الرئيسية » حكاوي زمان » سليمان الحلبي واغتيال كليبر «جهاد ومقاومة أم هناك مصلحة شخصية ؟»
سليمان الحلبي واغتيال كليبر
سليمان الحلبي واغتيال كليبر

سليمان الحلبي واغتيال كليبر «جهاد ومقاومة أم هناك مصلحة شخصية ؟»

تقرأ في هذا التقرير « سليمان الحلبي واغتيال كليبر .. كيف بدأت القصة، السيرة التاريخية لحياة الأزهري السوري، يوم اغتيال كليبر، رأي نقولا الترك والجبرتي»

كتب: وسيم عفيفي

في الرابع عشر من شهر يونيو لعام 1800م، أُسْدِل الستار على حياة الجنرال كليبر حيث اغتاله الطالب السوري الأزهري سليمان الحلبي، ثم تم إعدامه بالخازوق بعد 4 أيام من حادث الاغتيال، ليكون كليبر هو ثاني قائد عسكري في الحملة الفرنسية يتم اغتياله بعد مقتل ديبوي في أكتوبر سنة 1798 م، الفرق أن ديبوي كان حاكماً للقاهرة بينما كليبر هو قائد الحملة.

السيرة الذاتية لـ سليمان الحلبي

سليمان الحلبي

سليمان الحلبي

ولد سليمان الحلبي عام 1777م في حي البياضة بمدينة حلب السورية، وتعلم فيها العلوم الابتدائية الدينية حتى قرر والده إرساله لمصر من أجل تلقي العلوم الشرعية في الأزهر الشريف، على خلفية معرفته بأهل مصر كون أنه حج معهم مرتين في رحلة المحمل.

سليمان الحلبي

سليمان الحلبي

يقول خير الدين الزركلي في كتابه الأعلام «قطع دراسته في الأزهر وعاد إلى حلب حين علم أنّ أباه مريض ولكنه بعد أن اطمأن على صحة والده رجع لاستكمال تعليمه، وفي طريق عودته إلى أرض الكنانة عرج سليمان على مدينة القدس ومنها سافر إلى غزة فوصلها في أوائل شهر إبريل 1800م، وكانت ثورة القاهرة الثانية قد باءت بالإخفاق، ووردت الأخبار عن فظائع الفرنسيين في قمعها مما أوقد في النفوس نار الثأر لشعب مصر والدفاع عن حريته وكرامته».

سليمان الحلبي واغتيال كليبر .. قصة الحادث

سليمان الحلبي يقتل كليبر

سليمان الحلبي يقتل كليبر

بدأت عملية اغتيال كليبر التي ساقها الجبرتي بقوله «وقعت نادرة عجيبة وهي أن ساري العسكر كليبر كان مع كبير المهندسين يسيران بداخل البستان الذي بداره في الأزبكية فدخل شخص حلبى وقصده فأشار عليه بالرجوع، وقال له: “مافيش” وكررها فلم يرجع وأوهمه أن له طلب وحاجة مضطر لقضائه، فلما دنا منه مد إليه يده اليسرى كأنه يريد تقبيل يده، فمد إليه الآخر يده فقبض عليه وضربه بخنجر كان أعده في يده اليمنى أربع ضربات متوالية، فشق بطنه وسقط على الأرض صارخاً، فصاح رفيقه المهندس فذهب إليه وطعنه أيضاً وهرب».

المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي

المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي

وأكمل الجبرتي وصف هول اليوم بقوله «خاف أهل القاهرة من انتقام الفرنسيين، وظلوا يفتشون على القاتل ووجدوه مختبئ فى البستان المجاور لبيت ساري العسكر كليبر المعروف بغيط مصباح بجانب حائط متهدم».

ملف قضية سليمان الحلبي واغتيال كليبر .. ما الأسباب ؟

كليبر - سليمان الحلبي

كليبر – سليمان الحلبي

حتى الآن لم يُحْسَم السبب الذي جعل سليمان الحلبي يقتل كليبر، خاصةً وأن البحث عن الدوافع التي جعلته ينفذ حادث الاغتيال، تناولتها كتب التاريخ في سياق الجهاد تارة، وسياق المحبة للمصريين تارة أخرى.

رسمة اغتيال كليبر

رسمة اغتيال كليبر

كان الدافع الأول هو تحريض أحمد أغا، والي القدس لـ «سليمان الحلبي» وذلك بسبب الهزيمة التي تلقاها الوزير العثماني يوسف باشا في معركة المطرية، وكان أحمد أغا من المقربين للدولة العثمانية ووزيرها الأعظم.

اغتيال كليبر

اغتيال كليبر

وفي هذا يقول الجبرتي «سُئل -: لأيِّ سبب حضر مَن غزة؟ فجاوب: لأجل أن يَقتُل ساري عسكر العام، فانسأل مَن الذي أرسله لأجل أن يفعل هذا الأمر؟ فجاوب أنه أُرسل من طرف أغات الينكجرية، وأنه حين رجع عساكر العثملي مِن مصر إلى برِّ الشام أرسلوا إلى حلب بطلب شخص يكون قادرًا على قتل ساري عسكر العام الفرنساوي، ووعدوا لكل مَن يَقدر على هذه المادة – أي: على هذا الأمر – أن يُقدِّموه في الوجَّاقات – أي: يُصبِح مُقدَّما في الجيش العثماني – ويُعطوه دراهم، ولأجل ذلك هو تقدَّم وعرض روحه لهذا».

غلاف التحقيق مع سليمان الحلبي

غلاف التحقيق مع سليمان الحلبي

رواية الجبرتي فيها بعض الخلل، لأن الجبرتي نقلها بترجمة أبرز مترجمي الحملة الفرنسية وهما براسفيش، ولوماكا، وفي ترجمتهما إشارة إلى مكاسب شخصية أرادها سليمان الحلبي، وكان هدف الفرنسيين في هذه الترجمة هو تشويه سليمان الحلبي نفسه.

مذكرات نقولا الترك

مذكرات نقولا الترك

أما الدافع الثاني وهو الجهاد، فذكره المعلم نقولا الترك في كتابه «الحملة الفرنسية على مصر والشام»، وربما هذا الدافع يعتبر الأقوى، لكن الحقيقة أن هناك مصلحة إنسانية تخص سليمان الحلبي وفق كتاب عجائب الآثار للجبرتي، وكانت هذه المصلحة هي رفع الظلم عن والده في حلب.

اغتيال كليبر - رسمة

اغتيال كليبر – رسمة

يؤرخ الجبرتي في هذا قائلاً «ثم إنه عند أحمد أغا ثاني يوم، أن الأغا وقتها قال له: إنه محبُّ إبراهيم باشا – يقصد أن علاقته به على ما يرام – وأنه ما يقصِّر، ويوصيه في راحة أبيه، ولكن بشرط أن يروح يقتل أمير الجيوش الفرنساوية، ثم في ثالث ورابع يوم كرَّر عليه أيضًا هذا السؤال، وحالا أرسله إلى ياسين أغا في غزَّة لأجل أن يُعطي له مصروفه».

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*