تقرأ في هذا التقرير «ثنائية مكتبات دول الحلفاء والإبادة الثقافية، مصر تدرك الخطر القادم، عملية شهر رمضان والنقل إلى كهف المقطم، تفاصيل ما تم نقله من وإلى»
كتب | وسيم عفيفي
وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام 1945 م، وبات محققًا دخول مصطلحات جديدة على قاموس العلوم السياسية والتاريخية استعدادًا لمحاكمات نورنبيرغ.
كان مصطلح Cultural Genocide (الإبادة الثقافية) هو أول المصطلحات التي ظهرت على يد المحامي البولندي ذا الأصل اليهودي رافايل ليمكين، وهو صاحب مصطلح الإبادة الجماعية، وقُصِد بمصطلح الإبادة الثقافية هو التجريف المتعمد لحضارة الدول وتراثها.
مصر وخطر الإبادة الثقافية مثل مكتبات دول الحلفاء
فقد العالم في الحرب العالمية الثانية مالا يقل عن 20 مليون كتاب ومخطوط في الصراع الدائر بين دول المحور ودور الحلفاء، وكانت الدول التي تعرضت مكتباتها للقصف والنهب هي :- «النمسا وبيلاروسيا وبلجيكا والصين وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا واليونان والمجر وإيطاليا واليابان ولاتيفا وليتوانيا ولوكسمبورج وماليزيا ومالطا وهولندا والفلبين وبولندا وصربيا ولندن».
اقرأ أيضًا
«أجواء رمضان يوم قنبلة ناجازاكي» كيف كان حال المسلمين والمسيحيين في مصر ؟
كادت أن توضع المكتبة الملكية المصرية في قائمة المكتبات التي تضررت خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك لوقوع مصر تحت سيطرة بريطانيا عدوة ألمانيا، وكانت مصر ساحة للمواجهات بين لندن وبرلين.
اندلعت الحرب العالمية الثانية في 1 سبتمبر 1939 م وقبل وقوعها بيوم واحد قررت مصلحة الآثار اتخاذ كافة التدابير اللازمة لنقل الآثار الموجودة في المتحف المصري إلى مخابئ تكون بمنأى عن الخطر في حال حدوث الحرب.
لكن بقي ملف المخطوطات هي أشد ما يؤرق النظام المصري وقتها، فقامت السلطات المصرية في أول رمضان خلال سنوات الحرب بنقل كنز تراثي هام من المكتبة الملكية المصرية في سراي عابدين إلى كهف في جبل المقطم.
اقرأ أيضًا
«أمر عسكري لحماية شهر رمضان» قصة طلب الشيخ محمود أبو العيون من الحكومة
كانت المكتبة الملكية في قصر عابدين تأسست زمن الملك فؤاد الأول لتكون امتدادًا لدار الكتب المصرية، ولم يكن لها مبنى مستقل، وكان مقررًا أن يكون لها مبنى عام 1939 م لولا وقوع الحرب العالمية الثانية، ثم نقلت كل مقتنياتها للمبنى الكائن في ميدان باب الخلق حاليًا.
في يوم السبت 14 أكتوبر عام 1939 م الموافق 1 رمضان سنة لعام 1358 هـ، بدأت عملية نقل 180 ألف مخطوط إلى جانب مجموعة من النقود الأثرية يعود تاريخها لزمن هارون الرشيد، من المكتبة الملكية المصرية إلى كهف في جبل المقطم.
اقرأ أيضًا
أول رمضان في الحرب العالمية الثانية «جانب من أخبار مصر سنة 1939»
وجاءت عملية النقل تلك بعد عملية تطهير وإبادة للحشرات والأفاعي والخفافيش الموجودة داخل الكهف، وتم نقل تلك المقتنيات إلى الكهف في آخر شعبان واستمرت حتى أول رمضان وتولى الجيش المصري حراسة ذلك الكهف لحين انتهاء الحرب، وبذلك أفلتت مصر من مصير مكتبات دول الحلفاء.