تقرأ في هذا التقرير «بلغاريا قبل تودور جيفكوف .. هكذا كان الحال، فرقة رضا تمثل مصر في أهم المهرجانات العالمية، حكاية الوثيقة التي نشرها موقع تراثيات».
قطع التاريخ مسار النظام الملكي في بلغاريا يوم 9 سبتمبر 1944 بمجيء انقلاب يساري على الملكية بدعمٍ من الاتحاد السوفيتي بعد وفاة القيصر بوريس الثالث بنوبة قلبية مفاجئة تاركًا بلاده في فوضى سياسية وتحالفٍ مع الألمان أعداء ستالين.
دخلت بلغاريا مع تشكيل حكومتها الجديدة موجةً من العنف بسبب عمليات حرب العصابات الشيوعية ضد اليهود والألمان وصارت أرض صوفيا مرتعًا للفوضى، خاصةً بعدما قامت الحكومة اليسارية بإعدام مالا يقل عن 3000 آلاف منشق وعضو من النخبة الملكية ثم سقطت في القبضة السوفيتية بقيادة جورجي ديميتروف سنة 1946 والذي أسس دولة قمعية ستالينية سريعة التصنيع.
بلغاريا وعصر تودور جيفكوف
في مارس من العام 1954 تولى تودور جيفكوف أمانة الحزب الشيوعي البلغاري وكانت دولته تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة، لكنه لجأ إلى بعض السياسات التجريبية اقتصاديًا ليزيد الناتج المحلي للدولة البلغارية بمقدار خمسة أضعاف، على الرغم من حدوث طفرات حادة في الديون.
لم يدم الرخاء طويلا في بلغاريا خلال عصر تودور جيفكوف فالأخير دخل حلف وارسو الذي شن الحرب ضد تشيكوسلوفاكيا سنة 1968 م وهو الأمر الذي أدى إلى إبعاد دولته عن الغرب، ولم يحظى حتى باحترام السوفييت فغورباتشوف قال بشكل غير مباشر في مذكراته أن «بلغاريا كانت دولة عاشت بما يتجاوز إمكانياتها لفترة طويلة».
كان تودور جيفكوف يدرك مغبة دخوله الحرب ضد تشيكوسلوفاكيا ففطن إلى ضرورة النهوض بدولته خاصةً وأن انتصار حلف وارسو لن يؤثر إيجابًا على اقتصاد بلاده فقرر أن يجعل بلغاريا عنصر استقبال لكل أنواع الاستثمار وحتى الثقافة والفنون فاستضاف عددًا من الفعاليات كان أبرزها مهرجان الشباب والطلبة قبل الحرب بأسابيع قليلة، وهنا كان بروز شمس فرقة رضا على أرض البلغار.
فرقة رضا في أرض البلغار
ينشر موقع تراثيات وثيقة نادرة من عصر الرئيس جمال عبدالناصر وبالتحديد في 17 أكتوبر من عام 1968 م تعود إلى منظمة الشباب في الاتحاد الاشتراكي التي كان يترأس أمانتها الدكتور مفيد شهاب، وهو يشيد بجهود الفنان محمود رضا أثناء تواجده في بلغاريا حيث مثل مصر في المهرجان العالمي التاسع للشباب والطلبة، وحازت الفرقة على 3 ميداليات فضية وواحدة ذهبية عن رقصة النوبة التي قدمتها.
وجاء في نص الوثيقة أن الدكتور مفيد شهاب خاطب مؤسس فرقة رضا قائلاً «لقد كان لجهودكم المخلصة التي بذلتموها أثناء اشتراككم في وفد الجمهورية العربية المتحدة في المهرجان العالمي التاسع للشباب والطلبة الذي عقد في بلغاريا من 28 يوليو إلى 6 أغسطس 1968 والذي أعتبره مثالا يحتذى به للشباب العربي وله أثره الفعال في النجاح الذي حملته البعثة العربية على الصعيد العالمي».
واختتم الدكتور مفيد شهاب كلامه في الوثيقة قائلاً لمؤسس فرقة رضا «وإنني إذ أعبر عن خالص شكري وتقديري يسعدني أن أرسل إليكم الشهادة التي قرر منحها لكم السيد شعراوي جمعة المشرف على شئون الاتحاد الاشتراكي العربي تقديرا لنشاطكم وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لما فيه خدمة الوطن».
اقرأ أيضًا
حين رُسِم وجه جمال عبدالناصر على عروسة المولد النبوي
بعد النجاح الساحق الذي حققته فرقة رضا في مهرجان الشباب العالمي لبى أعضاء الفرقة طلب اتحاد الطلبة الدولي على إقامة حفلات في 3 دول هي تشيكوسلوفاكيا وألمانيا وبولندا خلال شهر أكتوبر 1968 م.