“صفا الجميل”، الذي لعب دور الكومبارس في السينما، وارتضى أيضا أن يقف بجوار من أحبها كومبارسًا سعيدًا.
ولد صفا الجميل، في القاهرة في الشهر الذي يتم فيه الاحتفال بالفالنتين في 7 فبراير 1907، واسمه الحقيقي “صفا محمد”، اكتشفه الموسيقار “محمد عبدالوهاب” وقدمه في فيلم “دموع الحب” عام 1935، بعدها وجد فيه الفنان “نجيب الريحاني” موهبة كوميدية فقدمه في فيلم “سلامة في خير” عام 1937، ثم توالت أفلامه، رغم إعاقته، مثل “سلفني 3 جنيه” عام 1939، و”غزل البنات” عام 1949 وغيرها.
كان كثير من الفنانين يتفاءلون به، ويستبشرون بوجهه كثيرًا، ومن هؤلاء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، فقد حدث مرة أن كان عبدالوهاب يقوم بتسجيل بعض أغانيه، ولوحظ في ذلك اليوم أن عبدالوهاب اضطر لإعادة تسجيل أغنية واحدة عدة مرات خلال عشر ساعات، ولم يكن راضيا عن التسجيل، فتذكر صفا وأرسل لإحضاره، وعندما دخل صفا الأستوديو، بدأ كل شىء يسير على ما يرام وتم التسجيل على أحسن ما يكون.
ومن طرائف صفا الجميل، أنه ذكر أنه أحب لأول مرة في حياته ليلى مراد حين قابلها أثناء العمل في فيلم يحيا الحب، وأنه أوشك في أكثر من مرة أن يعرض عليها الزواج، لكنه كان يتذكر دائمًا أنه دميم الوجه، كما يقول، فيربط لسانه ولا يستطيع أن يصرح لها بحبه، ويفضل أن يحبها في صمت.
وقد أجمع أصدقاء صفا الجميل الذين اعتادوا أن ينادوه “صفصف” بأنه كان طيب القلب عزيز النفس، كما أجمعوا أنه لم يكُن مُعاقاً ذهنياً كما قد توحي طريقة كلامه، بل إن صحفيًا قد سأله ذات مرة عن وجهه “غير الوسيم”، فرد ردًا ينُم عن بديهة حاضرة قائلاً: “أنا مبسوط كدة، مش يمكن يعملوا مسابقة عن أوحش رجل فى العالم وربنا يكرمنى وأكسبها؟!”.
ومن طرائفه أيضًا أنه قال، إن حبه لأسمهان بعد ذلك أنساه حب ليلى مراد، لأنه كان يعتقد أن أسمهان كانت تبادله الحب، وذلك لأنها كانت تحرص على وجوده معها أثناء عملها في الأستوديو، وقد توفي الفنان صفا الجميل في 27 يونيو سنة 1966 م.