الرئيسية » حكاوي زمان » «ابن كمال وزنبيلي» ثنائي دخول العثمانيين مصر بفتوى بعد الجنس
دخول العثمانيين مصر بفتوى
دخول العثمانيين مصر بفتوى

«ابن كمال وزنبيلي» ثنائي دخول العثمانيين مصر بفتوى بعد الجنس

تقرأ في هذا التقرير «حكاية دخول العثمانيين مصر بفتوى دينية من بن كمال وزنبيلي أفندي، مسلسل ممالك النار هل أصاب أم أخطأ ؟، الزنبيل و 3 فتاوى هذه حقيقتها»

كتب | وسيم عفيفي

تهددت مصر المملوكية بالسقوط رسميًا بعد معركة جالديران التي نشبت بين العثمانيين وقائدهم سليم الأول والصفويين بقيادة الشاه إسماعيل، فالمماليك في أصلهم منهارين عسكريًا والمنتصر في جالديران سيظفر بمصر لا محالة؛ لكن بعد حل مشكلة تاريخية شديدة التعقيد.

مشكلة دخول العثمانيين مصر معنويًا

دخول العثمانيين مصر

دخول العثمانيين مصر

كانت المشكلة الرئيسية لدى الدولة العثمانية في الاجتياح لمصر تبرير ذلك إسلاميًا، فبحسابات السياسة أمر حكم مصر واجب لأنها ستكون ثقل العثمانيين باعتبارها عاصمة الدولة العجوز «المماليك» المتورطة في الخيانة بسبب علاقة الغوري مع الصفوي، لكن الإشكالية تمثلت في شرعنة ذلك دينيًا.

اقرأ أيضًا 
تراثيات ممالك النار

الفكر الجهادي دينيًا لدى سلاطين بنو عثمان الـ 8 هو فتح الغرب حيث بلاد أوروبا، لكن السلطان التاسع سليم الأول فطن إلى أن توسعات الإمبراطورية في الغرب لن يتم إلا باجتياح الشرق المجهول تفاصيله، وربما تثور ثائرة المسلمين حيث لا يجوز قتال المسلمين لبعضهم؛ فكان دور بن كمال وزنبيلي أفندي عاملين لحل مشكلتي «حرب المعلومات والإسلام السياسي».

ابن كمال .. والتمهيد بالدين بعد الجنس وقبل السحر

الشيخ بن كمال

الشيخ بن كمال

كان شمس الدين بن كمال باشا زاده من مواليد 1468 م ونشأة في بيئة عادية طورها في شبابه حين التحق بالخيالة العثمانية، ولاهتمام الدولة العثمانية برجال الدين غَيَّر ابن كمال باشا اتجاهاته وانضم لرجال الدين حيث تم تعيينه في مدرسة أدرنة ثم ترقى ليكون قاضي عسكر الأناضول ومفتيًا عام 1514 م.

غلاف كتاب عودة الشيخ إلى صباه

غلاف كتاب عودة الشيخ إلى صباه

كان كتاب «رجوع الشيخ إلى صباه» هو تميمة الحظ بالنسبة للشيخ بن كمال فقد ألفه بناءًا على طلبٍ من سليم الأول وفتح هذا الكتاب على ابن كمال بابًا خلفيًا لعلوم السحر والطلاسم التي له فيها إسهامات كبيرة.

اقرأ أيضًا 
قصف جبهات بالأشعار «كيف رد الغوري وسليم الأول على الشاه الصفوي»

مع بدء الصراع الصفوي اعتمد سليم الأول على فتوى الشيخ حمزة سروغورز التي كفرت رجال قزلباش وهم مجموعة من رجال الدين الشيعة لدى الصفويين، وأجاز سروغورز قتلهم، لكن أراد سليم الأول توسيع دائرة الحرب لتشمل المماليك فكانت فتوى زنبيلي التي جعلت قانصوه الغوري هو الهدف؛ لكن قبل الانتقال إلى زنبيلي .. ما هي نهاية بن كمال.

اقرأ أيضًا 
فلسفة الإعدام في الدولة العثمانية «الخيط ضمن 4 وسائل لهم معنى»

يشير كتاب «ممارسة السحر النجمي في اسطنبول العثمانية بالقرن السادس عشر» إلى اهتمام بن كمال بتدعيم سلطات سليم الأول دينيًا، لكن وفي عهد ولده سليمان القانوني وضع كتابًا في السحر بأمر منه وهو «رسالة في راحة الأرواح في دفع عاهة الأشباح»، وقد وجه فيه مناشدةً للسلطان سليم القانوني بتقديم منحة مالية لتطوير علم التنجيم، وظل في البلاط العثماني حتى وفاته عام 1536 م.

زنبيلي من أجل دخول العثمانيين مصر بفتوى دينية

زنبيلي علي أفندي

زنبيلي علي أفندي

كان لدى الشيخ علي بن أحمد المعروف باسم زنبيلي أفندي، طموح لدخول العثمانيين مصر، فقد زارها سنة 1503 م حيث كان في طريقه للحج واستقر بها لتحصيل علوم في الأزهر ليصله خبر موت أفضل زاده حميد الدين شيخ الإسلام العثماني زمن بايزيد الثاني، ويسافر إلى تركيا ليتولى المنصب.

قانصوه الغوري - سليم الأول - إسماعيل الصفوي

قانصوه الغوري – سليم الأول – إسماعيل الصفوي

ظل حلم دخول مصر يراود زنبيلي حتى تحقق مع سليم الأول، بفتوى قتال الغوري وأجاز فيها حكم قتال الملحدين من ولاة السنة الذين قاموا بموالاة الشيعة الصفويين، ثم فتوى أخرى تنص على نفس المعنى ونشرها أكرم كيدو في كتابه «شيخ الإسلام في الدولة العثمانية» الذي ترجمه هاشم الأيوبي ص 109 و 111.

غلاف كتاب مؤسسة شيخ الإسلام في الدولة العثمانية

غلاف كتاب مؤسسة شيخ الإسلام في الدولة العثمانية

يحلل الدكتور محمد جمال باروت فتوى بن زنبيلي بكتابه «الصراع العثماني – الصفوي وآثاره في الشيعة في شمال بلاد الشام»؛ حيث يقول « تنهي الوثائق العثمانية الجدل الدائر حول أن تصفية سليم الأول دولة المماليك نتجت من تطورات الحرب العثمانية ـ الصفوية، وتبين وثائق عهد سليم الأول تصميمه المسبق على ذلك في إطار استراتيجية مسبقة، فكانت تصفية المماليك جزءًا من هذه الاستراتيجية وليست للتطور العسكري الميداني المتسارع بين العثمانيين والصفويين».

حدد المؤرخ التركي أكرم كيدو نصوص الفتاوى الثلاث بأن الأولى قالت «يجوز للحاكم الإسلامي أن يستأصل شأفة الملحدين (يقصد الفرس) بمساعدة جماعة هي أيضًا تعاني طاغية (يقصد المصريين) ومنع هذا الحاكم واستباحة قتله كطاغوت واغتنام ممتلكاته».

أما الفتوى الثانية فكانت ردًا على سؤال سليم الأول القائل «هل يحل قتال شعب يحمل اسم الإسلام (يقصد المصريين) يفضل أن يخلط أولاده وأحداثه بعائلات غير المؤمنين (يقصد المماليك) على أن يخلطهم بالمسلمين ؟» فكانت الإجابة من زنبيلي لا ضير في ذلك.

دخول العثمانيين مصر بفتوى دينية

دخول العثمانيين مصر بفتوى دينية

أما السؤال الثالث فكان «ما حكم قتال أناس تحت حجج ظاهرية لتكريم الإسلام الذي يعتنقونه ويسكون الشهادتين على قطع النقود المعدنية وهم يعرفون أن هذه النقود تقع في أيدي النصار واليهود ؟»، فكانت الإجابة إذا لم يسمحوا بالدفاع بإن قتالهم في محله.

غلاف كتاب المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في الوطن العربي

غلاف كتاب المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في الوطن العربي

مصدر واحد شكك في الفتاوى الثلاثة للشيخ زنبيلي وهو تقرير «المسألة الطائفية وصناعة الأقليات في الوطن العربي» الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، حيث يقول مؤلفي التقرير «الإسلام لا يجيز هذا وصدور فتاوى بهذه المعانى غريب جدًا»؛ غير أنهم لم يقدموا دليلاً على نفي سند الفتوى تاريخيًا؛ وقد مات زنبيلي بعد 8 سنوات من دخول العثمانيين مصر بفتوى أفتاها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*