تراثيات نافذتك الأولى على التاريخ
تقرأ في هذا التقرير «كيف كانت فقرات الإذاعة المصرية في رمضان زمان ؟، لماذا كان أثير 1368 هجريًا فارقًا في تاريخ الإذاعة ؟، تفاصيل الفقرات وملابساتها»
كتب | وسيم عفيفي
حَمِل عام 1368 هجريًا تغيرًا جذريًا بتفاصيل فقرات الإذاعة في رمضان والتي رسمت شكل أجواء الشهر الكريم بعد ذلك وحتى الآن.
فقرات الإذاعة في رمضان زمان وبصمة محمد بك قاسم
تقويم رمضان 1368 هجري
كان محمد بك قاسم ثاني رؤساء الإذاعة المصريين مهتمًا بأن يضع بصمة بفقرات الإذاعة في رمضان لعام 1368 هجري الموافق لـ 27 يونيو سنة 1949 م، واجتمع بأعضاء لجنة برامج الإذاعة يوميًا قبل شهر رمضان لوضع برنامج حافل يليق بشهر رمضان.
التسجيل في الاذاعة زمان
أعطى محمد قاسم بك رئيس لجنة برامج الإذاعة تعليماته لأعضاء اللجنة أن لا يتقيدوا بالقيود المالية الموضوعة للفنانين والمتحدثين والمقرئين حتى يسهل لهم الاتفاق مع كل من يطلبونه في برامج شهر رمضان.
من أجهزة التسجيل الاذاعي
أدت تلك التعليمات إلى كثر العمل قبل غرة شهر رمضان في قسمي الأحاديث والشئون الدينية والقرآنية، إذ قام المراقب العام للإذاعة الأستاذ علي خليل أن يحضر موظفو هذين القسمين صباحًا ومساءًا، خاصةً وأن برامج رمضان تعتمد كثيرًا على هذين القسمين.
موظف الاذاعة في مصر زمان
واستطاع قسم الشئون الدينية والقرآن أن يجمع كبار المتحدثين لإلقاء حديث في وقت العصر كل يوم، وحديث ما قبل المغرب فيكون الأول دينيًا، والآخر اجتماعيًا أو في التشريع والتفسير والفتاوى.
موظف الإذاعة في مصر
ووافق الملك فاروق أن تقوم الإذاعة بنقل سهرات السراي الملكية من قصر رأس التين في شهر رمضان كما هي العادة من كل عام بدايةً من 8 مساءًا حتى العاشرة إلا عشر دقائق.
فقرات الإذاعة في 1 رمضان لعام 1368 هجري الموافق لـ 27 يونيو سنة 1949
ولوحظ خلال فقرات الإذاعة في رمضان وجود فقرة جديدة في برامج شهر رمضان وهي القراءات الختامية التي تنتهي إذاعة اليوم بها في حوالي الواحدة صباحًا، وقد جُمِعَت لذلك عدة كتب دينية وإسلامية قصصية مثل حياة محمد وضحى الإسلام وعلى هامش السيرة والبوصيري وفي منزل الوحي؛ أما الأغاني والتمثيليات التي تذاع خلال الشهر فقد قررت الإذاعة أن تكون جديدة توضع خصيصًا لتوافق مناسبات هذا الشهر المعظم.
فقرات الإذاعة في 1 رمضان لعام 1368 هجري الموافق لـ 27 يونيو سنة 1949
وقدمت الإذاعة المصرية نوعًا جديدًا من البرامج بعنوان تحقيقات الميكروفون وكانت أشبه بالتحقيقات الصحفية، وتقوم فكرتها بأن المخرج يقوم بجولة في الشارع ومعه الميكروفون ويوجه أمامه أسئلة واستفسارات تصل الإذاعة من الجمهور إلى الوزراء والمسئولين حول المسائل التي تشغل بال الناس بين الحين والحين، كما يزور الميكروفون المصايف والمشاتي والمستشفيات وتوجه الأسئلة إلى الناس هنا وهناك، وهذا البرنامج الجديد الذي تقدمه الإذاعة في شهر رمضان يعتبر الخطوة الأولى في سبيل إذاعة البرامج باستمرار وبدون انقطاع.
حسني الحديدي
علق الإذاعي حسني الحديدي على تلك القرارات وقت أن كان يعمل محررًا في مجلة الموسيقى والمسرح، قائلاً «ولا شك أن كل فرد في الإذاعة معني بهذه المسألة كل العناية وسوف يتم في القريب ذلك بعد أن تتغلب الإذاعة على الصعوبات الفنية والاطمئنان إلى الأجهزة اللازمة حتى يمكن للعالم أن يستمع إلى صوت مصر في كل الأوقات يحمل معه صوت الشرق والحق والعروبة».
