تقرأ في هذا التقرير « فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق هل قيلت هذه الجملة، مصدر المقولة وحقيقة وجوده في التاريخ، المقولة الصحيحة ولماذا قالها الإمام علي بن أبي طالب».
كتب | وسيم عفيفي
كتب اللاعب المصري الشهير محمد أبو تريكة تغريدة عبر صفحته الرسمية بموقع تويتر عقب أزمة اللاعب عمرو وردة قال فيها «قال علي ابن أبي طالب: إن كان لا بدّ من العصبية، فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال».
وجاءت تغريدة اللاعب محمد أبو تريكة بعد قرار الاتحاد المصري لكرة القدم بتخفيف العقوبة عن عمرو وردة وإعادته إلى معسكر المنتخب المصري المشارك في بطولة كأس الأمم الأفريقية والمقامة في مصر، على أن يقتصر قرار استبعاده على مباريات الدور الأول فقط في البطولة.
هل قيلت مقولة فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق ؟
تاريخيًا فإن الإمام علي بن أبي طالب لم يقل فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق، وإنما الجملة المروية عنه هي «فليكن تعصبكم لمكارم الخصال» وكلمة الخصال تعني الصفات.
اقرأ أيضًا
حكاية حفيد الإمام علي بن أبي طالب ” الذي تسبب في ظهور الرافضة
وجاءت مقولة فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ضمن نصائح الإمام علي بن أبي طالب في خطبة معروفة باسم «الخطبة القاصعة» وسميت بهذا الاسم لأن قاصعة تعني التحقير وفيها قام الإمام علي بن أبي طالب بتحقير المتكبرين.
مصدر مقولة فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق
لم يوجد نص واحد فيه مقولة فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق وإنما فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، وهي مروية في كتاب نهج البلاغة أحد أهم الكتب المنسوبة إلى الإمام علي بن أبي طالب لدى الشيعة وبها خطبه ورسائله ونصائحه جمعها الشريف الرضي وشرحه علماء كثر من الشيعة والسنة ولعل أبرز رموز العلماء السنة الذين شرحوه هو الشيخ محمد عبده.
شكك كثيرون في نسب الكتاب إلى الإمام علي بن أبي طالب، حيث أنه جُمع بعد وفاته بـ 400 سنة دون سند بين الشريف الرضي والإمام علي بن أبي طالب، بالإضافة إلى وجود كلمات عربية لم تكن معروفة في عصر صدر الإسلام أو الخلفاء الراشدين.
كما شكك علماء التاريخ في غالبية خطب الإمام علي بن أبي طالب الموجودة في الكتاب كون أنه هاجم في بعضها السيدة عائشة بشراسة وقام بسب عمرو بن العاص بأقذع الألفاظ كما اشتمل على تطاول مس بعض الصحابة، رغم وجود خطب فيها مدح لنفس الأشخاص مما يجعل الكتاب يحكم على الإمام علي بن أبي طالب بالتناقض !.
وقد اهتم الإمام الذهبي في كتابيه ميزان الاعتدال وسير أعلام النبلاء بحقيقة الكتاب فقال «ومن طالع كتاب نهج البلاغة؛ جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي، ففيه السب الصراح والحط على أبي بكر وعمر، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة، والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة، وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين، جزم بأن الكتاب أكثره باطل».
وقال الإمام الذهبي أيضًا في سير أعلام النبلاء «كتاب نهج البلاغة، المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه، ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطل، وفيه حق، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها، ولكن أين المنصف؟!».