تقرأ في هذا التقرير «تفاصيل أول فيلم إسرائيلي عن حرب أكتوبر 1973، ما جاء في الفيلم وتوقيت عرضه، أخطاء الفيلم والرد عليها»
كتب | وسيم عفيفي
لم تغيب حرب أكتوبر عن الأفلام الإسرائيلية لكن من وجهة نظرها صناعها، فدائمًا ما تلجأ الأفلام الصهيونية إلى التزييف وأحيانًا الابتزاز العاطفي.
أول فيلم إسرائيلي عن حرب أكتوبر وهذه قصته
تولت المخرجة الأمريكية سوزان سونتاج مسؤولية فيلم أرض الميعاد وتم عرضه لأول مرة بعد 24 ساعة من ذكرى نكسة يونيو وتحديدًا يوم 6 يونيو 1974 في سينمات نيويورك، وقام بالتقديم له المخرج الإيطالي روسلليني.
قام الفيلم بتصوير المعابد والكنائس والمساجد في القدس قائلاً أنها ملتقى الأديان، ولكنه لا يقول لمن القدس، ثم قام أول فيلم إسرائيلي عن حرب أكتوبر بتصوير سفراء العالم وهم يتوافدون على مقابر ضحايا النازية، ولكنه لا يقول من الذي قتل هؤلاء اليهود وما علاقة ذلك بالعرب.
وحضر العرب في الفيلم حيث صور البدو أنهم رعاة الغنم في الصحراء على أغنية بقرب الحبيب لفريد الأطرش، ولكنه لا يقول هل أولئك العرب هم كل العرب أم أن هناك عربًا لا يرعون الأغنام .
وتحدث الفيلم على لسان أحد الصهاينة العلماء فيقول «الصهيونية هي الإجابة على 2000 سنة من عذاب اليهود في العالم، وإن العرب يملكون صحاري واسعة في بلادهم، ومع ذلك يقاتلون لطردنا من أراضينا الموعودة بدلاً من أن يعمروا هذه الصحاري».
العاشر من رمضان في أول فيلم إسرائيلي عن حرب أكتوبر
ظهرت حرب أكتوبر في لقطات وثائقية خلال مشاهد الفيلم حيث قال المعلق «لقد وعد الله اليهود بهذه الأرض»، ولكنه لا يقول أين إرادة الله من طرد الناس من بلادهم، واستنزاف الشعوب الفقيرة في حرب لا يستفيد منها إلا الصهاينة.
في حديث مع جندي إسرائيلي في الجبهة يقول الصهيوني «من الرائع أن أكون هنا، نحن عائلة واحدة، إنني أشعر بالأمان تمامًا، أنا لا أقاتل لأن هناك من يأمرني بالقتال وإنما لاننا لا يجب أن نهزم»، ولا يقول الفيلم ما هو الفرق بين هذا الجندي الذي يتغزل في القتل وبين أي جندي نازي أو فاشي.
ويقول الجندي الصهيوني «إن حرب أكتوبر ليست الحرب الرابعة بين العرب وإسرائيل فقد بدأت هذه الحرب من 50 سنة، ولا ينكر أن مصر قد انتصرت في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف».
اهتمت مجلة الهلال بمتابعة الفيلم وتوضيح نقاط الخلل فيه، فأكاذيب الصهيونية التي يرددها الفيلم هي الأسس التي تقوم عليها الدعاية الصهيونية في العالم، فالفيلم يقول أن الصهيونية هي خلاص اليهود من الاضطهاد بينما هي في الواقع تعرضهم للمزيد من الاضطهاد.
ويدعي الفيلم أن العرب المعاصرين امتداد للنزعة الإسلامية في أوروبا أي المعادية لليهود عرقيًا، بينما العرب ساميون ولم يشهد تاريخهم أي حركات اضطهاد ضد اليهود مثل تاريخ أوروبا المسيحية.
أما مسألة أن إسرائيل كانت موجودة قبل 1948 والحرب هي حرب الاستقلال، فهو خطأ فاحش كون أن الصحيح هو أن اسرائيل لم يكن لها وجود قبل 1948 وإن المسلمين واليهود والمسيحيين عاشوا على أرض فلسطين في سلام قرونًا طويلة.