الرئيسية » حكاوي زمان » “رمضان في ألف عام” طرائف وغرائب المصريين في استقبال “شهر الصيام”
القاهرة زمان في رمضان
القاهرة زمان في رمضان

“رمضان في ألف عام” طرائف وغرائب المصريين في استقبال “شهر الصيام”

يمثل شهر رمضان لعموم المسلمين وحتى غير المسلمين ، شهراً غير عادي في أجواءه الإحتفالية .
لكن مصر تعتبر من الدول الفريدة جداً في طريقة احتفالاتها بشهر رمضان المعظم .
مصر تؤثر ولا تتأثر ، واستقبال شهر رمضان والإحتفال به في مصر كان له بصمة خاصة تليق بمصر .
تراثيات خلال هذا التقرير يستعرض احتفالات مصر بشهر رمضان المعظم خلال ألف سنة عبر العصور المتلاحقة .

1 ـ العمل نصف يوم طوال شهر رمضان في عصر بن طولون

مسجد أحمد بن طولون في الثلاثينيات - تصوير سلاح الجو المصري

مسجد أحمد بن طولون في الثلاثينيات – تصوير سلاح الجو المصري

كان أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر ، يمر لزيارة مسجده أثناء بناءه ، وحينما رأى البنائون يعملون لوقت الغروب سأل حاشيته متى يشتري هؤلاء الضعاف إفطاراً لعيالهم ، اصرفوهم العصر .
ولما انقضى شهر رمضان بدأ ضبط مواعيد العمل في المسجد .
وقد أدى قرار بن طولون هذا إلى أنه صار قدوة للحكومات المتعاقبة في ترتيب أوقات العمل بما يتناسب مع خصوصية شهر رمضان .

2 ـ الإخشيديون يغدقون الأموال على عمال المساجد

الفسطاط زمن الإخشيديين

الفسطاط زمن الإخشيديين

كان محمد بن طغج الإخشيدي يرسل النفقات في أول رمضان لعمال المساجد للإهتمام بها وتزيينها .

3 ـ إغلاق الخمارات ومنع بيع وشراء المكسرات وبصمات الفاطميين

مُخطط مدينة القاهرة خلال العصر الفاطمي.

مُخطط مدينة القاهرة خلال العصر الفاطمي.

كان الفاطميون من الذين اهتموا اهتماماً كبيراً باحتفالات شهر رمضان واستقباله
وتقسم احتفالاتهم إلى احتفالات الاستقبال و احتفالات الرؤية .
كان الفاطميون يعاقبون من يقوم ببيع المكسرات وشراءها في شهر رمضان وفق ما يحدده علماء السنة حيث أن الفاطميون يحسبون رمضان فلكياً وليس بالعين المجردة ، كما كانوا يعاقبون عقاباً لا رحمة فيه لمن يشتري الخمر أو يفتح خمارة .
اسقبال رمضان كان له من الاحتفالات بمصر ، بشكل غير مسبوق .
حيث يطوف القضاة على المساجد والمشاهد قبل رمضان بثلاث أيام للتأكد من استعداد المساجد لرمضان .
كما كانت المسجد الأزهر ومسجد الحاكم به حصير من 10 طبقات ملونة فوق بعضها ، وتزيين طرق مواكب الرؤية بـ 700 قنديل .
كما كانت تخصص الدولة الفاطمية 5 % من خزينتها لشراء البخور الهندي والكافور والمسك الذين يصرفوا للمساجد .
وحين يحل شهر رمضان وفي أول يوم فيه ، يقوم الخليفة الفاطمي بإهداء الشعب كباراً وصغاراً بأطباق من الحلوى والنقود .
وأسس الفاطميون داراً أسموها الفطرة والتي تقوم بصناعة الحلوى بأصنافها ولكل صنف رجاله .

4 ـ الإفطار بأكل لحوم البشر في العصر الأيوبي

عملة العصر الأيوبي وقت القحط

عملة العصر الأيوبي وقت القحط

ربما لم تحفظ كتب التاريخ شيئاً عن مظاهر احتفال الأيوبيين بشهر رمضان ، فإنشغالهم المحمود بمواجهة الخطر الصليبي كان لاهياً لهم عن الاحتفال بشهر رمضان .
كان رمضان عام 597 هـ بمصر في العصر الأيوبي زمن العادل أبو بكر بن أيوب ، شهراً يحمل قطحاً افترس مصر افتراساً بشعاً نتيجة القحط .
فقد جاء في كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور والمشاهدات والحوادث المعاينة بأرض مصر ، تأليف: موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي .
أن البغدادي وجد بمصر في رمضان رجلاً وقد جُردت عظامه عن اللحم وبقي قصفاً كما يفعل الطباخون بالغنم .
وكان النساء يأكلن لحوم الأطفال الصغار عكس الرجال الذين يأكلون لحوم الرجال لقلة حيلتهن ، وتم
حرق 30 إمرأة بسبب أكلهن للحوم الأطفال .
كما رأى البغدادي إمرأة يجروها الناس كالمجنونة في السوق متشحة بالسواد وفي فمها أشلاء طفل مشوي .

5 ـ خطأ في الرؤيا وإفطار بأمر السلطان أيام المماليك

جامع الأشرف برسباى فى القاهرة

جامع الأشرف برسباى فى القاهرة

كان السلطان المملوكي يستهل غرة رمضان باستدعاء القضاة والفقهاء لقلعة الجبل لقراءة صحيح البخاري
وأعجب ما حدث في العصر المملوكي بعصر الأشرف برسباي أنه أحضر الفلكة والعصا لمن يتجاوز من العلماء عندما يحتدم النقاش العلمي .
كذلك كان الخليفة يخصص محتسباً لمعاقبة المفطر بتأديبه معنوياً حيث يكلف الأطفال بـ “زفة له” وينادون عليه بـ ” يا فاطر يا لدينك خاسر ” .
كما كان يوم 1 رمضان من العام 898 هـ ، زمن الأشرف قايتباي يوما غريباً حيث نودي بالصوم بعد صحوة النهار ، وقد ثبتت رؤية الهلال بعد 30 درجة ، وكان الناس أغلبهم قد أكلوا ، فثقل عليهم الإمساك في ذلك اليوم بعد الأفطار .
وفي عصر الناصر محمد بن قايتباي ، أمر بأن يعلن العيد غداً إن رأوا الهلال أو لم يروه ، فركب قاضي القضاة زين الدين زكريا للسلطان وعرفه أن هذا شرعاً لا يجوز ، كما أورد بن إياس في كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور .
فأضمر السلطان شراً للقاضي وانتوى عزله ، فلما دخل الليل لم يُر الهلال في تلك الليلة وجاء يوم الجمعة بدلاً من الخميس
فتطير السلطان من العيد أن يجيء يوم الجمعة فلم يخرج لصلاة العيد ولم يستقبل أي أحد للتهنئة .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*