تقرأ في هذا التقرير «حرائق حارة اليهود، أغرب قصة عن حارة اليهود، أول أعمال الحرائق في حارة اليهود، شائعات وحقائق عن حارة اليهود».
كتب: وسيم عفيفي
اندلع حريق عصر 3 مايو سنة 2019 جهة عمارة الشابوري في حارة اليهود، وأجرت قوات الحماية المدنية أعمالها لإخماد النيران؛ ليكون حادث اليوم ضمن سلسلة من الحرائق التهمت الحي الأثري خلال 71 سنة لأسباب مختلفة، حيث كانت قديمًا جراء العنف والإرهاب وحاليًا بسبب الإهمال أو الأخطاء البشرية الكهربائية.
حرائق حارة اليهود .. بذرة سنة 1945 م
كانت بذرة العنف في حارة اليهود خلال الذكرى الـ 28 لوعد بلفور، حيث نظمت جماعة الإخوان المسلمين وعناصر من حزب مصر الفتاة مظاهرات احتجاجية في القاهرة والإسكندرية.
اقرأ أيضا
«أفظع حرائق مصر» 300 حادث خلال 8 قرون .. أعنفهم كان من 848 سنة
استغرق الشغب 30 ساعة، أسفر عن مصرع 5 خمس يهود مصريين، وضابط مسلم في الإسكندرية، أما على نطاق القاهرة فاندلعت حرائق حارة اليهود التي أصيب فيها 60 يهوديًا مصريًا، ووصل العنف إلى منطقة الضاهر فاحترق معبد نسيم أشكنازي؛ ولم تسلم الممتلكات القبطية من العنف حيث احترقت مدرسة تابعة للكنيسة اليونانية الأرثوذكسية.
رفض القصر الملكي وحكومة النقراشي أعمال العنف لكنهم حملوا الصهاينة في فلسطين الذين يحرضوا على الهجرة من رد الفعل.
اقرأ أيضا
وثائق تراثيات| خطاب حسن البنا الذي منع النقراشي وصوله إلى الملك
تفاقم الصدام بين النقراشي والإخوان سنة 1948 م الذي شهد أسوأ حرائق حارة اليهود على الإطلاق.
العام 1948 م حرب فلسطين تنتقل إلى القاهرة
ازدات حرائق حارة اليهود في العام 1948 م وحصدت أرواح 70 شخصًا بعد أشهر من وقوع الحرب بين الجيوش العربية والكيان الصهيوني، فوقع حريق جراء انفجار في يونيو داخل الحارة أسفر عن مقتل 22 يهوديًا وإصابة 41 آخرين.
دخلت إسرائيل على الخط فقامت في الخامس عشر من يوليو بقصف حي سكني داخل القاهرة خلال شهر رمضان ردًا على الانفجار، فازدادت حرائق حارة اليهودي بانفجار قنابل في أكثر من متجر، كما جرت عمليات انتقامية بتفجير آخر في حارة اليهود ردًا على اغتيال الصهاينة لوسيط الأمم المتحدة بالقدس، وخلفت أعمال العنف هذه 19 قتيلاً من اليهود المصريين.
القرن الحادي والعشرين .. أول حرائق حارة اليهود
كانت أولى حرائق حارة اليهود خلال القرن الـ 21 في سبتمبر سنة 2014 م، وبحسب بيان وزارة الداخلية فقد تمكنت قوات الحماية المدينة بالقاهرة من السيطرة على حريق شب فى عشرات المحلات بحارة اليهود بمنطقة الجمالية، دون معرفة أسباب الحريق، ودون وقوع أى إصابات.
شائعات حول حارة اليهود
تأتي على رأس الشائعات في حارة اليهود أن كل من جمال عبدالناصر و موشيه ديان كانا من سكان الحارة في منزلين مقابل بعضهما البعض، والمتأمل للمسيرة الحياتية للشخصيتين ديان وعبدالناصر، يجد أن الاثنين ليس لهما أي صلة بحارة اليهود أصلاً .
اقرأ أيضا
موقع تراثيات ينفرد بنشر المقال الذي أنقذ جمال عبدالناصر من الإحراج
جمال عبدالناصر ذا الجذور الصعيدية من أسيوط ولد في الإسكندرية سنة 1918 م ، لوالد ليعمل وكيلا لمكتب بريدد باكوس بالإسكندرية ، وكان سكنهما منزل والده- رقم 12 شاعر الدكتور قنواتي بحي فلمنج، ومن العام 1918 م حتى العام 1933 م ظل عبدالناصر في الإسكندرية لينتقل إلى حي الخرنفش أحد المناطقق المتفرعة في شارع المعز بزمام منطقة الجمالية.
الحقيقة الثابتة في هذا الأمر أن صاحب المنزل هو من كان يهودياً ، لكن المنزل نفسه لم يكن في حارة اليهود لبعدها عن حي الخرنفش أصلاً.
وحقيقة سكن موشيه ديان في حارة اليهود لا تمت للتاريخ بصلة ، فالسيرة الرسمية له في الكيان الصهيوني فضلا عن مذكراته هو شخصياً قال أنه لم ينزل مصر قبل العام 1967 م.
نظلة ليفي .. صاحبة أغرب قصة
معروف لدى الكثير الموقف الشهير للقسيس سيرجيوس أشهر كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى القرن العشرين والذي اعتلى منبر الأزهر الشريف ليحذر من الفتنة الطائفية..وكان هذا من أشهر المشاهد في الأزهر الشريف، لكن هناك مشهد آخر غير شهير هو مشهد السيدة الإسرائيلية التي ألقت خطابا في الأزهر.
في 16 إبريل سنة 1919م ذهبت اليهودية المصرية نظلة ليفي إلى المسجد الأزهر بالقاهرة لتخطب في الناس وكانت ترتدي زيا محتشما يليق بمقام الأزهر الشريف وبمكانة أكبر ثورة مصرية ضد المستعمر الانجليزي.
كان الشيخ أحمد الحملاوي من أئمة وعلماء الأزهر الكبار يسير إلى جوارها ويصاحبهما أحد القساوسة الكبار من الكنيسة الأرثوذكسية ووقف الثلاثة أمام آلاف الحاضرين.
وتحدثت السيدة نظلة بطلاقة تركز حديثها على الوحدة الوطنية وحثت الناس على التمسك بها والرباط عندها لأنها القادرة وحدها على طرد الانجليز من مصر.
كانت كلمة إسرائيلي معروفة في مصر كتعريف لإصحاب الديانة اليهودية وكان أصحابها معروفون بالطائفة الإسرائيلية نسبةً للنبي يعقوب عليه السلام، ولكن تغير ذلك بعد قيام دولة صهيونية في فلسطين تتسمى باسم إسرائيل.