الرئيسية » حكاوي زمان » “معركة أكتيوم ” عندما لعب “الإعلام” الدنيئة” و الثمن روح “كليوباترا”
معركة أكتيوم
معركة أكتيوم

“معركة أكتيوم ” عندما لعب “الإعلام” الدنيئة” و الثمن روح “كليوباترا”

كتب – وسيم عفيفي
وفق البوابة العالمية فقد كانت معركة أكتيوم آخر حروب الجمهورية الرومانية.
وكانت بين جيوش أوكتافيوس وجيوش مارك أنطونيو و كليوباترا السابعة ملكة مصر. تم خوض هذه المعركة البحرية في 2 سبتمبر العام 30 ق.م.، وكانت ساحة القتال البحر الأيوني، قرب المستعمرة الرومانية أكتيوم في اليونان.
كانت قوات أوكتافيوس بقيادة ماركوس فيبسانيوس أجريبا والذي كان وزيراً في عهد أوكتافيوس في حين كان ماركوس أنطونيوس يقود قواته وقوات كليوباترا السابعة.

يوليوس قيصر

يوليوس قيصر

تبدأ جذور المعركة بعد الفوضى التي عمت إثر اغتيال يوليوس قيصر ، حيث انقسمت المملكة بين أعظم قواده اكتافيوس وانطونيوس فقرراكتافيوس أن يضم مصر إلى الامبراطورية الرومانية، لكن كان أمامه الكثير من العواقب، ومن أشدها ماركوس أنطونيوس “مارك أنتوني” الذي أراد في أن ينفرد بحكم الامبراطورية الرومانية، ومن ثم فكرت كليوباترا أن تصبح زوجة لماركوس أنطونيوس الذي قد يحكم في يوم ما الامبراطورية الرومانية.
حيث جاء مارك أنتوني إلى مصر وجاءت له كليوباترا خفية لخوفها من ثورات المصريين ضدها وكانت مختبأه في سجادة وخرجت منها أمام انتوني كعروس البحر وهي في أبهى صورها ووقع أنتوني في حبها

مارك أنتوني

مارك أنتوني

كان مارك أنتوني متزوجا من أوكتافيا أخت أوكتافيوس(أغسطس) ومنع علي الرومان التزوج بغير رومانية وهنا ظهرت مشكله ارتباطه بكليوباترا وأصبح حليفا لها بدل من أن يضم مصر للامبراطورية الرومانية.
و كان ذلك سببا في العداوة بين أغسطس وأنطونيوس لأن أوكتافيا كانت أخت أغسطس
تم تقسيم الامبراطورية الرومانية إلى شرق وغرب, وكان الشرق بما فيه مصر من نصيب أنطونيوس، وكان طبيعيا أن تصبح كليوباترا تحت سلطة السيد الجديد أنطونيوس، فلتحاربه بسلاح الحب والجمال، ولم تنتظر حتى يأتي إليها في الإسكندرية، ولكنها أبحرت على متن سفينة فرعونية ذهبية مترفة من الشواطئ المصرية، وكان أنطونيوس قد أرسل في طلبها عام 41 ق.م عندما وصل إلى مدينة ترسوس في كيليكية، وذلك ليحاسبها على موقفها المتردد وعدم دعمها لأنصار يوليوس قيصر.

أنطونيوس

أنطونيوس

أعجبت كليوبترا بأنطونيوس ليس فقط لشكله حيث كان وسيما (على حد قول المؤرخين) لكن أيضا لذكائه لأن كل التوقعات في هذا الوقت كانت تؤكد فوز انطونيوس، من ثم أعد أنطونيوس جيشا من أقوى الجيوش وتابعت كليوباترا الجيش عن كثب وتابعت خطة الحرب.
ووفق بوابة التاريخ ، ففي روما كان أوكتاڤيوس يستخدم تحالف أنطونيوس الجديد كذريعة لإعلان الحرب، فبادر بالسعي لإزالة الدعم عن أنطونيوس عبر حملة إعلامية عززت خوف روما القديم من مصر، وادعى بأن مصر كانت بلادًا للشعوذة والسحر الأسود حيث يُقدم البشر قربانًا وتتم أفعال يعجز اللسان عن شرحها، أوقف مباريات في ملاعب حاشدة ليكيل التهم لأنداده، واستخدم أهم الشعراء المعاصرين لتكوين صورة عن ماركوس أنطونيوس وكأنه هرقل مهزوم والمحارب الذي أذلته الهزيمة الساحقة وحرمته من إنسانيته ومن روحه، كان أوكتافيوس يقود أنجح حملة سياسية وإعلامية في التاريخ، بعد أسابيع كانت حشود الناس تدعوه لإعلان الحرب على مصر، أُجبر مؤيدو أنطونيوس في مجلس الشيوخ على الرحيل رغم أنهم كانوا يشكلون ما يزيد عن نصف المقاعد، رغم النجاح الباهر الذي حققته الحملة الإعلامية ما كان أوكتافيوس ليخاطر بحرب على الأراضي الإيطالية فأراد أن يقاتل أنطونيوس في منطقة يختارها بنفسه.
قاد ماركوس أنطونيوس 230 سفينة حربية والتقى أسطول أوكتاڤيوس خارج خليج أكتيوم، فى الوقت الذى كان يعانى أسطول أنطونيوس من عجز شديد فى الرجال، ولقى العديد من المجدفين مصرعهم بسبب تفشّى الملاريا بين قواته.
عانى أسطول أنطونيوس من قطع خطوط الإمداد، فأحرق أنطونيوس السفن التى لم يعد يستطيع توفير الرجال لها، وجمع باقى السفن بالقرب من بعضها البعض، وعلى العكس كان أسطول أوكتاڤيوس كامل القوات ولديه سفن أصغر وأخف وأقوى، كما كان مُسلّحًا بطواقم على قدر عالٍ من التدريب.

أوكتافيوس

أوكتافيوس

تطوّرت الأمور فى عكس صالح أنطونيوس، لأنه كان محاطًا به من جنود أوكتافيوس ولم يكن لديه مفر، لذا فقد جمع أنطونيوس سفنه حوله فى تشكيل حدوة الحصان، باقيًا بالقرب من الساحل حفاظًا على الأمان، فلو حاولت سفن أوكتاڤيوس الاقتراب من سفنه فالبحر سوف يجرفهم إلى الشاطئ، وبقى هو وكليوباترا فى مؤخرة التشكيلات، وحدثت فجوة فى قلب تشكيل أوكتافيوس فاغتنم أنطونيوس الفرصة وأسرع هو كليوباترا على سفينتين مختلفتين خلال الثغرة وهربا تاركين خلفهما كامل أسطوليهما.

كليوباترا السابعة

كليوباترا السابعة

بدأت جنود أنطونيوس فى الفرار فصار شبه مجرّد من قواته لقتال أوكتاڤيوس، وحاول ماركوس أنطونيوس الهرب من المعركة، بينما دسّ له أعداؤه رسالة كاذبة مفادها إلقاء القبض على كليوباترا فأقدم على الانتحار.
سمعت كليوباترا بأخبار أنطونيو فقررت الانتحار فى 12 أغسطس عام 30 قبل الميلاد، وتركت نفسها للحيّة لتموت مسمومة، فكانت نهاية دولة البطالمة فى مصر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*