الرئيسية » حكاوي زمان » حروب طومان باي ضد سليم الأول «1» قصة معركة غزة والطريق للريدانية
حروب طومان باي
حروب طومان باي

حروب طومان باي ضد سليم الأول «1» قصة معركة غزة والطريق للريدانية

تقرأ في هذا التقرير «حكاية حروب طومان باي ضد سليم الأول ، معركة غزة .. الخطة والخطة البديلة، جان بردي يخون لكن لم تثبت التهمة، أسباب الهزيمة»

كتب | وسيم عفيفي

لقي الصراع بين المماليك والعثمانيين بعد معركة مرج دابق تغافلاً تاريخيًا في أدبيات المقاومة والحرب وطال هذا التغافل حتى المناهج الدراسية.

اقرأ أيضًا 
تراثيات ممالك النار «ملف خاص»

تشير المناهج الدراسية إلى أن نهاية دولة المماليك كانت بعد معركة الريدانية؛ لكن ما كانت الريدانية إلا ثاني معركة في حروب طومان باي باي ولم يتوقف الأخير بهزيمته فيها.

قصة معركة غزة أول معركة في حروب طومان باي

من حروب طومان باي - ممالك النار

من حروب طومان باي – ممالك النار

وقعت أول معركة بتاريخ حروب طومان باي يوم 19 ديسمبر 1516 م الموافق 24 ذي القعدة 922 م وسميت بموقعة غزة، وقد دار رحى المعركة على أرض بيسان والتي تقع اليوم ضمن حدود لواء الشمال الصهيوني وتبعد عن شمال شرق القدس بـ 83 كم.

اقرأ أيضًا 
ثلاث أسباب تجعل تاريخ بن إياس موثوقًا فيه لمعرفة نهاية المماليك

وتمثل معركة غزة أول مشاركة فعلية للمصريين بجيش المماليك ضد سليم الأول، إذ يشير لهم بن إياس في تاريخه عبر خطبة ألقاها طومان باي في الأمراء وجند المماليك والناس (أسماهم بن إياس بـ «الزعر» وهي كلمة مملوكية تعني العامة)؛ وقال طومان باي في تلك الخطبة «اخرجوا قاتلوا عن أنفسكم وأولادكم وأزواجكم فإن بيت المال لم يبقى فيه لا درهم ولا دينار، وما عندي نفقة أنفقها عليكم».

قبل يومٍ من وقوع معركة غزة

رسمة لجنود المماليك

رسمة لجنود المماليك

أشرف طومان باي قبل المعركة بيوم واحد على التجهيزات ولم يخرج لقيادة الجيش حيث أنه استكمل داخل القاهرة بقية التجهيزات، وقرر تعيين جان بك الغزالي قائدًا لـ 10 آلاف مقاتل يتجهون في مساء يوم 18 ديسمبر 1516 م إلى بيسان.

اقرأ أيضًا 
تشكيلات جيش المماليك «ممالك النار وأضواء على التاريخ المجهول»

حدد طومان باي خطة لـ جان بك تقتضي أن يثبت المماليك وجودهم دون اشتباك حقيقي لحين اكتمال الجيش الذي يتم تجهيزه في الرايدانية.

المعركة والهزيمة

عساكر المماليك

عساكر المماليك

بدأت خيانة جان بردي في معركة غزة حين خالف خطة طومان باي وبدلاً من إثبات الوجود تعلل بتأخر قدوم الجيش عليه وانضم بفرسانه لمقاتلة قوات العثمانيين بقيادة سنان باشا، ولم يبلي جان بردي بسالة في تلك المعركة إذ أن خطته كانت استنزاف قوات جيشه لا أكثر ثم إدخال العربان الذين ولاء لهم وحين تقع الهزيمة يبررها لطومان بأن مدافع المماليك حصدتهم.

وقعت معركة غزة يوم 19 ديسمبر 1516 م بقيادة جان بردي الغزالي وسنان باشا وكان النصر حليف العثمانيين رغم بسالة المماليك التي نص عليها بن زنبل بقوله «ما ضرهم إلا ضرب البنادق».

جريمة حرب من سنان باشا

سنان باشا الخادم

سنان باشا الخادم

أثناء وقوع معركة بيسان تناثرت الشائعات إلى أهل غزة بانتصار المماليك فاتجه بعضهم إلى حامية عثمانية تحتوي 400 إنكشاري وقاموا بقتلهم، وحين عاد سنان باشا منتصرًا في بيسان قتل من أهل غزة مالم يحصى عددًا وفق وصف بن إياس.

لماذا حلت الهزيمة ؟

من مخطوط كتاب تعليم القتال وفنون الحرب زمن المماليك

من مخطوط كتاب تعليم القتال وفنون الحرب زمن المماليك

يبقى تفاوت القوى بين العثمانيين والمماليك السبب الرئيسي في هزيمة غزة لكن كان لخيانة جان بردي بمخالفته الأمر السلطاني هي القاعدة التي ترسخ عليها كل شيء جرى.

ويُحْسَب في هذه المعركة أن عامة الناس (المصريين) أبلوا في تلك المعركة بلاءًا حسنًا ويدلل على ذلك بن إياس وبن زنبل بأن جان بردي كاد أن يفتك به الإنكشارية لولا أن الزعر (عامة الناس) أنقذوه.

طُويت صفحة معركة بيسان بأول هزيمة في حروب طومان باي ضد سليم الأول نتيجة الخيانة وبجريمة حرب نُفِّذَت في أهل غزة ليكون الطريق إلى مصر مفتوحًا فتحدث المعركة الثانية وهي معركة الريدانية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*