الرئيسية » حكاوي زمان » تاريخ الياميش في مصر «فكرة فرعونية طورها المسلمين»
تاريخ الياميش في مصر

تاريخ الياميش في مصر «فكرة فرعونية طورها المسلمين»

تقرأ في هذا التقرير «تاريخ الياميش في مصر من أين يبدأ ؟، قصة إله مصري قديم له صلة بالياميش،الفاطميون يدخلون التطوير، فوائد صحية».

وسيم عفيفي

بدأ تاريخ الياميش في مصر داخل دروب الصحراء القاحلة حين كان الفراعنة يجوبون الطريق سيراً حتى يصلوا إلى معبد دندرة بموكب يضم الرجال والنساء والأطفال مصطحبين القرابين التي كانت عبارة عن جوز ولوز وزبيب مُصَنَّعِين بشكل بارع على هيئة تمثال «الإله بس»، والذي كان يعتبره قدماء المصريين أنه إله التسالي بالنسبة لهم.

قصة الإله بِس

وجه الإله بس

وجه الإله بس

كان «الإله بِس» على هيئة قزم بدين، خدوده منتفخة وذقنه مثل المروحة، وعلى وجهه ملامح الضجر الذي يكاد يسبب الرعب في نفوس الأشرار.

اقرأ أيضا 
«يوسف وهبي وشهر رمضان» عمل مرفوض بسبب الصيام وبابا الفاتيكان يكرمه

رأى المصريين القدماء في الإله بِس بس أنه إله الرقص والموسيقى وكافة أنواع الملذات والتسالي، لكنه أيضاً كان محبوباً بالنسبة للأطفال حيث كانوا ينظرون له على أنه الإله الحامي لهم، بينما كانت الأمهات ينظرن إليه على أنه طارد الكوابيس عن الناس والعدو اللدود لكافة الأرواح الشريرة والثعابين وكل شيء سيئ، ورأت النساء فيه أيضاً أنه إله التجميل حيث وجدت صورته على صناديق مستحضرات التجميل.

تاريخ الياميش في مصر وصلته بقصة الإله بِس

رسمة الإله بس على جدران دندرة

رسمة الإله بس على جدران دندرة

خلاف كبير حول بداية هذا الإله فمن المؤرخين من رأى أن «الإله بس» كان مع منتصف الدولة القديمة، أما البقية رأوا أن عصر الدولة الحديثة هو بداية الظهور له، لكن الشيء الثابت أن قرابين الفراعنة بالنسبة له كانت هي نواة الياميش الرمضاني بصفتها التسالي التي يُعْرَف بها الشهر الفضيل، حيث أنه من الصعب أن تخلو مائدة‏ ‏الصائمين في شهر رمضان‏ ‏لحظة‏ ‏ ‏الإفطار‏ ‏من‏ ‏الياميش‏ ‏والمكسرات‏ ‏حتى‏ ‏أصبحت‏ ‏عادة‏ ‏عند‏ ‏المصريين.

أسواق مصر في فترة ما بعد الفاطميين

أسواق مصر في فترة ما بعد الفاطميين

مع العصر الفاطمي كانت التسالي تأخذ اسم القيس، وتطورت مع العهد العثماني فجاء ظهور “الياميش” على يديهم، حيث أن الكلمة أصلها تركية وكانت باسم «يامِش» وهي اختصار لـ «النقل الرمضاني» حسب الفهم المصري لها، لكن العامية الدارجة جعلتها «ياميش» اشتقاقاً من كلمة «يمشي»، نظراً لأن المكسرات عبارة عن تسالي يستخدمها الذين يمشون في الطرقات الطويلة.

ما هو الياميش ؟

الياميش

الياميش

تختصر كلمة الياميش، 11 أنواع تسالي هي «الجوز،الزبيب،المشمش،البلح،التين المجفف،الأراصيا، عين الجمل،اللوز،الفستق،البندق،الكاجو».

بعيداً عن الموروث الشعبي لـ «ياميش رمضان»، فإن تقارير الأطباء تنظر إلى ياميش رمضان، على أنه قيمة صحية، فالبلح مفيد لمرضى الأنيميا، وأكله يوميًا يساعد في التقليل من الكولسترول، أما اللوز فهو غني بفيتامينات “هـ” و”ب2″، وبالماغنسيوم والنحاس والفسفور، والبروتين. كما أن معظم الدهون الموجودة فيه صحية للقلب، وكذلك المشمش المجفف مصدر جيد للألياف، والحديد، وفيتامينات “أ” و”ج”.

محلات بيع الياميش - مجلة لايف

محلات بيع الياميش – مجلة لايف

فيما تنظر تقارير الصحة للقراصيا أو البرقوق المجفف على أنهم كنز للفيتامينات وخاصة فيتامين “ج”، تساعد في الوقاية من السرطان والسمنة، وتقليل الكوليسترول، وتقوية العظام وتقليل احتمال الإصابة بهشاشة العظام.

أما الزبيب فهو مفيد لمرضى السكر لأنه لا يتطلب الكثير من الأنسولين عند تناوله، يقلل من الكولسترول الضار وضغط الدم، يحتوي على مركبات تحارب الميكروبات في الفم، كما يحتوي على الكثير من المعادن والفيتامينات.

فيما ينظر علماء الطب إلى التين على أنه عامل مساعد لمعالجة كسل الكبد وتنقية الصدر، كما يحتوي على ألياف فتستعمل كملين للبطن ويفيد في علاج الإمساك لأنه لا يسبب تقلصات وذلك بنقع ثلاث ثمرات من التين الجاف في كوب من الماء البارد حتى الصباح وفي الصباح تؤكل الثمار ويشرب ماؤها على الريق ومن فوائد التين أيضًا يفيد في علاج كسل الأعضاء خاصة الكبد والطحال.

ويعتبر الكاجو بالنسبة للأطباء من أحد أهم العناصر الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة، والدهون الأحادية غير المشبعة (مفيدة للقلب) والفسفور، كما يحتوي على دهون أقل من المكسرات الأخرى، أما مكسرات عين الجمل فهي بالنسبة لخبراء الصحة من أحد أهم العناصر الغنية بأوميجا3 والأحماض الدهنية، والمنجنيز والنحاس، كما تحتوي على الأحماض الأمينية التي يستخدمها الجسم لعمل أوكسيد النيتريك المطلوب للحفاظ على مرونة الأوعية الدموية داخل جسم الإنسان.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*