الرئيسية » رموز وشخصيات » ثلاث أسباب تجعل تاريخ بن إياس موثوقًا فيه لمعرفة نهاية المماليك
تاريخ بن إياس
تاريخ بن إياس

ثلاث أسباب تجعل تاريخ بن إياس موثوقًا فيه لمعرفة نهاية المماليك

تقرأ في هذا التقرير «حكاية تاريخ بن إياس الحنفي، ما هي قصة بن إياس الحنفي، التعريف بكتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور، الرأي في تاريخ بن إياس»

كتب | وسيم عفيفي

ظهرت في الحلقة الخامسة من مسلسل ممالك النار شخصية المؤرخ بن إياس مع تلميذه جمال حين قال الأخير «أعتقد أن الكاتب هو رجل يدقق في العالم كثيرًا ثم يرسمه بالكلمات»، فأجاب بن إياسٍ في المسلسل «الذاكرة خائنة يا ولدي، والكتابة تحفظ وقائع الدهور من الضياع».

مشهد المؤرخ بن إياس - ممالك النار

مشهد المؤرخ بن إياس – ممالك النار

جملة وقائع الدهور التي وردت على لسان الممثل هي جزء من تاريخ بن إياس عن نهاية المماليك وهو كتاب «بدائع الزهور في وقائع الدهور».

من هو بن إياس صاحب بدائع الزهور

تاريخ بن إياس

تاريخ بن إياس

المؤرخ بن إياس من مواليد القاهرة لعام 1448 م ووفيات سنة 1523 م، والتطرق لاسمه ونسبه يكشف أنه منتمي إلى قبيلة أباظة الشركية، واسمه محمد بن شهاب الدين بن أحمد بن إياس أبو البركات الحنفي، وجده هو الأمير إياس الفخر الظاهري من مماليك الظاهر سيف الدين برقوق، كما أن والده من طبقة «أولاد الناس» وهو لقب يطلق على الأمراء المماليك المتعاقدين.

الرأي في كتاب تاريخ بن إياس

غلاف كتاب بدائع الزهور

غلاف كتاب بدائع الزهور

اثنان من المصريين أرخا لنهاية المماليك وبداية الحكم العثماني، أحدهما هو محمد بن أبي السرور الصديقي البكري صاحب كتاب «التحفة البهية في تملك آل عثمان الديار المصرية» والذي لم يحضر أصلاً تلك الفترة حيث وُلِد بعدها بـ 72 سنة، واتسم كتابه بإسقاط وقائع تاريخية تدين العثمانيين.

اقرأ أيضًا 
تراثيات ممالك النار

أما ثاني المؤرخين فهو بن إياس صاحب كتاب «بدائع الزهور في وقائع الدهور» وهو يقع في 6 مجلدات؛ وكان شاهدًا عيانًا على ما حدث، وذكر سلبيات وإيجابيات كلاً من المماليك والعثمانيين.

اقرأ أيضًا 
تاريخ زوجة طومان باي «نهايتها مأساوية بسبب خيانة جاريتها»

أول هذه المجلدات من بداية الخليقة حتى عام 1363 م بينما ثانيهما من 1363 حتى 1412 م، أما المجلد الثالث فيبدأ من 1468 إلى 1501 م بينما الرابع من 1501 حتى 1515 والأخير من 1516 حتى 1522 م.

اقرأ أيضًا 
شفرات صور تتر مسلسل ممالك النار «الجرافيك يستلهم من التاريخ»

موضوع سقوط الدولة المملوكية في تاريخ بن إياس موجودان بالجزء الرابع والخامس ويستهله بعصر السلطان قانصوه الغوري، وختامًا باستقرار سليم الأول في مصر.

لماذا بن إياس مصدر ثقة

من مخطوط بدائع الزهور

من مخطوط بدائع الزهور

توجد ثلاث أسباب عند بن إياس تجعله مصدرًا موثوقًا فيه لمعرفة تاريخ نهاية المماليك، أولهما أن بن إياس رغم جذوره المملوكية لكنه ذكر عيوب سلاطينهم ومزاياهم، وهو نفسه بن إياس الذي ذكر مجازر العثمانيين لكنه احترم سليم الأول ولم يسبه.

صفحة من مخطوط بدائع الزهور

صفحة من مخطوط بدائع الزهور

سبب حياد بن إياس أنه في الأصل لم يكن محتاجًا للمماليك وكتب بحرية تامة ليس لأن المماليك ديموقراطيين وإنما لأن بن إياس ليس عنده ما يخاف عليه وليس له مطلب في التميز من السلاطين لأن له إقطاع مالي يعيش منه وتم منحه لأبيه المتقاعد وذريته.

اقرأ أيضًا 
قصة طومان باي وشيخه «الإمام تسبب في قتل السلطان وله مسجد باسمه»

ثانيهما أن ابن إياس لم يكن صاحب رأي وإنما راوٍ لأحداث كان هو شاهد عليها، وقد بدأ كتابه تاريخه في سن الخمسين واختلف الجزء الرابع والخامس عن بقية الأجزاء لأنه اهتم بتدوين التاريخ يومًا بيوم منذ 1501 حتى نهايته، وبالتالي فإن ابن إياس كان مصدر حياديته هو أنه ناقل لحدث لا حاكم عليه.

غلاف كتابي التحفة البهية - بدائع الزهور

غلاف كتابي التحفة البهية – بدائع الزهور

ثالثهما ميزة تجعل بن إياس يختلف عن محمد بن أبي السرور الصديقي البكري، صاحب كتاب «التحفة البهية في تملك آل عثمان الديار المصرية»؛ أن بن إياس لم يكتب الكتاب متلمقًا للسلطان سليم الأول وإنما أراد نقل صورة حية بطريقة إخبارية وثائقية، وعليه فإن ابن إياس رصد سلبيات وإيجابيات الجميع، بينما البكري لم يشهد الوقائع وكان هدفه من الكتاب تقربًا لدولة بني عثمان في ظل تطويرهم للأزهر واستحداث مناصبٍ فيه وكان البكري ضمن المرشحين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*