تقرأ في هذا التقرير «مصر في رحلة الهبوط على القمر .. ما العلاقة ؟، شهادة العالم وجدي رياض، طاقم أبولو 11 كيف استفاد من مصر ؟».
كتب | وسيم عفيفي
يبدو أمرًا مجهولاً وصادمًا لدى كثيرين مساهمة مصر في رحلة الهبوط على القمر عام 1969 عبر مركبة أبولو 11 والتي ضمت «نيل آرمسترونغ؛ ومايكل كولينز؛ وألدرن»، لكن الرجوع إلى وثائق هذا الجيل يكشف تفاصيل لم تروى من قبل.
مصر في رحلة الهبوط على القمر .. كيف التقى الجمعان ؟
قررت القاهرة في العام 1960 م تأسيس برنامج الفضاء المصري وفي تنفيذًا للاستراتيجية الناصرية التي اتخذت شعار «الصناعة من الإبرة للصاروخ».
اقرأ أيضًا
كاريكاتير صلاح جاهين والهبوط على سطح القمر «نبؤة عام 1969 تحدث الآن»
بدأ برنامج الفضاء المصري خطواته العملية طوال 6 سنوات حتى جاءت نكسة 1967 وأجهضت كل المشروعات القومية عدا السد العالي وإعادة بناء القوات المسلحة.
بقيت تفاصيل برنامج الفضاء المصري مجهولة حتى أصدر الدكتور وجدي رياض مذكراته التي حملت عنوان «كنت محررًا علميًا» وتم طبعها عام 2014 م، وخلال تلك المذكرات كشف وجدي رياض عن عمله كصحفي علمي في جريدة الأهرام خلال الستينيات وأشار إلى مسألة مساهمة مصر في رحلة أبولو 11 إلى القمر دون تفاصيل دقيقة.
قررنا في تراثيات الرجوع إلى فترة ما قبل كتابة المذكرات لنجد خبرًا صحفيًا حرره وجدي رياض بالأهرام يوم 20 يوليو 1969 م مع 3 محررين آخرين كانوا معه بأمريكا يوم إطلاق الرحلة وهم «حميدة موافي، وعبدالمنعم عثمان، ونعمان النيدي».
تفجر تغطية المحررين العلميين مفاجأة حول استعانة طاقم رحلة أبولو 11 عام 1969 م بـ 92 خريطة لسطح القمر، وكان للقاهرة دور واضح في تجهيز هذه الخرائط قبل الرحلة بـ 5 سنوات أي في العام 1964 م.
تبدأ القصة التي تابعها صلاح جلال وعباس مبروك بصحبة المصوريين محمد يوسف وفتحي حسين، يوم 19 و 20 ديسمبر عام 1964 م حين أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية بعثة علمية موفدة من هيئة ناسا وبرنامج أبولو إلى مصر تحت إشراف عالم الفضاء ريتشارد شورتهيل لتصوير سطح القمر لحظة خسوفه الكلي من مرصد القطامية وذلك بهدف معرفة تركيبه وأماكن الهبوط عليه استعدادًا لرحلة 1969 م.
تمكنت بعثة ريتشارد شورتهيل من خلال مرصد القطامية في 5 ساعات من التقاط 3 آلاف صورة وتم اختيار 1000 منها باعتبارهم الصور ذات الجودة الأعلى، وبناءًا على هذه الصور تم وضع خطط سطح القمر بمشاركة علماء أمريكا ومديري مراصد مصر وعلى رأسهم عبدالحميد سماحة وبصحبة علماء الفضاء المصريين وهم «عبدالحميد سماحة،صبحي فريحة،محمود خيري،عبدالمنعم فرج،فؤاد أحمد،أبو بكر عبدالقوي».
3 أسباب جعلت ناسا تختار مصر في مشروع أبولو 11
كان مرصد جرينتش يوصي وكالة ناسا بضرورة التعاون مع مصر في رحلة الهبوط على القمر عبر مركبة أبولو 11 من الاستعانة بمراصدها قبل تنفيذ عملية الهبوط.
وأرجع مرصد جرينتش أن هناك 3 أسباب تؤكد ضرورة التعاون، أولها قدرة التليسكوب الفلكي المصري وضخامة عدسته البالغ قطرها 74 بوصة، وثاني تلك الأسباب صفاء الرؤية من مصر، وثالث تلك الأسباب ابتعاد المرصد الفلكي المصري عن الأضواء الصناعية.