تقرأ في هذا التقرير «أحداث عجيبة خلال شهر رمضان في شارع القاهرة الفاطمية زمان، إدعاء النبوة وحكاية التكروري، قصة أعجب امرأة أنجبت ذكرًا في مصر»
كتب | وسيم عفيفي
تتمثل أجواء شهر رمضان الروحانية في منطقة القاهرة الفاطمية وذلك لاحتواءها على مساجد متعددة، ويقع بجانبها أجواء شعبية لها صلة بتراث المصريين الشعبي في شهر رمضان، وكل عام تزداد أجواء شهر رمضان بريقًا.
أعاجيب شهر رمضان في القاهرة الفاطمية
شهدت أيام شهر رمضان قبل قرنين ونصف من الزمان أحداث متعددة بعضها كان غريبًا، فمثلاً حدث في شهر رمضان أول واقعة لإدعاء النبوة خلال شهر رمضان.
الحكاية تبدأ عندما خرج الرجل الإفريقي على الناس في صباح يوم 1 رمضان 1147 هـجري، الموافق 25 يناير 1735 م بداخل الأزهر وصاح قائلاً «أنا رسول الله» وادعى أن الوحي نزل عليه في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، ومن أغرب ما قال أنه في ليلة 27 رجب نزل عليه أمين الوحي جبريل وعرج به إلى السماء وصلى بالملائكة ركعتين ولما فرغ من الصلاة أعطاه جبريل ورقة وقال «أنت نبي مرسل، فأنذر وبلغ الرسالة وأظهر المعجزات».
كان في وسط الجمع إمام الجامع الأزهر في ذلك الوقت الشيخ أحمد العماوي الذي قام بطرح سؤالٍ عليه لاستتابته قائلاً «أأنت مجنون ؟» فرد الرجل عليه «لست بمجنون وإنما أنا نبي مرسل»، فأمر الشيخ الناس بضربه فضربوه وأخرجوه من الجامع، وانتشر الأمر حتى وصل إلى الوالي عثمان الحلبي كتخدا، فأمر بإحضاره وسأله أيضًا عن مدى سلامة عقله، فأصر الرجل على موقفه وأنه رسول من الله، ثم أمر بإرساله إلى ماريستان قلاوون وإخفاءه عن أعين الناس الذين بدأوا يتجمعوا لرؤيته.
يشير عبدالرحمن الجبرتي في الجزء الأول من كتابه «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» إلى أن الوالي أمر بإحضار الرجل مرة أخرى لاستتابته وطرح عليه نفس السؤال المتعلق بسلامة قواه العقلية لعله يرجع عن ما يردده ولكن الرجل استمر على إدعاء نبوته، فأمر الوالي بحبسه 3 أيام في العرقانة (سجن مخصص للحبس الاحتياطي للمحجتزين رهن التحقيق)، وبعدها قام بجمع العلماء في منتصف شهر رمضان وقاموا بسؤاله عله يرجع فلم يتحول عن كلامه وأمروه بالتوبة فامتنع وأصر على أنه مأمور بالتبليغ فأجمع الوالي على قتله فانتهى أمر الرجل مقتولاً بحوش الديوان لافظًا آخر أنفاسه وهو يقول «فاصبر كما صبر أولي العزم من الرسل»، ثم قاموا بإنزاله وألقوه بميدان الرميلة في القلعة 3 أيام.
من الأحداث الغريبة أيضًا التي جرت خلال شهر رمضان في القاهرة الفاطمية ما تم يوم 15 رمضان سنة 1191 هجري، الموافق 13 فبراير سنة 1777 م أغرب ولادة أثارت الجدل حينها في القاهرة الفاطمية ، وربما تؤكد على وحم الولادة، حيث ولدت امرأة مولودا يشبه الفيل في وجهه وآذانه، وله نابان خارجان من فمه.
تكلم الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار أن الأب هو رجل يعمل في الجِمَّال، أما الأم فقد رأت فيلاً في أشهر وحمها ، فنقلت شبهه في ولدها وأخذه الناس يتفرجون عليه في البيوت والأزقة، ولم يوجد نص تاريخي يتكلم عن نهاية الولد، وفي الغالب أنه مات بعد ذلك.