تقرأ في هذا التقرير «ما هو حال القصر الجمهوري خلال آخر رمضان في عصر محمد نجيب ؟، تفاصيل مآدب الإفطار الرمضاني في عهد محمد نجيب، كلمة جمال عبدالناصر خلال هذا العهد ؟»
كتب | وسيم عفيفي
جاء شهر رمضان 1373 هجري في عصر الرئيس محمد نجيب شهر رمضان في 4 مايو سنة 1954 م، وكان هناك نشاط من القصر الجمهوري ورئاسة الحكومة التي كان يتولاها جمال عبدالناصر.
مآدب آخر رمضان في عصر محمد نجيب
شهد شهر رمضان نشاط لمآدب الإفطار بقرار من اللواء محمد نجيب، وجاءت أولى هذه المآدب يوم 15 مايو 1954 م ودعي إليها هيئة مجلس قيادة الثورة وهيئة الوزارة ورجال السلك السياسي والعلماء ورجال القضاء وضيوف مصر من السودانيين.
وعقد أيضًا مأدبة للعمال ومأدبة أخرى لموظفي الدولة والضباط من القوات المسلحة والبوليس ولطلبة البعوث الإسلامية وطلاب العلم من الدولي الشرقية والعربية، وإلى جانب هذه المآدب أقيمت مأدبة يدعى إليها عدد يمثل الهيئات والطوائف المختلفة من المواطنين.
ولم يغفل محمد نجيب رئيس الجمهورية أن يكون للفقراء من المواطنين نصيب من هذه المآدب فاعتمد لها مبلغًا من المال ضعف ما اعتمد للمآدب التي أقيمت في القصر الجمهوري.
آخر رمضان في عصر محمد نجيب ونص كلمة جمال عبدالناصر
ألقى جمال عبدالناصر وقت أن كان رئيسًا للحكومة في ساحة المركز الرئيسي لهيئة التحرير في الحفل الذى أقيم بمناسبة شهر رمضان داخل مقر هيئة التحرير في 6 مايو عام 1954 م.
بدأ خطاب جمال عبدالناصر بقوله «إخواني .. السلام عليكم ورحمة الله.. أنتهز هذه الفرصة؛ فرصة اجتماعكم لسماع أول حديث من أحاديث رمضان المبارك بالمقر الرئيسي لهيئة التحرير؛ لأحييكم، وأرجو من الله أن يوفقنا مع الأمة الإسلامية جميعًا إلى تمكين الدين الإسلامى، ورفع شأن هذه الأمة».
لم يخلو خطاب جمال عبدالناصر من الإشارة إلى الاستعمار حيث قال «إني أتحدث معكم حديثًا قصيرًا بسيطًا في هذه المناسبة السعيدة، أبدؤه راجيًا إلى الله أن يجمع كلمتنا؛ فقد حاول الطغاة والمستعمرون والمستغلون والمفسدون دائما أن يفرقوا كلمة هذا الشعب؛ ليتمكنوا منه ومن أبنائه ومن ثورته ومن عزته ومن كرامته، فإذا أردنا أن نحقق العزة والكرامة والعدل لهذا الشعب الكريم؛ فعلينا أن نذكر الماضي وأخطاء الماضي، ونعتبر بها، وأن نصفى قلوبنا حتى تجمعنا المحبة، وأن يحنو الغني على الفقير حتى نكون أمة قوية متراصة تستطيع أن تصمد للكوارث ودسائس الاستعمار والاستغلال والرجعية».
ربط جمال عبدالناصر بين المحبة وخطورة الرجعية عليها فقال «يجب أن تجمعنا المحبة، وأن نتخلص من الحقد والحسد والبغضاء والضغينة؛ فلن نستطيع أن نبنى مجتمعاً قوياً متيناً إذا كانت فيه هذه الصفات، إن أول ما ينبغى أن نتجه إليه جميعًا هو المحبة، وإذا توفرت المحبة توفر التعاون، وإذا توفرت المحبة والتعاون توفرت الثقة؛ ثقة كل مواطن فى أخيه، وثقته فى نفسه؛ وبذلك نعمل متحدين أقوياء حتى نبنى البناء الشامخ».
واختتم جمال عبدالناصر كلامه قائلاً «ستحاول الرجعية والدسائس أن توهن العزائم وتضعف النفوس؛ ولكننا يجب أن نتبصر وأن نقضى على الرجعية والدسائس، ونتجه إلى الله الذى عاوننا وأخذ بيدنا، ونرجو منه العون المستمر حتى نصل متحدين إلى العزة والكرامة والعدل والمساواة .. والسلام عليكم ورحمة الله».