الرئيسية » حكايات فنية » أول مؤلف للسلام الوطني المصري .. لم يكن الرافعي أو يونس القاضي
أول مؤلف للسلام الوطني المصري

أول مؤلف للسلام الوطني المصري .. لم يكن الرافعي أو يونس القاضي

كتب | وسيم عفيفي

لم يظلم أول مؤلف للسلام الوطني المصري حياً فقط، وإنما أيضا ظُلِم ميتاً، فلم يعد يعرفه أحد الآن رغم أن السلام الوطني المصري كان له هدف واحد وهو أن يكون النشيد وطنيا خالصا في كلماته وعلى صعيد الألحان تكون حماسية تلهب مشاعر الجماهير، وهي القاعدة التي استقرت عليها كافة دول العالم منذ اختراع النشيد الوطني الهولندي ـ أقدم الأناشيد الوطنية على مستوى العالم.

إقرأ أيضا
بالفيديو و الصور .. 8 مساهمات مصرية في الأناشيد الوطنية للدول العربية

ساهمت التغيرات السياسية داخل الوطن العربي في تغيير الأناشيد الوطنية حسب المزاج التاريخي والجغرافي في كل دولة خاصة بعد انتهاء التبعية العربية للدولة العثمانية، والتي أسفرت عن تقسيم الدول العربية إلى 22 دولة صار كل دولة لها نشيدها الخاص بها، ولمصر في الأناشيد الوطنية 8 بصمات ” 5 ألحان ، و مؤلفان ، و مغنية ” لـ 6 دول عربية.

تاريخ السلام الوطني المصري لم يبدأ مع محمد علي

محمد علي

محمد علي

على غير ما يتصور الكثيرين، فإن أول نشيد تم اتخاذه كـ سلام وطني للدولة المصرية لم يكن في عصر محمد علي؛ وإنما جاء مع عهد الخديوي إسماعيل.

محمد علي و الخديوي إسماعيل

محمد علي و الخديوي إسماعيل

الفارق بين الباشا والخديوي أنه في عصر محمد علي باشا كان هناك نشيد للجيش للمصري والذي كتبه رفاعة رافع الطهطاوي، أما في عهد الخديوي إسماعيل فقد كان بالألحان فقط ولم يكن يحتوي على أبياتٍ شعرية وقام بوضع الألحان جوزيبي فيردي ملحن أوبرا عايدة.

أول مؤلف للسلام الوطني المصري ليس الرافعي

مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق الرافعي

الرواية الرسمية للنشيد الوطني المصري تقول أن نشيد “اسلمي يا مصر” الذي ألفه مصطفى صادق الرافعي، ولحنه صفر علي وكان هو النشيد الوطني في الفترة من 1923 حتى 1936، ويستخدم النشيد حاليا كنشيد لكلية الشرطة في مصر.

الشاعر علي الغاياتي

الشاعر علي الغاياتي

الحقيقة التاريخية هي أن مؤلف أول نشيد وطني هو الشاعر الوطني علي الغاياتي، ولم يكن يدري أنه سيتم سجنه بسبب هذا النشيد؛ حيث أنه في عام 1908 م، فوجئ المصريون سنة 1908 أثناء زيارة وفد روماني إلى القاهرة بأن بروتوكول الترحيب بالضيوف يحتوي عزف النشيد الوطني الروماني فبحثوا عن نشيد مصري مواز فلم يجدوا، فتبنوا بتوجيه من محمد فريد زعيم الحزب الوطني، نشيدا كتبه الشاعر علي الغاياتي ضمن ديوان من الأغاني الوطنية يقول ” نحن للمجد نسير.. ولنا الله نصير.. ليس يثنينا نذير.. عن بلاد تستجير.. وعباد في حداد.. كيف نرضي بالممات.. وزمان الموت فات.. إنما الدستور آت.. فعلينا بالثبات.. عند آمال البلاد.. نحن للمجد نسير”.

أول مؤلف للسلام الوطني المصري

أول مؤلف للسلام الوطني المصري

أغضب هذا النشيد النظام المصري والذي كان ينفذ أوامر الإنجليز، فتمت مصادرة ديوان وطنيتي، وألقي القبض على الزعيم محمد فريد ومعه الشاعر علي الغاياتي وتم سجنهما.

ما قبل السلام الجمهوري الحالي

مثلما تغير العلم كان للسلام الجمهوري نصيبه أيضاً من التغيرات بعد إنهاء الملكية في 1952 م، فكان أول ما تم اتخاذه هو قصيدة “كنت في صمتك مرغم” والتي كتبها كامل الشناوي ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وقد استعمل هذا النشيد كجزء من نشيد الجمهورية العربية المتحدة بعد الوحدة مع سوريا سنة 1958 ولا يزال لحنه مستعملا إلى اليوم لنشرة أخبار إذاعة صوت العرب بالقاهرة.


وفي سنة 1960 صدر القرار الجمهوري رقم 143 باتخاذ سلام وطني جديد هو المؤسس على لحن كمال الطويل لنشيد والله زمان يا سلاحي من كلمات الشاعر صلاح جاهين لكوكب الشرق أم كلثوم وهو النشيد الذي نال شعبية كبيرة في عام 1956 خلال ظروف العدوان الثلاثي على مصر، ولم تكن هناك كلمات مصاحبة للحن، لذا كان يطلق عليه اسم “السلام الجمهوري” وليس النشيد الجمهوري.

يونس القاضي

يونس القاضي

ظل لحن “والله زمان يا سلاحي” هو السلام الجمهوري حتى عام 1979 م، وقد استعمله العراق أيضا كنشيد وطني في الفترة من 1965 حتى 1981 والتي كانت تطمح إلى تكوين دولة عربية موحدة من مصر والعراق.

في عام 1979 صدر القرار الجمهوري رقم 149 بتعديل السلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية إلى نشيد بلادي بلادي الذي كتبه الشيخ يونس القاضي متأثراً بكلمات لمصطفى كامل ولحنه سيد درويش وأعاد توزيعه محمد عبد الوهاب وظل النشيد سارياً إلى الآن.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*