القاضي الخائن في ممالك النار «نهايته الحقيقية أبشع وله أثر باسمه»

تقرأ في هذا التقرير «حكاية القاضي الخائن في ممالك النار وتفاصيلها، ما تفاصيل الأثر الذي ينتهي إليه اسمه ؟، لماذا خان الغوري وكيف كانت نهايته».

كتب | وسيم عفيفي

تناولت الحلقة الرابعة من مسلسل ممالك النار قصة القاضي الخائن الذي تم كشف خيانته وقرر السلطان قانصوه الغوري إيداعه في السجن وتعذيبه لحين كشف تفاصيل خيانته.

وانتهت الحلقة الرابعة بكشف القاضي الخائن في ممالك النار بن مزهر حيث كان يعمل لصالح الأمير قيت بهدف قلب نظام الغوري؛ وهذا ما أورده المسلسل لكن ما هي تفاصيل تلك الأحداث تاريخيًا ؟.

قصة القاضي الخائن في ممالك النار تاريخيًا

حين اختار الأميران قيت الرجبي ومصرباي رفيقهما قانصوه الغوري للجلوس على عرش مصر، كان ذلك بدافع أنه ضعيف وليس راغب في الحكم ويمكن السيطرة عليه، لكن عملية التحكم فيه وخلعه لم تكن لتتم إلا عن طريق شخصٍ يتولى أهم منصب إداريٍ في الدولة المملوكية وهو منصب كاتب السر؛ فوقع اختيارهم على بدر الدين بن مزهر.

اسم كاتب السر كاملاً أورده بن تغري بردي في الجزء الرابع عشر من كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة حيث قال «هو بدر الدين حسن بن زين الدين بن أبي بكر بن مزهر، وتولى منصب كاتب سر مصر سنة 893 هجري بعد وفاة والده».

اقرأ أيضًا 
المنجمون في العصر المملوكي «قصة الغوري وعراف حرف السين حقيقية»

كان بدر الدين بن مزهر قريبًا من حكام مصر مثل العادل طومان باي «غير الأشرف طومان باي قتيل العثمانيين»، وقانصوه الغوري؛ وسبب قرب بن مزهر من الحكام لم يكن بسبب منصبه فحسب وإنما لأنه يؤذي الناس بالمكائد وسجنهم من خلال صلاحيات منصبه لدى الحكام وهو ما ينص عليه بن إياس في وصفه «كان له اشتغال بالعلم لكنه كان يتقرب إلى خواطر الملوك بإيذاء الناس».

اقرأ أيضًا 
تاريخ قنصوة الغوري الحقيقي «حكم مصر 15 سنة بـ 3 وجوه»

ميزة أخرى كانت لدى بن مزهر قربته من حكام المماليك وهو ثراءه الفاحش إذ كان يدفع لحكام المماليك على سبيل الهدايا، غير أن الضرائب التي عليه كانت عاملاً مباشرًا في صدام قانصوه الغوري معه فلجأ بدر الدين بن مزهر إلى خيانة قانصوه.

خيانة بدر الدين بن مزهر لـ قانصوه الغوري ونهايته

أراد بدر الدين بن مزهر التملص من دفع الضرائب فقرر خيانة قانصوه الغوري عام 1504 م حين وصل إلى السلطان الغوري خبر يفيد باجتماع القاضي بدر الدين بن مزهر مع قيت الرجبي وعرض عليه أن يتولى السلطنة بدلاً من الغوري في مقابل أن يدفع بن مزهر نفقات حفل البيعة ورشوة قادة الجند.

يشير بن إياس إلى أن ميزة الغوري تكمن في تملكه لنفسه عند الغضب لكنه حين يكتشف خيانةً كان لا يرحم الخائن، فألقى القبض على بن مزهر وقرر إعدامه لولا أن تشفع فيه طومان باي ورأى سجنه واستجوابه.

اقرأ أيضًا 
شفرات صور تتر مسلسل ممالك النار «الجرافيك يستلهم من التاريخ»

عين السلطان الغوري 4 شخصيات لتعذيب بن مزهر هم «الزيني بركات، ومعين الدين بن شمس وكيل بيت المال، وإبراهيم دودار، والريس كمال المزين»؛ وذاقوه تحت إشراف الغوري صنوف العذاب.

اقرأ أيضًا 
طومان باي وحسن بن مرعي «شيخ العربان يخون رغم القسم وهذه نهايته»

بدأت عملية تعذيب بدر بن مزهر حين أصعدوه على بغلة أمام الغوري وألقاه بحجر ثم أمر بإيداعه في السجن وخلال سجنه تم كسر عظام كعبيه وركبتيه ثم دق الخشب في أصابعه وأحرقها؛ ولم يتوقف تعذيب بدر الدين بن مزهر عند هذا الحد بل أتوا بكماشة حديدة ساخنة واقتلعوا بها ثدييه وجعلوه يأكلها إلى حين أقر بتفاصيل ما فعل، لم يخرج بن مزهر من السجن بعد ان اعترف وإنما مات فيه من شدة التعذيب عن عمر 53 سنة.

المدرسة المزهرية

توجد مدرسة وجامع باسم بن مزهر وهي تقع في حارة برجوان المتفرعة من شارع المعز لدين الله، ومؤسسها ليس القاضي الخائن في ممالك النار وإنما أبيه زين الدين بن أبي بكر، وقد تولى منصب كاتب السر زمن الأشرف أبي النصر قايتباي ومات 1487 م، ليتولى بعده ابنه القاضي الخائن منصبه ويموت في عام 1504 م.