الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » ” شارع عبدالعزيز ” من مقبرة إلى منطقة على اسم “خليفة عثماني”
شارع عبدالعزيز
شارع عبدالعزيز

” شارع عبدالعزيز ” من مقبرة إلى منطقة على اسم “خليفة عثماني”

كتب – وسيم عفيفي
شارع عبدالعزيز هو أضخم وأشهر شارع تجاري بالقاهرة يقع من ميدان الجمهورية الى ميدان العتبة
ويشتهر بتجارة الأجهزة المحمولة الجديدة والمستعملة بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية التي اشتهرت كتجارة في الشارع قبل أجهزة المحمول
كان شارع عبد العزيز قديماً في ‏الأصل‏ هو المدفن ‏الرئيسي لسكان ‏ القاهرة‏ وبه ‏ ‏سينما‏ ‏أوليمبيا‏ المغلقة اقدم سينما موجودة في مصر ، ويعتبر من الشوارع ذات التاريخ الكبير
كان من أول ما أُنشئ في الشارع هو مسجد العظم ولأن جزءا من الشارع كان في البداية عبارة عن مدفن فقد تم جمع رفات الموتى‏ ‏وما تبقى ‏من‏ ‏عظامها‏ ‏ ووضعها‏ ‏في‏ ‏المكان‏ ‏الذي‏ ‏تم‏ ‏بناء‏ المسجد ‏عليه‏ ، ‏و داخل المسجد أقام الأهالي مقاما لأحد الأولياء الذي كان مدفونا في المنطقة واسمه العارف ‏ بالله ‏عبد‏‏القادر‏ ‏الدسوقي ‏ ‏شقيق‏ ‏الشيخ‏ إبراهيم ‏الدسوقي ‏ والموجود ‏مقامه‏ في ‏مدينة‏ ‏دسوق‏ ‏في كفر‏ ‏الشيخ‏ في شمال مصر

عمر أفندي

عمر أفندي

بدأ التاريخ التجاري لشارع عبد العزيز عندما تأسست متاجر عمر أفندي عام 1856 في القاهرة تحت اسم اوروزدي باك وهو الضابط المجري الذي أسس سلسلة محلات تحمل اسمه والتي تخطت 80 فرعا في عواصم مختلفة أوروبية وعربية
وظل هذا المتجر يحمل اسم صاحبه حتى اشتراه ثري مصري يهودي وغيّر اسمه إلى عمر افندي

شارع عبدالعزيز

شارع عبدالعزيز

بعد ذلك بسنوات انتشرت تجارة الأثاث ‏ ‏وكان زبائنها من الأغنياء وذلك لأن أغلب المعارض كانت تعرض البضاعة الغالية والمستوردة وظلت محلات الأثاث مسيطرة على الشارع حتى بداية التسعينات .

شارع عبد العزيز

شارع عبد العزيز

ثم تحول الشارع إلى تجارة الأجهزة الكهربائية إلى أن احتل الشارع المكانة الرئيسة في تجارة المحمول ومستلزماته وأيضا المستعمل منه ليصبح من أكثر المناطق ازدحاما في العاصمة ‏.

شارع عبدالعزيز قديماً

شارع عبدالعزيز قديماً

سُمّي الشارع بـ “شارع عبد العزيز ” وذلك نسبة إلى السلطان عبد العزيز الأول الخليفة العثماني والذي زار مصر في أواخر مارس عام 1863.

السلطان عبدالعزيز

السلطان عبدالعزيز

زار السلطان عبد العزيز سلطان تركيا مصر بعد ولاية إسماعيل باشا حاكم مصر ومكث في مصر عشرة أيام تنقل فيها بين القاهرة والإسكندرية وفي عام 1870 بدأت الحكومة المصرية في شق الشارع من العتبة إلى عابدين ، وتيمنا بهذه الزيارة وتخليدا لها أطلق على هذا الطريق اسم شارع عبد العزيز .

والجدير بالذكر أن العلاقة بين الخديوي إسماعيل والخليفة عبد العزيز الأول كانت علاقة وطيدة للغاية ومتميزة لأقصى حد بعد زيارة الخديوي إسماعيل لإسطنبول عام 1861 وصدر خلال عهد السلطان عبد العزيز ثلاثة فرمانات متعلقة بمصر الأول عام 1866 وكان يقضي بأن تنحصر وراثة البلاد بأكبر أولاد الخديوي إسماعيل
والثاني في 7 يوليو 1867 وكان فيه قراراً بمنح حاكم مصر لقب “خديوي ”

الخديوي إسماعيل

الخديوي إسماعيل

ولم يستعمل هذا الاسم في الدولة العثمانية إلا لحاكم مصر كدلالة على رفعة موقعه والثالث هو الفرمان الشامل في 10 يونيو 1873
وقد نظم مختلف نواحي الامتيازات ، فأعاد التأكيد أن أكبر أولاد خديوي مصر هو من يرث العرش ، فإن لم يوجد فأكبر إخوته الذكور ثم أكبر أولاد إخوته
وإمكانية تعيين مجلس وصاية أو وصي على الخديوي إن كان قاصرًا
كذلك فقد مُنحت مصر حكم سواكن ومصوع على البحر الأحمر

ومنحت حكومتها حق إصدار القوانين واللوائح التنفيذية لها حسب حاجة البلاد وكذلك صلاحية سن الضرائب وتحديد الرسوم الجمركية واحتكار بعض أوجه التجارة وعقد المعاهدات الداخلية والخارجية
في مقابل أن تحصل الدولة العثمانية سنويًا على 150,000 كيس ليرات ذهبية

قبر الخليفة عبدالعزيز

قبر الخليفة عبدالعزيز

وقد كانت نهاية الخليفة عبد العزيز نهاية غريبة فلسوء الأوضاع الداخلية بالدولة وتبذيره وإطلاق يد روسيا بالدولة في أواخر عهده فقد تم خلعه ثم انتحر وقيل أنه قُتل عام 1876 ميلادية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*