مصر وسفينة نوح «قصة أثرت في الغناء وهذه حقيقتها التاريخية»

تقرأ في هذا التقرير «قصة مصر وسفينة نوح .. تراث وغناء، صباح تشدو والفاجومي يؤيد، ما هو الأثر الذي استند له الخطيب الزاعق ؟، حقيقة قصة مصر مع الطوفان»

كتب | وسيم عفيفي

ظهر خطيب زاعق يدعى عثمان خطاب «ليس له صلة بالأزهر ولا الأوقاف»، في أحد السرادقات واستعرض فضل مصر في الدين والتاريخ وروى حكاية منسوبة لأثر ديني قديم حول قصة مصر وسفينة نوح قائلاً « جاء في الأثر سفينة نوح عدت قدام أمريكا فالنبي سأل جبريل عنها فقال دي أمريكا بتحرسها الملايكة، وراح لأستراليا فحصل نفس الشيء، ولما وصل لمصر سأل فسيدنا جبريل قال لسيدنا نوح هذه مصر لا تحرسها الملائكة ولكن يحرسها الله».

مصر وسفينة نوح .. الغناء يأخذ من التراث

ساهمت أسطورة مصر وسفينة نوح نسبيًا في التأثير على الغناء الوطني بمصر خلال سبعينيات القرن الماضي، حيث تم إقران مصر المتشبهة بالسفينة في أغنيتين بعد النكسة وقبل حرب أكتوبر.

الأغنية الأولى التي شُبِّهَت مصر بالسفينة كانت «مصر يا أمَّا يا بهية» التي كتب كلماتها أحمد فؤاد نجم وغناها الشيخ إمام وتم استخدامها لتتر بداية فيلم «العصفور» الذي أخرجه يوسف شاهين عام 1972 م.

اقرأ أيضًا
كيف كان ” شهر رمضان ” وش السعد على “يوسف شاهين”

وجاء تشبيه مصر بالسفينة في 6 كوبليهات من خلال أغنية «مصر يا أمَّا يا بهية»:
مصر يا امّة يا سفينة مهما كان البحر عاتي
فلاحينيك ملاحينيك يزعقوا للريح يواتي
اللي ع الدفة صنايعي و اللي ع المجداف زناتي
واللي فوق الصاري كاتب كل ماضي و كل آتي
عقدتين و التالته تابتة تركبي الموجة العفية
توصلي بر السلامة معجبانية و صبية.. يا بهية

أما الأغنية الثانية التي تم إقران مصر بسفينة نوح فكانت للشحرورة صباح في رائعتها «مصر سفينة نوح»؛ وهي من الأغاني النادرة التي لم يوثق أحد اسم مؤلفها أو ملحنها.
وتقول كوبليهات مصر سفينة نوح
ما هي مصر سفينة نوح
في أمان مطرح ما تروح
وانا فوق على المركب
قدام في الموكب وبقول للعالم شوف
بطّلنا خلاص الخوف

الأصل التاريخي لقصة مصر وسفينة نوح وسنده

الأثر الوحيد الذي جاء فيه ذكر قصة مصر وسفينة نوح كان عبر كتاب «حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة» للإمام السيوطي والذي روى القصة دون سند أو ذكر مسألة الحراسة الملائكية أو الإلهية حيث قال «وذكر بعض من ألف في أخبار مصر أن سفينة نوح طافت بمصر وأرضها، فبارك نوح عليه السلام فيها».

وجاءت علاقة النبي نوح عليه السلام بمصر، من خلال روايات متعددة أبرزها للإمام عبدالله بن عباس بسند ضعيف حيث قال أن نوحًا دعا لمصر بالبركة.

ورواية أخرى ذكرها أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في كتابه «فتوح مصر» عن عبد الله بن عبّاس : أن نوحا دعا لولد ولده، وهو مصر بن يبصر بن حام فقال”اللهمّ إنه قد أجاب دعوتى؛ فبارك فيه وفي ذرّيّته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي أمّ البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات، وسخّر له ولولده الأرض، وذلّلها لهم وقوّهم عليها”.

وقد تعرضت رواية بن عبدالحكم للجرح والتعديل فتم الحكم عليها بالضعف لوجود عبدالله بن لهيعة ضمن الرواة والمحكوم عليه بأنه منكر القول، وهو نفس رأي علماء الحديث في الأزهر الشريف خلال التاريخ المعاصر حيث يؤكد الدكتور أحمد معبد عبدالكريم أن عبدالله بن لهيعة كان تعرض لمرض الفالج فأصيب بالاختلاط في الروايات.