الرئيسية » حكاوي زمان » حينما كانت “تونس” سبباً في تحرير عبيد “أمريكا”

حينما كانت “تونس” سبباً في تحرير عبيد “أمريكا”

كتب – وسيم عفيفي
شهدت أمريكا حرباً أهليةً ضروس لمنع الجنوبيين من الإنفصال ، و كانت هذه الحرب هي همزة الوصل بين عبودية الزنوج للبيض ، وتحريرهم من الرق .
كان الأول من يناير لعام 1863 م ، هو التنفيذ الفعلي لقرار أبراهام لنكولن سنة 1862 م والذي يقضي بتحرير كافة العبيد الموجودين في بولايات التمرد .
و أصدر أبراهام لنكولن في سبتمبر من سنة 1862 ميلادية إعلان تحرير العبيد الموجودين في ولايات التمرد ، على أن يتم تحرير العبيد فعلياً في 1 يناير سنة 1863 ميلادية .
كان الدافع وراء خطوة لنكولن هو إلهام العبيد بأهمية الاتحاد .

أبراهام لنكولن و العبيد

أبراهام لنكولن و العبيد

لكن قرار لنكولن وإن كان غير طبيعة الحرب الأهلية وتسبب في قبول السود بجيش الإتحاد ، لكنه لم يكن خالياً من العيب ، إذ أنه لا ينطبق إلا على الولايات المنفصلة دون مواجهة الرق في الولايات المتحدة .
حتى يتم تنفيذ فكرة تحرير عبيد الجنوب الأمريكي ، كان لابد من التعرف على طريقة مواجهة الرق .
فلجأ لينكولن إلى تونس لتساعده في ذلك .

تتويج لنكولن عند مدخل الكونجرس

تتويج لنكولن عند مدخل الكونجرس

طوعت أمريكا كل ما بيدها من حجج وطرق لاستئناس التجارب الدولية الأخرى في قضية تحرير العبيد ، فأرسلت أمريكا أموس بري قنصلها في تونس ، برسالة مستعجلة إلى الجنرال التونسي حسين رئيس المجلس البلد لتونس و أحد رواد المشروع الإصلاحي التونسي الذي أطلقه خير الدين التونسي .

الجنرال حـسين

الجنرال حـسين

كان مطلب الرسالة هو التعرف على منافع قانون تحرير العبيد في تونس ، فحرر الجنرال حسين رسالة موجزة كافية لشرح كيفية إلغاء العبودية ، مسهباً في سرد وصايا القرآن و السنة في ذلك .
تحركت الرسالة من قنصل تونس إلى وليام إيتش سيوارد وزير الخارجية ، والذي أوصلها بدوره إلى أبراهام لينكولن ، فأعجب بها و أمر بإعادة طبع نصها كاملاً ونشرها على أوسع نطاق .
زلزال فكري بجانب الهزات السياسية واجهته كافة الأطياف الفكرية في أمريكا ، فنوقشت رسالة الجنرال حسين بالصحف الأمريكية وتخليداً لها فقد تحولت إلى كتيب صغير في مكتبة جامعة هارفارد الأمريكية .
كانت علل الجنرال حسين معتمدةً على مقاصد الشريعة الإسلامية التي تولي اهتماماً بضرورة الحرية لا الاستعباد ، فضلا عن أن تفشي وجود الخدم والعبيد يساعد على انتشار الكسل والبطالة .
واعتبر الجنرال حسين أن البلدان التي فيها عموم الحرية أعمر من غيرها كون نتيجة فعل الإنسان المخيّر أربح وأبرك من نتيجة فعل “العبد” المجبور.
وفي رسالته ذكر قصة معبّرة وقعت له في فرنسا حيث قال
“كنت حضرت مرة في أيام الكرنفال سنة 1856 بالأوبرا الكبيرة بباريس ومعي غلام أسود، فما راعني إلا أن رأيت رجلاً أمريكانياً وثب عليه وثوب القطة على الفأرة وأراد أن يأخد ثيابه قائلاً ولسانه يتلجلج من سطوة النشوتين: ما يفعل هذا “العبد السوداني” بصالون نحن فيه؟ ومتى مكن “العبيد” من مجالسة الأسياد.
فأخذت الفتى السوداني البهتة إذ لم يكن يدري ما يقول، ولا علم لماذا يجـــول ذلك الرجل ويصول، فدنوت منهما وقلت للرجل: يا حبيبي هون على نفسك، فإنما نحن بباريس ولسنا بريشموند!”.

صفحة 1 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

صفحة 1 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

صفحة 2 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

صفحة 2 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

صفحة 3 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

صفحة 3 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

صفحة 4 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

صفحة 4 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

صفحة 5 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

صفحة 5 من وثيقة إعلان تحرير العبيد بأمريكا

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*