تقرأ في هذا التقرير «عمر بن عبدالعزيز ونور الشريف لماذا ؟، عاشور الناجي ليس قدر نور الشريف حتى لو قال ذلك، لماذا حلم نور الشريف بتجسيد شخصية عمر بن عبدالعزيز».
وسيم عفيفي
في نهاية الحلقة الأخيرة من مسلسل السيرة العاشورية بالجزء الأول حكى نور الشريف أن شخصية «عاشور الناجي» هي قدره حيث كان سيؤديها سنة 1988 م من إخراج يوسف شاهين وكان هذا حلماً بالنسبة له، لكن العمل تأجل حتى عاد له مع وائل عبدالله ومحسن زايد سنة 2002 م.
حين حكى نور الشريف هذه القصة، لم يكن يدري أنه بعد 13 سنة سيكون موعده مع قدرين متلازمين، أحدهما لا مفر منه وهو الموت، والآخر مع شخصية عمر بن عبدالعزيز والتي مثلها في طفولته ثم وصى جمهوره بإذاعة مشهد وفاة عمر بن عبدالعزيز حين يموت نور الشريف نفسه.
لماذا شخصية عمر بن عبدالعزيز ؟
طيلة 5 سنوات من العام 1989 م وحتى 1994 م، كانت وسائل الإعلام الغربية ضد كل ما هو إسلامي سواءً كان حاكماً أو رمزاً، وجاء موقف الإعلام الغربي هذا إزاء وفاة الخميني، والذي رأوا فيه امتداداً حقيقياً ـ حسب زعمهم ـ للفاشية الدينية ذات الطابع الإسلامي.
طالع أيضا
قالوا إسرائيل تحب نور الشريف فقلنا أنه عاش ومات كارهاً لها
أراد نور الشريف أن يقدم صورةً مغايرةً يخاطب فيها الغرب كما قال لـ «بوسي شلبي» في حواره معها، بالإضافة إلى ذلك فقد تزامن العرض مع وقت بالغ الحرج في مصر، حيث كان كل ما هو يمثل الحكم الإسلامي مكروه من جميع النخبة المثقفة في مصر بسبب الأعمال الإرهابية التي طالت المدنيين والمفكرين على يد الجماعات الإسلامية التي تريد تأسيس حكم الخلافة.
لم يكن هناك نموذج للعدل والرحمة والشدة في آن واحد في تاريخ الخلافة سوى نموذجين، أولهما عمر بن الخطاب وكان تمثيله ممنوعاً وحراماً آن ذاك طبقاً للقانون، وثانيهما عمر بن عبدالعزيز، فأدى هذه الشخصية في مسلسل من 38 حلقة ولاقى هذا المسلسل إعجاباً كبيراً دفع الشيخ محمد متولي الشعراوي أن يبدي إعجابه بنور الشريف في مجلة آخر ساعة.
عمر بن عبدالعزيز ونور الشريف .. قدر التمثيل والموت
دور عمر بن عبد العزيز على المستوى الفني يمثل لنور الشريف باعترافه أهم عمل قدمه ، والمفارقة تبدو غريبة عبر مسيرته الفنية، حيث بدأها لأول مرة في حياته بتمثيل شخصية عمر بن عبد العزيز حين كان نور الشريف في الإعدادية.
طالع أيضا
مخرج فيلم نور الشريف الممنوع لـ “تراثيات”: هذه تفاصيل أزمتنا مع “إسرائيل”
ويحكي نور الشريف عن هذا في حواره مع جريدة الإتحاد الإماراتية سنة 2008 م، أنه مثل شخصية عمر بن عبد العزيز من خلال المسرح المدرسي، وكان نص المسرحية مقرراً على الطلبة، وبدأت علاقة نور الشريف بالتمثيل عقب أداءه لهذه الشخصية مباشرةً.
شخصية عمر بن عبد العزيز أسهمت في تغيير نور الشريف نفسه، فيقول عن ذلك أنه تأثر به فصار أكثر هدوءاً وسماحةً مع أي إنسان يخطئ في حقه، وصار يؤمن بأهمية سيادة العدل وحقوق الإنسان أياً كان هو، وظل نور الشريف ممتناً لهذا الدور وتمنى عرض مشهد وفاة عمر بن عبد العزيز حينما يموت هو.