«أزمات بسبب فنانين مصر والسعودية» العندليب يسرق لكسب رضا الأمير

تقرأ في هذا التقرير «أزمات في مسيرة فنانين مصر والسعودية ـ علاقة نجل الملك فيصل بسرقة مجهود أحمد مخيمر ، الملك سعود يمنع أم كلثوم ـ حسن عابدين والاعتزال بسبب الإحراج
ـ موت أميرة الذي كاد أن يقضي على سوسن بدر ـ محمد هنيدي وأزمة إبراهيم عيسى»

كتب : وسيم عفيفي

فتح إهداء ختم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سمية الخشاب فصلا جديدا من قصة فنانين مصر والسعودية تلك الحكاية التي أخذت أبعادا متشعبة كادت في لحظة أن تعصف بعلاقات مصر والرياض.

حكاية سمية الخشاب وختم الرسول

كان آخر فصول حكاية فنانين مصر والسعودية منح ختم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الممثلة سمية الخشاب خلال تكريم الأخيرة في جمعية المنتجين والموزعين، مما أثار لغطا كبيرا داخل القاهرة والرياض.

أوضحت جمعية المنتجيين والموزعين السعودية في بيان لها ملابسات تكريم سمية الخشاب، لكن لم تتطرق إلى مسألة ختم الرسول خاصةً مع تأكيد الممثلة أن منحها مجسم لختم النبي محمد صلي الله عليه وسلم كدرع تكريم من جمعية المنتجين والموزعين بالسعودية، حدث بالفعل وهو وسام على صدرها.

عبدالحليم حافظ وابتدى المشوار

ربما لا يدري أحد أن العام 2001 شهد حكما قضائيا رسم مأساةً في تاريخ فنانين مصر والسعودية، حيث حكم القضاء المصري بأحقية الشاعر أحمد مخيمر في تأليف أغنية يا مالكا قلبي وليس الأمير السعودي عبدالله نجل الملك فيصل بن عبدالعزيز.

قصة قيام عبدالحليم حافظ بالسرقة يحكيها الصحفي محمد أمير ويوثقها المؤرخ الفني مؤمن المحمدي فقد كان هناك موشح أندلسي قديم يبدأ بمطلع «يا مالكاً قلبي»، وكان موجوداً بالفعل من أيام الأندلس، لا أعرف من قاله ومازال مجهول المصدر من وقتها، لكن من المحتمل أنه شاعر قديم في غرناطة، وكان قد قاله لفتاة جميلة مغربية يحبها على شاطئ النهر الأوروبي دون أن يعرفه أحد.

أُعجب الشاعر أحمد مخيمر بالموضح، فأخذ مطلعه وأضاف عليه عدة أبيات ووضعهم في قصيدة طويلة سمّاها «أهلي على الدرب»، وأخذ القصيدة كلها ووضعها في ديوان اسمه «الغابة المنسية» ونشره، وكان هذا الكلام في فترة الخمسينيات.

جاء الملحن محمد الموجي وكان يحب الموشحات للغاية، سمع القصيدة وأُعجب بها، فأخذ الكلمات ولحنها بطريقته هو، وأعطى الأغنية للفنانة نجاح سلام لتغنيها كاملة كما هي سنة 1963 ولم تلقى الأغنية نجاحا.

مضت 10 سنوات بالتمام والكمال وأراد عبدالحليم حافظ غناء موشح يكون بابا للتعاون مع الأمير عبدالله بن فيصل بن عبدالعزيز، وقام الأخير بكتابة كوبليه واحد وهو «قل لي إلى أن المسير»، وتوقف الشاعر عن الكتابة حتى استعان العندليب بالشاعر أحمد مخيمر لاكمال الكلمات والأبيات، ورغم امتعاض مخيمر من الكوبليه لكنه وافق عليه على مضض دون أن يدري أنه سيشاهد العندليب سنة 1973 وهو يغني الأغنية وينسبها إلى الأمير عبدالله بن فيصل، ورغم وصول الأمر إلى المحاكم وموت جميع أطراف الحكاية لكن حتى اللحظة لم يأخذ الشاعر أحمد مخيمر مستحقاته الأدبية والمالية.

من أم كلثوم إلى حسن عابدين .. يا قلبي لا تحزن

تتواصل قصص فنانين مصر والسعودية بحكاية عن كوكب الشرق أم كلثوم حيث سافرت إلى بيروت عام 1954 لإحياء حفل زفاف وزير الأشغال العامة السعودي الأمير طلال بن عبدالعزيز، ومنى كريمة رئيس وزراء لبنان، وذلك بعد إحيائها حفل ميدان التحرير والذي أقيم احتفالًا بتوقيع اتفاقية جلاء القوات البريطانية عن مصر.

وللمرة الأولى تم منع أم كلثوم من الغناء في الحفل بسبب برقية أرسلها الملك سعود إلى أخيه وطلب منه الامتناع عن إقامة حفلة غنائية، لأن هذا يتنافى مع المذهب الوهابي الذي يدين به العائلة المالكة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها منع أم كلثوم من الغناء طوال مشوارها الفني.

طالع أيضا
“قصة ترك الشيخ الشعراوي للزي الأزهري” أقسم أن لا يرتديه إلى أن يموت

عاشت أم كلثوم ألمًا كبيرًا بسبب هذا الموقف ولم تدرك كيفية منعها من الغناء في حفل الزفاف، وشعرت بالإساءة في حقها، فأقمت نقابة الموسيقيين اللبنانيين حفل تكريم لكوكب الشرق بحضور رئيس الوزراء اللبناني، وردت أم كلثوم الصاع صاعين لمن افتوا بمنعها من الغناء وغنت «يا ظالمني» من كلمات أحمد رامي وحققت نجاحًا كبيرًا وقتها، وفقًا لمجلة الكواكب.

طالع أيضا
عندما كانت مصر ملجًا سياسيًا لملك سعودي بسبب خلافه مع شقيقه

الأمر نفسه تكرر مع الفنان حسن عابدين حين فكر في اعتزال الفن أثناء أداءه لمناسك العمرة، وزيارته لقبر الرسول الكريم، فهناك تعرف عليه الحراس وطلب منه أحدهم – وفقا لرواية ابنه خالد في حوار صحفي – الابتعاد عن قبر الرسول، لأنه ممثل، وكان وقتها يقدم مسرحية «عش المجانين» مع محمد نجم، فعاد إلى القاهرة ليفاجئ نجم برغبته في عدم استكمال العرض، لكن دبر له صديقه الفنان القدير إبراهيم الشامي لقاء مع الشيخ محمد متولي الشعراوي والذي نصحه بالعودة للفن ليقدم فنا هادف يحارب به الفن الرخيص.

أزمة بين السعودية ومصر بسبب سوسن بدر

في سنة 1980 م تطورت قصص فنانين مصر والسعودية حين كتب وأخرج أنطونى توماس فيلم موت أميرة، الذي قامت ببطولته الفنانة سوسن بدر، ويتناول قصة حياة الأميرة مشاعل بنت فهد بن محمد آل سعود حفيدة الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود، وأحدث الفيلم جدلاً وأزمةً سياسيةً بين مصر والسعودية، وحدثت أزمة دبلوماسية بين السعودية وبريطانيا باعتبارها الدولة التي سمحت بإنتاج الفيلم.

قصة الفيلم عن مشاعل بنت فهد بن محمد آل سعود حفيدة الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود ، مؤسس العائلة المالكة السعودية السابق والابن الرابع من أبناء الملك عبد العزيز الذكور من زوجته الأميرة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي آل سعود.

تم إعدام مشاعل وهي في سن التاسعة عشر سنة 1977 م ، بعد أن اتهمتها بعض أعضاء الأسرة بالزنا وتم إعدامها، والديوان الملكي السعودي بالطبع لم يصدر بياناً رسمياً في ذلك الوقت عن هذا الأمر ، إلا أن روايات بدأت تنسج خيوط قصة الأميرة مشاعل.

حد الزنا في الإسلام له شروط تعجيزية حتى لا يُقام برغم الجُرْم ، فإن الشخص الزاني أو الزاني لا يثبت عليه الاتهام إلا بحضور 4 شهود ، رأوا بأعينهم واتفقت أقوالهم في شرح ووصف عملية الزنا ، فضلا عن شروط متعلقة بعدالة الشهود أنفسهم ، كل هذا يصعب توافره في واقعة مشاعل حيث أنه لم يوجد شهود ، إلا أن مشاعل نفسها اعترفت 3 مرات وتم إعدامها في نفس اليوم بمنطقة ساحة السيارات بجوار بناية الملكة بمدينة جدة.

مخرج الفيلم أنطوني توماس قال «إجراءات المحاكمة باطلة من الأساس والإعدام لم يتم بشكل رسمي ولا وفق شريعة الإسلام وساق في ذلك أدلة من ضمنها أن مشاعل لم تُعْدَم في الأماكن الاعتيادية لتطبيق الحد وإنما في حالتها هي كان مكان الإعدام غير مخصص ، فضلا عن أنها غير متزوجة فلماذا تُقْتَل ، فحدها هو الجلد وليس الرجم ، ومن ثم فإن ما حدث فيها قانون قبلي وليس إسلامي»، غير أن عدداً من أسرة آل سعود أدلوا بتصريحات لصحفيين من الغرب قالوا فيها أنها كانت متزوجة ولذلك فإن الرجم هو الحد في تلك الحالة.
قام ببطولة الفيلم الممثل البريطاني بول فريمان بدور المخرج الصحفي كرستوف رايدر، وجودي بارفيت في دور المربية الألمانية ، وسوسن بدر في دور الأميرة مشاعل ، كما شارك فيه محمد توفيق في دور الأمير محمد بن عبد العزيز وعبد الله محمود، سمير صبري، صلاح جاهين، تهاني راشد نبيل الحلفاوي وفنانون من لبنان.

محمد هنيدي وأرض النفاق

آخر فصول قصص فنانين مصر والسعودية كانت مع مسلسل أرض النفاق من بطولة محمد هنيدي، هنا شيحة، محمود كمال، محمود حافظ، هاجر الشرنوبي، سمير العصفوري، إبراهيم عيسى، محمد ثروت، ليلى عز العرب، نهى صالح، نجوى فؤاد، سلوى محمد علي، محمد جمال سعيد، دلال عبد العزيز.

وهو مأخوذ من رواية بنفس الاسم للأديب يوسف السباعي، بينما المعالجة والسيناريو والحوار للكاتب أحمد عبدالله، والإنتاج لشركة العدل جروب، وهو من إخراج سامح عبدالعزيز ومحمد جمال العدل.

كان الفنان محمد هنيدي عبر حسابه على موقع تويتر يوم الخميس الموافق لـ 10 مايو 2018 عن وقف عرض المسلسل على قناة أون تي في وخروجه من السباق الرمضاني وذلك لأسباب لا تعلمها إلا إدارة القناة.

وبدأت أول أزمة حول مسلسل محمد هنيدي، حين أعلنت مجموعة العدل جروب أنها بالفنان سامي مغاوري ليحل بديلا للإعلامي إبراهيم عيسى في مسلسل في نسخته السعودية بعد أن حدثت حالة من الغضب في المملكة وذلك بسبب تواجد إبراهيم عيسى ضمن طاقم العمل بسبب آرائه في بعض المسائل السياسية بالمملكة العربية السعودية والتي يعتبرها البعض مسيئة للمملكة.