تقرأ في هذا التقرير « جيوفاني ودون كورليوني وبينهما متشابهات، مسلسل زيزينيا وجميل راتب يفوق التوقعات، موسيقى عمار الشريعي الساحرة، اختلافات بين أشهر الدونات»
كتب | وسيم عفيفي
في نفس الشهر الذي ولد فيه جميل راتب مع اختلاف السنوات، بدأ تصوير مشاهده في مسلسل زيزينيا بعد أن أعلن عمر الشريف اعتذاره عن تمثيل شخصية الدون جيوفاني دي لورينزي التي أداها جميل راتب ومثلت تلك الشخصية محورًا مهمًا في زيزينيا لاتسامها بالغموض والقوة والكاريزما.
في البدء إحساس عمار الشريعي
كل موسيقى مسلسل زيزينيا فيها البصمة المصرية إلا المعزوفة المتعلقة بشخصية دون جيوفاني دي لورينزي التي أداها جميل راتب فقد كانت قاتمة غريبة مرعبة خاصةً مع حضوره القوي في التمثيل.
الاعتقاد الأول لدى المشاهدين منذ عرض الجزء الأول أن هذه الموسيقى شكلها هكذا لارتباطها بالإيطاليين الذين يجسدهم جميل راتب لكن مع الحلقة 35 من الجزء الثاني ظهرت حقيقة الدون جيوفاني حيث أنه عراب المافيا الإيطالية والأب الروحي لـ الكوزانوسترا العالمية.
عندما فاق جميل راتب توقعات أسامة أنور عكاشة
الهوية هي سر لغز بشر عامر عبدالظاهر ـ يحيى الفخراني ـ فالوفاء لأبيه يجعله يحن إلى أصله المصري، وضغوط خاله الدون جيوفاني ـ جميل راتب ـ بمغريات التجارة والنسب والمال والأعمال تجعله يتأثر ولا يدري أنه مجرد رهان بين الدون جيوفاني والحاج عامر عبدالظاهر ـ حمدي غيث ـ، هل بشر يكون مصرياً أم إيطالياً ؟.
اقرأ أيضًا
«غير سردينة وعبدالغفور» الوكالة في المسلسلات المصرية وصراع الطمع والهوية
رسم أسامة أنور عكاشة شخصية الدون جيوفاني بطريقة شديدة الذكاء، فهو تحاشى استنساخ شخصية رواية العراب التي كتبها ماريو بوزو، ونجح أيضاً في تفادي تقليد سيناريو فرانسيس فورد كوبولا لفيلم The Godfather.
وربما ظهر هذا في كلام جميل راتب خلال الحلقة 35 من الجزء الثاني حين قال لـ بشر عامر عبدالظاهر عندما تزوج على ابنته «إحنا إيطالين .. عاوز تقول ميكستر من إيطالي على مصري زي ما يعجبك .. المهم في الوضوع إن ثقافتنا الأصلية اللي بتجري في دمنا هي اللي من خلالها بنفكر ضد التصرف الغريب والمشين اللي انت عامله».
الفرق بين جيوفاني ودون كورليوني
التمثيل مختلف بين مارلون براندو والفنان جميل راتب فشخصية دون فيتو كورليوني في الأب الروحي ظهرت بملامح مختلفة عن دون جيوفاني.
الدون فيتو كورليوني كان عائلياً ومتسامحاً رغم أنه رجل عصابات وحتى لما حاول ولده سانتينو العمل في المخدرات نهره دون أن ينفعل عليه، وهو على عكس الدون جيوفاني فقد كان رد فعله عنيفاً حينما علمت زوجته سيلفانا بحقيقة عمله في المافيا فخيرها إما بقتلها ثم انتحاره لكشفها السر وإما أن لا تكرر هذه المعلومة بينها وبين نفسها.
الاعتزاز بالأصل كان مختلفاً بين جيوفاني ودون كورليوني رغم أن أسامة أنور عكاشة جعلهما من بلدة واحدة مع تحريف الاسم، فالدون كوليورني اسمه فيتو أنتونيو أندوليني من مواليد مدينة كورليوني في جزر سيسلي الإيطالية، وغير اسمه لـ فيتو كورليوني حنيناً لبلدته ووطنه وبالتالي لم ينسى أنه إيطالي لكنه توائم مع الحياة الأمريكية بقوانينها ولم يظهر متعجرفاً على أمريكا وإنما وضع كل رجالها في جيبه.
أما جميل راتب في شخصية الدون جيوفاني فهو وإن كان عشق الإسكندرية وغضب جداً من قرار المافيا بنقل أعماله إلى أمريكا لكنه لم ينسى أنه من بلدة سيسليا ولم ينسى عرقه الإيطالي رغم معرفته للأمثال المصرية، ويفسر هذا أن ابن أخته يراه متعجرفاً جداً.
بقي اختلاف واحد بين جيوفاني ودون كورليوني وهو ما أجاده جميل راتب وسر الاختلاف في عالم الجريمة، فطريقة حل المشكلات بين الرجلين مختلفة؛ فالدون فيتو كورليوني لا يواجه لأسباب شخصية ويفسر هذا أنه رفض قتل اثنين اعتديا على وجه بنت نجل الحانوتي لكنه جامله بعقابهما مالياً، كما أنه رفض الثأر من العائلات بعدما تورط نجله مايكل في الثأر.
أما الدون جيوفاني فهو يشخصن المسائل وهذا في عُرْف المافيا ممنوع فالمصالح تتعارض مع الأسباب الشخصية، ولما نجح في إزاحة مارك باتل عن طريق عائلته بضربه فوجئ بأنه ضابط مخابرات إنجليزي ـ أمريكي وهو ما يهدد مصالح الكوزانوسترا العالمية فتم عقابه بتحديد إقامته ونقل أعماله لأمريكا.