الرئيسية » تراث أزهري » إذاعة القرآن الكريم يوم 6 أكتوبر 73 «قصة تلاوة ضمن خطة الخداع»
إذاعة القرآن الكريم يوم 6 أكتوبر 73

إذاعة القرآن الكريم يوم 6 أكتوبر 73 «قصة تلاوة ضمن خطة الخداع»

تقرأ في هذا التقرير «وضع إذاعة القرآن الكريم يوم 6 أكتوبر 73 ، القارئ محمد أحمد شبيب يتلو، الأزهر والشؤون المعنوية في المسجد الحسيني»

كتب | وسيم عفيفي

لا شيء في شوارع القاهرة يشير إلى أي تغيير قبل يوم 6 أكتوبر 1973 م، ولا انبهار بشهر رمضان رغم حلول فجر يوم العاشر منه لعام 1393 هـ، ربما محافظة المنصورة كانت تستعد لإحياء ذكرى حرب الصليبيين عندهم ولم يكن يدري أهلها أن أعنف معارك الجو الحربية ستجري فوق سماءها بعد ساعات.

اقرأ أيضًا
الجانب الصوفي لـ “حرب أكتوبر” .. صور ووثائق لم تُنْشَر من قبل

أما في صفوف الشعب فإن وقوع حرب ضد إسرائيل كان شيئاً مستحيلاً نتيجة لما يظهر من القيادة السياسية والإعلامية متمثلة في السادات وقراراته، ولم يكن يدري غالبيتهم أن هذا الحال هو جزء من خطة الخداع الاستراتيجي، تلك الخطة التي جعلت الأزهر الشريف جزء منها وربما شعر بذلك أو لم يشعر.

فجر العبور ووضع إذاعة القرآن الكريم يوم 6 أكتوبر 73

كان يوم العاشر من رمضان وقتاً للأحزان بالنسبة للمؤسسة الأزهرية لأنه ذكرى وفاة السيدة خديجة بن خويلد، وبالتالي استعدت المؤسسة الأزهرية لتغطية ذكراها، خاصة بتكوينها الصوفي باعتبار أن شيخ الأزهر الشيخ عبدالحليم محمود هو أبرز علماء الصوفية في مصر.

الشيخ محمد أحمد شبيب

الشيخ محمد أحمد شبيب

عبر مذياع ما قبل وقت الفجر يوم 10 رمضان سنة 1393 م الموافق 10 رمضان سنة 1973 م، كان صوت الشيخ محمد أحمد شبيب يشق الظلام من خلال ميكروفونات مآذن مسجد الإمام الحسين، حيث بدأ تلاوته في الحفل من منتصف الآية 154 من سورة آل عمران.

القاري محمد أحمد شبيب و الرئيس السادات و الشيخ عبدالحليم محمود

القاري محمد أحمد شبيب و الرئيس السادات و الشيخ عبدالحليم محمود

بدأ القارئ الشاب أحمد محمد شبيب تلاوته بقول الله تعالى «قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ» وانجذب المستمعين للأداء حتى انشدوا حين قرأ الشيخ قول الله تعالى «وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ، وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّه تُحْشَرُونَ»؛ وهنا تجددت آلام المصريين وآمالهم، ففي 6 أيام سُحِقُوا يوم 5 يونيو منذ 6 سنوات، فهل هناك أمل أن ينتصروا .. بل هناك أصلاً أمل في وجود اشتباك عسكري بسبب حالة اللاسلم واللاحرب.

من قارئ تلاوة إذاعة القرآن الكريم يوم 6 أكتوبر 73

القارئ محمد أحمد شبيب

القارئ محمد أحمد شبيب

ربما يكن يدري القارئ محمد أحمد شبيب أن ما قرأه بالاتفاق مع عبد العزيز محمد عيسى «وزير شئون الأزهر»، كان بتوجيه من الشيخ عبدالحليم محمود «شيخ الأزهر» وبالتنسيق مع هيئة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، حيث كانت هذه التلاوة هي بشارة النصر، خاصة وأنه لم يكن يدري أحد في مصر ـ غير قادة جيشها ـ، موعد الحرب، باستثناء الشيخ عبدالحليم محمود والذي رأى في المنام رسول الله يبشره بالحرب.

خبر عن القارئ محمد أحمد شبيب

خبر عن القارئ محمد أحمد شبيب

ويؤكد الشيخ محمد أحمد شبيب في حوار له عام 2009 م، أن أسعد لحظات حياته حين قرأ القرآن الكريم فجر يوم العاشر من رمضان، وبذلك أرضى ربه وأدى واجبه تجاه بلده.

محمد أحمد شبيب

محمد أحمد شبيب

لم تكن الأقدار بالنسبة محمد أحمد شبيب متوقفة عند هذا الحد، بل كانت أيضاً لها صلة بالقدس الشريف، فقد جاءته دعوة سفر إلى إيطاليا لكنه رفض معللاً ذلك بعدم الارتياح، رغم قيمة التلاوة هناك مادياً ومعنوياً، وكان التعويض بالنسبة للشيخ أحمد محمد شبيب هو دعوة فلسطينية موجهة له من أجل أن يقرأ داخل المسجد الأقصى.

فضيلة الشيخ محمد أحمد شبيب

فضيلة الشيخ محمد أحمد شبيب

الشيخ محمد أحمد شبيب من مواليد 25 أغسطس سنة 1934 م في قرية دنيط بمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية لعائلة شبيب إحدى أشهر عائلات ميت غمر.
حفظ القرآن الكريم ثم التحق بمعهد الزقازيق الديني من أجل دراسة علوم القرآن والمواد الشرعية، لكنه لم يستطع الجمع بين الدراسة في المعهد الأزهرى وبين تلبية الدعوة للقراءة فى الليالى القرآنية والمناسبات والاحتفالات الدينية، فترك الدراسة ليتفرغ للتلاوة.

فضيلة القارئ محمد أحمد شبيب

فضيلة القارئ محمد أحمد شبيب

كانت أسوأ أزماته سنة 1961 م، حين أصيب بالتهابات في الحنجرة، فأجرى له الدكتور على المفتى جراحة عاجلة فى حنجرته أزال منها حبة كانت هى السبب فى هذه الالتهابات.

القارئ محمد أحمد شبيب في الحرم المكي

القارئ محمد أحمد شبيب في الحرم المكي

في حوارات سابقة للشيخ محمد أحمد شبيب تجد أنه سافر في زيارات متعددة لدول عربية وعالمية منها قطر عام 1982، و أبوظبى عام 1986 وسافر إلى الجابون عام 1987 وفى عام 1944 م، بالإضافة إلى أنه كان القارئ الأول الذي يتلو القرآن في القدس بعد عودة الرئيس ياسر عرفات إلى فلسطين، وقد توفي الشيخ محمد أحمد شبيب في 3 إبريل سنة 2012 م.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*