تقرأ في هذا التقرير « عمار الشريعي في الجرائد .. متى بدأ الظهور ؟، أسباب أول ظهور للغواص في بحر النغم، ما بين عمار الشريعي ووالده من مواقف».
كتب | وسيم عفيفي
يبقى موضوع عمار الشريعي في الجرائد على مدار حياته هو كيفية استطاعته رغم أنه كفيف في أن يظل أهم أعمدة الموسيقى العربية والمصرية على الإطلاق منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى بعد رحيله.
أول ظهور للموسيقار عمار الشريعي في الجرائد
من المؤكد أن عمار الشريعي أحس بفرحة غامرة حين اهتمت صحف السبعينيات بأول أغنية قام بتلحينها في حياته وهي أغنية «امسكوا الخشب» للفنانة مها صبري عام 1975 م، لكن لم يكن هذا ظهوره الأول وإنما كان قبلها بـ 11 وهو الأسوأ بالنسبة للموسيقار الراحل.
في يوم 23 يونيو عام 1964 وعلى رأس صفحة الوفيات، نشرت جريدة الأهرام خبر وفاة والد عمار الشريعي، النائب علي محمد إبراهيم علي الشريعي؛ وفي إطار نعي الأهرام له استعرضت أسماء أولاده وأقاربه كون أن «الشرايعة» من أشهر عائلات المنيا والصعيد.
كان محمد إبراهيم علي الشريعي «جد عمار الشريعي» نائب في البرلمان المصري عن المنيا، ومن كبار ملاك الأراضي الزراعية، وكان صديقًا لـ مراد باشا الشريعي «جد عمار الشريعي لوالدته» وهو أحد أبرز رجال الوفد في صعيد مصر إبان ثورة 1919 وأصدر الإنجليز أمرًا بإعدامه.
أما النائب علي الشريعي «والد عمار»، فكان أشهر ملاك الأراضي الزراعية في المنيا خلال الحكم الملكي، ومع زوال الملكية وبداية العصر الجمهوري كان علي الشريعي أبرز نواب مجلس الأمة وارتبط بصلاتٍ مع المشير عبدالحكيم عامر واللواء محمد نجيب.
ومع عصر الرئيس جمال عبدالناصر اشتهر علي الشريعي بأنه رجل الخيول الأول في الصعيد المصري، وساهم في المجهودات الحربية خلال العدوان الثلاثي عام 1956 م.
ارتباط عمار الشريعي بوالده
ارتبط الموسيقار الراحل عمار الشريعي بوالده ارتباطًا قويًا، حيث كان النائب علي الشريعي يرفض معاملة نجله الكفيف «عمار» على أنه من ذوي الإعاقة وساعده كثيرًا في طفولته ولما أدرك حبه للموسيقى قرر إلحاقه بمدرسة داخلية تساعده في الموسيقى.
اقرأ أيضًا
تاريخ الألحان القبطية .. أنقذها الأزهر وطورها هشام نزيه
وبدأت صلة الموسيقار عمار الشريعي بالموسيقى منذ نعومة أظافره، فهو استطاع العزف بيد واحدة على البيانو لجملة «يا دنيا إجري بينا»، في أغنية «اتمختري يا خيل» للفنانة ليلى مراد.
كان النائب علي الشريعي قرر أن يسافر ابنه عمار إلى إيطاليا لدراسة الموسيقى لكن الوالد مات ولم يكد الموسيقار الراحل قد وصل إلى سن 16 عام.
من المؤكد أن ظهور عمار الشريعي في الجرائد لأول مرة شيء موجع بالنسبة له ليس لأنه جاء في صفحة الوفيات فقط وإنما لارتباط حادث الوفاة معه بذكرى شديدة الوجع النفسي لأن عمار كان آخر من بقي مع والده وهو يموت.
يحكي الموسيقار عمار الشريعي عن لحظة وفاة والده فيقول « قرر والدي الراحل أن يسافر إلى مدينة سمالوط بالمنيا فأصريت على السفر معه وكان هو مستغربًا من إلحاحي لأني لم أكن أحب السفر وخصوصًا في الأجازة، وبمنتصف الطريق تحدثنا كثيرًا حتى فوجئت بأنه يقول أنا عايز أشم هوا ووقتها أدركت أن العد التنازلي لعمره قد بدأ بالفعل».
وتابع عمار الشريعي وصف هذه الدقائق الأخيرة خلال حواره مع عمرو الليثي قائلاً «كنت بكلم ربنا وبقوله يارب أنا ماليش لازمة ومحدش عايزني ومش هنفع حد فخد عمري واديه لأبويا لأن فيه ناس كتير عايزاه ومحتاجينه أكتر من حاجتهم ليا، لكنه مات وعشت بعدها في ألم نفسي لم أستفيق منه إلا بعد شهرين وتسببت وفاة والدي لي بنوبات الشلل وضيق في التنفس».