون المرافعات والعقوبات والمحاماة والطوائف والوقف والوصية، وأطلق عليه المحامون لقب “فخر المحاماة” وشارك فى تنفيذ معاهدة مونترو توفي محمد صبري أبو علم فى 14 من أبريل 1947، فى عهد وزارة محمود فهمي النقراشي، ونعاه مصطفى النحاس بقوله: ” كان صديقاً وفيا، ورجلا أبيا، وعلى المساومين فى حقوق الوطن جبارا عصيا”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*