تقرأ في هذا التقرير «تاريخ برامج المقالب، حكاية الكاميرا الخفية، الاختلافات السبعة التي رسمت فكرة برامج المقالب».
كتب: وسيم عفيفي
مع تاريخ برامج المقالب تجيء كوبيلهات «ببرببا ..ببربابا .. هيااا اللقطات اللي واخدينها كلها طبيعية و الأبطال أنا وإنتي وهي خلي خلي بالك حنصور وإنت ولا على بالك».
ثلاث جمل قصيرة في أغنية ذات لحن متميز من الموسيقار محمد هلال ؛ تعتبر هي الشعار الرسمي حتى الآن لبرامج الكاميرا الخفية في مصر و العالم العربي .
لم تعرف دولة عربية فكرة الكاميرا الخفية قبل مصر حيث ظهرت الكاميرا الخفية في مصر لأول مرة منذ 34 سنة ، بعد 15 سنة من اقتباسها من البرنامج الأمريكي 60 دقيقة سنة 1968 م.
كان فؤاد المهندس أول من قدم الكاميرا الخفية على شاشة التلفزيون المصري، وشارك فيها ممثلون مبتدئون، عرفهم الجمهور في الكاميرا الخفية، ومنهم كان ” محمد جبر ” و إسماعيل يسري ” مع المخرج طارق زغلول ، وبتقديم فؤاد المهندس ، ليستأسد إسماعيل يسري بالفكرة ويقدمها ثم تظهر برامجاً أخرى مع ممثلين كـ الثلاثي “منير،فتحي،حسين” في إديني عقلك ، ومحمود الجندي وطلعت زكريا مع المخرج علي العسال ، ثم البرنامج الأشهر مع إبراهيم نصر والمخرج رائد لبيب ، بعدها سلسلة برامج المقالب مع النجوم الجديدة كرامز جلال ومحمد فؤاد وهاني رمزي.
34 سنة هي عمر تقديم فكرة برنامج الكاميرا الخفية والمقالب، وطوال تلك المدة طرأت تغيرات كثيرة واختلافات واسعة بين كل برنامج وبرنامج
وترصد “تراثيات” 7 اختلافات من خلال هذا التقرير
1 ـ الضحك بين الكوميديا و السادية
فكرة المقالب تتركز على قاعدة واحدة فقط وهي “كوميديا الموقف” .
كانت التلقائية للمواقف البسيطة كفيلة بإضحاك الجمهور ، لكن اختلف الأمر حيث تحول الموقف البسيط في المقلب إلى كمين إيذاء يستهدف إرعاب الضيف والضحك على خوفه وصراخه .
2 ـ تنوع الأفكار
من الثمانينيات حتى الجيل الحالي كانت برامج المقالب 30 حلقة بـ 30 فكرة مع 60 لـ 90 مواطناً طوال أيام شهر رمضان ، حلقة مختلفة من حيث الضيوف والفكرة .
لكن صار الحال أن تكون الفكرة هي البرنامج كله مع اختلاف الضيوف الذين يكونوا كلهم فنانين .
3 ـ احترام الضيف بين الحقيقة و الخديعة
تميزت برامج الكاميرا الخفية في تقدمتها بشرح وجيز جداً لفكرة مقلب الحلقة وكان الهدف من ذلك ما يسمى في عالم الميديا بـ “اللقطة” ، لكن مع احترام كبير للمواطنين قبل وأثناء وبعد المقلب .
لكن في الجيل الحالي يتم تقديم الضيف بطريقة ساخرة إما من تاريخه أو شكله .
4 ـ تمثيل الشارع و تمثيل الفنانين
هدف برامج المقالب زمان كان يعتمد في المقام الأول على إظهار الفكرة بشكل يليق بـ “المحتوى و الضيف و الظهور والمذيع ” وفي أحيان نادرة للغاية كان التصنع يبدو على بعض الحلقات .
لكن تحول الأمر بعد ذلك إلى شراء الضيوف أنفسهم للتمثيل على المشاهدين .
5 ـ وجهة النظر في الإهانة .
كانت الكاميرا الخفية تعتمد على غفلة البعض من تصور أن ما فيه من موقف هو كاميرا خفية .
لكن تحولت برامج المقالب إلى التعمد في إهانة الضيف نفسه من خلال إظهاره عصبياً أو مرعوباً وإظهار غير المشاهير بمظهر السُذَج .
6 ـ مصر في آخر قائمة المستفيدين
اعتمدت الكاميرا الخفية في الأساس على تقديم صورة جديدة ومختلفة لـ “الشعب النكات” حيث يتميز الشعب المصري بخفة دم غير متناهية .
وتحول الأمر بعد ذلك إلى تصوير البرامج في أماكن مختلفة من مصر وخارج مصر ، مع رموز فنية .
7 ـ مراعاة الشعور بالأدب و الفلوس
تميزت برامج المقالب في سؤال الضيف إن كان يريد إذاعة الحلقة أم لا خشية تعرضه لموقف محرج أمام أسرته أو أولاده .
لكن تحول الأمر في برامج المقالب إلى “فلوسك هي اللي تحكم إني آجي أصلاً ولا لا “