الرئيسية » حكاوي زمان » «إساف ونائلة» ثنائي قاما بالزنا في الكعبة وفتحا قصة الأصنام
إساف ونائلة
إساف ونائلة

«إساف ونائلة» ثنائي قاما بالزنا في الكعبة وفتحا قصة الأصنام

تقرأ في هذا التقرير «قصة إساف ونائلة وحقيقة الزنا في الكعبة، صلة حادثة إساف ونائلة بالأصنام، الخطيئة هل صارت مقدسة لدى العرب»

كتب | وسيم عفيفي

في 13 مارس سنة 1966 م صدرت الطبعة الأولى من كتاب «الحرب النفسية ـ معركة الكلمة والمعتقد» لرئيس المخابرات المصرية الأسبق صلاح نصر، وفي الجزء الثاني من الكتاب قام نصر بتصدير تعريف لكلمة «ميثولوجيا» نصه «عبارة عن شائعة أصبحت جزءاً من تراث الشعب الشفهي».

اقرأ أيضًا
قصة الشخصية الحقيقية لزوجة سيد عتمان المغازي في سوق العصر

وينطبق ما قاله صلاح نصر من تعرف للميثولوجيا على ما جرى في الكعبة قبل الإسلام حيث قصة الخطيئة التي وقع فيها إساف ونائلة.

حكاية إساف ونائلة

إساف ونائلة في فيلم هجرة الرسول

إساف ونائلة في فيلم هجرة الرسول

إساف ونائلة كما يذكر بن كثير كانا شخصين اجتمعا في الكعبة، فكان منهما الفاحشة، فمسخهما الله حجرين؛ بينما يشير علماء السيرة إلى هذا الخبر دائما بصيغة تفيد عدم الجزم بصحته، فيقولون: يذكر أو يقال وما أشبه ذلك.

مجلدات كتاب البداية والنهاية

مجلدات كتاب البداية والنهاية

ويروي بن كثير في تاريخه قصة إساف ونائلة بقوله «ثم بغت جرهم بمكة، وأكثرت فيها الفساد، وألحدوا بالمسجد الحرام، حتى ذكر أن رجلا منهم يقال له إساف بن بغى وامرأة يقال لها نائلة بنت وائل اجتمعا في الكعبة، فكان منه إليها الفاحشة، فمسخهما الله حجرين، فنصبهما الناس قريبا من البيت ليعتبروا بهما، فلما طال المطال بعد ذلك بمدد عبدا من دون الله في زمن خزاعة».

غلاف كتاب سيرة بن إسحاق

أما سيرة بن إسحاق تحكي بدايات الصنمية في قصة إساف ونائلة حيث قيل «واتخذوا إسافا ونائلة، على موضع زمزم ينحرون عندهما، ثم ذكر أنهما كانا رجلا وامرأة فوقع عليها في الكعبة، فمسخهما الله حجرين؛ ثم قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة أنها قالت : سمعت عائشة تقول : «مازلنا نسمع أن إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأة من جرهم أحدثا في الكعبة فمسخهما الله عز وجل حجرين».

صلة إساف ونائلة بمسألة الأصنام

رسمة الأصنام حول الكعبة

رسمة الأصنام حول الكعبة

ساهمت قصة إساف ونائلة في تأجيج فكرة الأصنام حول الكعبة، تلك الأوثان التي انتهت بقدوم الإسلام الذي هدمها وحرم الزنا بعد أن كان مباحاً وعادياً في العصر الجاهلي، غير أنه لا كلام عن الأوثان دون ذكر عمرو بن لحي أحد سادات العرب المشهورين.

غلاف المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام

غلاف المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام

يقول الدكتور جواد علي بكتابه «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام»، جاء عمرو بن لحي بلاد الشام فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، استحسن ذلك وظنه حقاً، وكانت الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون ؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ؟ فأعطوه صنماً فجلبه معه.

غلاف كتاب الأصنام

غلاف كتاب الأصنام

وأما صنم هبل فكان لبني كنانة وقريش؛ وقد ذُكر عنه أنه كان له رؤى من الجن، فأخبروه أن أصنام قوم نوح ـ ودًا وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً ـ مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها‏.

اقرأ أيضًا
حينما صرخ خالد بن الوليد “يا عزى كفرانك”

فأما ود‏:‏ فكان لكلب، بجرش بدومة الجندل من أرض الشام مما يلي العراق، بينما سواع‏ فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له‏:‏ رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة.

أما يغوث‏ فكان لبني غطيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ، فيما اتخذت قبائل همدان صنم يعوق‏ في قرية خَيْوان من أرض اليمن؛ بينما كان الصنم نسر‏ لمنطقة حمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير‏.

اقرأ أيضًا
قصة هدم ثاني أكبر أصنام العصر الجاهلي

وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، ولم تزل تلك الأصنام تُعبد من دون الله، حتى جاء الإسلام وقضى عليها، وقد بين النبي محمد صلي الله عليه وسلم مصير عمرو بن لحي وسوء عاقبته في جهنم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*