كتب ـ وسيم عفيفي
كان من المفترض أن يكون الممثل شالوم أحد أهم أعمدة السينما المصرية في مجال الكوميديا بجيل الثلاثينيات
ليدخل حيّز التنافس مع علي الكسار و نجيب الريحاني ، إلا لأنه يهودي ظُلم بسبب الصهاينة وكره العرب والمسلمين لهم ، تم طمس تاريخه بالكامل وندرت المعلومات عنه .
ولد في 8 نوفمبر سنة 1900 لأسرة يهودية سكنت الإسكندرية
ظل حاله مثل حال أي يهودي مصري يعمل ويكد ويجتهد
إلى أن تعرف على المخرج توجو مزراحي وقدمه للسينما عام 1930 في فيلم الكوكايين
والذي تدور قصته حول عامل يحب زوجة صديقه ويحاول استمالتها إليه، لكنها تصده وتذكره بما تمليه عليه الصداقة ، لكنه لا يقنع بينما يظهر ذلك للزوجة ، ويدفعه حقده على الزوج ورغبة الانتقام من الزوجة أن يدبر لإيقاع الزوج فى براثن إدمان الكوكايين، يبدأ الزوج فى الانهيار ثم تنهار الأسرة كلها، لكن الزوج المدمن لا يكف حتى يصل به الأمر إلى قتل ابنه وينتبه إلى ما آل إليه حاله لكن بعد أن فات الأوان ، يودع السجن ويحكم عليه بالسجن المؤبد.
ويلقى الصديق الخائن مصيره من السماء حين يسقط من فوق إحدى السقالات أثناء عمله فيلقى مصرعه
عُرض هذا الفيلم أولا في الاسكندرية باسم “الهاوية ” ثم عرض في القاهرة في ٢ فبراير ١٩٣١، ولكن تحت اسم جديد وهو “الكوكايين “.
ثم يبدأ مشوار الفني القصير وكان هو البطل في كل أفلامه وكانت افلامه هي
” 5001 ” انتاج انتاج عام 1932 للمخرج توجو مزراحي والممثلة دولت أبيض
ثم فيلم ” المندوبان ” عام 1934 مع فؤاد الجزايرلي
وفيلم ” شالوم الترجمان ” عام 1935 وفيلم ” الرياضي ” عام 1937 م
ثم تُختتم مسيرته الفنية بإحدى أشهر وأهم أدواره واستكمالاً لثنائيته ” شالوم وعبده “
بفيلم ” العز بهدلة ” مع أحمد الحداد وبهيجة المهدي سنة 1937 والذي يحكي عن طبيعة المجتمع المصري في هذه الفترة من خلال قصة تدور حول شالوم بائع يانصيب
وعبده صبى الجزار وتربطهما صداقة كبيرة جعلتهما يقطنان سويًا فى مسكن واحد
وفى نفس المنزل تسكن عائلة “استر ” خطيبة “شالوم ” وعائلة “أمينة ” خطيبة “عبده “
وفي ذات يوم يموت صاحب محل الجزارة تاركًا “لعبده ” الدكان وكل ما يملكه من مال، فما كان من عبده إلا أن قسم التركة بينه وبين صديقه شالوم يساعدهما هذا الحادث على الزواج كل بخطيبته ، فأصبح عبده صاحب محل جزارة بينما شالوم أصبح صاحب محل صرافة ، وذات يوم تتيح الظروف لشالوم شراء كمية من الأسهم المالية القديمة بثمن بخس جدًا وبعد فترة ترتفع قيمة هذه الأسهم ارتفاعًا كبيرًا ، يصبح شالوم مليونيرًا ويشارك عبده فى جميع أمواله ردًا للجميل، وتحصل لعبده وشالوم مفاجآت يفقدان خلالها ثروتهما ويعودان إلى عشهما السابق راضيين بحالتهما الأولى ويؤمنان أن العز بهدلة
كان شالوم يتمتع بخفة دم غير طبيعية ورائع بل أكثر من رائع فنان بالفطرة وليس مصنوع ولأسباب طائفية بحتة تم طمس تاريخه ومع بدء فتور العلاقات بين المصريين واليهود يعتزل شالوم العالم كله ولأنه لم يتحمل الصدمة حيث أحس بأنه منبوذ في مجتمعه سافر إلى روما ، ولم ينصفه شيء إلا وفاته حيث أنه توفي في نفس يوم اعلان قيام الكيان الصهيوني في فلسطين يوم 14 مايو 1948 م