تقرأ في هذا التقرير « أغنية الحق يا خضر، إنشاد الصوفية المسلسلات التركية لماذا ؟، حكاية خضر موسى وخضر شاكر بيلي،النورسية كلمة السر»
كتب: وسيم عفيفي
طرحت قناة شركة Kalan Müzik الراعية الرسمية لأغاني وموسيقى مسلسل المافيا التركي قطاع الطرق لن يحكموا العالم، أغنية الحق يا خضر، إحدى إنشاد الطريقة النورسية الصوفية وغناها المطرب دودان أوزار بعد سنوات من أداء المطربة التركية إلفان سبفيم لها.
إنشاد الصوفية ومسلسل المافيا .. إيه اللي ودى القلعة جنب البحر
جاءت أغنية الحق يا خضر لتكون الإصدار الصوفي الأول في مسلسل قطاع الطرق لن يحكموا العالم والأغنية ذات النمط الديني الثانية في موسيقى العمل بعد موسيقى «الوحيد» التي امتزج فيها الحزن بالأذان التركي.
ولاقت أغنية الحق يا خضر تفاعلًا كبيرًا في الحلقة 134 على قناة ATV في المشهد الذي يجمع بطل المسلسل أوكتاي كاينارجا «خضر» مع عدوه زكي ويهم بقتله في المشهد الذي استعان بهذا الإنشاد.
تهتم الأعمال التركية باستلهام الإنشاد الصوفية في أعمال المافيا كون أنها تُحَوَّل إلى أعمال راقية في خدمة الوطن والناس، وتدل كلمات أغنية الحق يا خضر على ذلك، خاصةً في ظل تعلق الأتراك القديم بالصوفية.
تناقش كلمات الحق يا خضر مسألة استباحة دماء النساء والأطفال من المسلمين دون رادع لعدوهم فيتم التوسل إلى الله بالخضر والذي اهتمت به الطريقة النورسية عبر رسائل النور التي وضعها الشيخ المؤسس سعيد النورسي ثم صارت الأغنية من التراث العلوي.
وتقول الكلمات بالعربية
حـــي .. حــــــي .. حــــــي
يا خضر يا خضر يا خضر يا خضر
الحق يا خضر
يا خضر يا خضر يا خضر يا خضر
لماذا مسلسل قطاع الطرق لن يحكموا العالم مختلف ؟
لا يعلم كثيرون أن الثنائي «أوكتاي كاينارجا» و «راجي شاشماز»؛ هما اللذين ساهما في الطفرة التي تشهدها مسلسلات تركيا خلال الـ 15 سنة الماضية، حيث أن الممثل أوكتاي كاينارجا أدى شخصية «سليمان شاكر» في مسلسل وادي الذئاب والذي أنتجه وكتبه وأخرجه راجي شاشماز، وعلقت هذه الشخصية في أذهان المشاهدين حين بدأت القنوات العربية تدبلج المسلسلات التركية.
المتابع الجيد لـ «راجي شاشماز» باعتباره سيناريست ويقارنه بكل مؤلفي المسلسلات التركية، يجد أنه الأفضل والأول نظراً لنجاحه في تسويق «الأكشن التركي» ونجح في منافسة الأعمال الرومانسية، فضلاً عن أنه رغم تأييده الواضح للدولة التركية والحكومة، إلا أنه يوجه انتقادات لاذعة، ويعد راجي شاشماز هو المؤلف الذي وضع بذرة الأعمال السياسية في مسلسلات تركيا.
انسحاب المخرج والكاتب والمنتج راجي شاشماز من «وادي الذئاب»، أثر كثيراً في شكل نمط المسلسلات التركية، كون أن راجي ليس مثل شقيقه نجاتي بطل المسلسل «مراد علمدار»، حيث يرى أن الدراما يجب أن تدعم الدولة لكن دون توجيهٍ من الدولة.
عقب انسحاب راجي شاشماز وانفصاله عن أخيه نجاتي شاشماز بدأ يغير نظرة الدراما التركية للدولة وأظهر ذلك مسلسله «قطاع الطرق لن يحكموا العالم» والذي تحاشى الاقتراب من دعم أردوغان إلى دعم «الدولة التركية»، وأظهر أن الثأر يمكن أن يأتي به رجل مافيا مثل «خضر شاكر بيلي»، وليس أخذ الحق حكراً على يد «رجل الدولة».
https://www.youtube.com/watch?v=Vhc49U1pj0w
عقب مسلسل قطاع الطرق لن يحكموا العالم تغيرت الأيديولوجية الفكرية في المسلسلات التركية، فتجد كلمة «الوطن» أو «الدولة» في كافة المسلسلات، وأظهرت المسلسلات الضابط التركي في شخصية الهيرو دون نقاط ضعف في تدريبه، مثل مسلسل «وادي الذئاب»، ومسلسل «العهد»، كما أظهرت كل ما هو غير تركي في شكل الضعيف المحتاج للمنقذ ولا منقذ سوى تركيا.
رغم كل المزايا الفنية التي اتسم بها مسلسل «قطاع الطرق لن يحكموا العالم»، إلا أنه ساهم في تضليل الرأي العام التركي بشأن الوضع الاقتصادي للدولة والليرة التركية.
الدليل على ذلك ما جاء في آخر الحلقة السابعة والثلاثين من الجزء الأول (توقيت المشهد 1:31:55) حيث جمع المشهد بين كلٍ من «أوكتاي كاينارجا» ـ خضر شاكر بيلي رجل المافيا ـ وابن شقيقه «يونس إمرة يلدريم» ـ ألب أصلان ـ، و«هاكان كاراهان» ـ أوزار تاجر السلاح ـ، بصحبة «إركان إيكير» ـ رئيس ملف تركيا في الـ CIA ـ.
طالع أيضا
“عباس فارس” تزوج شقيقتين أجنبيتين واعتنقا الإسلام من باب الصوفية
أراد راجي شاشماز من خلال هذا المشهد إظهار كيف يفكر الأمريكان في الاقتصاد التركي، حيث يطلب رجل الـ CIA من خضر شاكر بيلي أن يودع مليار دولار في بنوك تركيا وينتظر تعليمات الـ CIA والتي ستأتي لتطلب منه سحب هذا المبلغ من بنوك تركيا الحكومية وإيداعها في بنوك أوروبا لإحداث أزمة اقتصادية، في مقابل أن تزداد ثروته إلى 100 مليار دولار.
يرفض خضر شاكر بيلي هذا العرض حيث أنه وإن كان رجل مافيا وتاجر سلاح، لكنه رجل وطني يحب دولته ولا يقبل بهذا العرض، أما ابن شقيقه ألب أصلان يقبل على الفور ولما يستغرب عمه من قبوله يعلل ألب أصلان بقوله «سآخذ الـ 100 مليار دولار وأسدد دين بلدي».
رغم الروعة الفنية في الموسيقى التصويرية والتمثيل، واعتراف المسلسل بديون تركيا، لكن كان هذا المشهد تحديداً هو العامل الأبرز في تضليل الوعي العام التركي حيث أنه وصف رجال المخابرات ـ ألب أصلان هو ابن اخت رئيس المخابرات ـ، أنه يمكن أن يخدع الـ CIA بينما الذي حدث في الواقع عكس ذلك.