الرئيسية » حكاوي زمان » القصة الحقيقة لـ ” عواد وأرضه ” لم يبيعها ومات دفاعا عنها
القصة الحقيقية لـ عواد باع أرضه
القصة الحقيقية لـ عواد باع أرضه

القصة الحقيقة لـ ” عواد وأرضه ” لم يبيعها ومات دفاعا عنها

وسيم عفيفي
عواد باع أرضه يا ولاد .. شوفوا طوله وعرضه يا ولاد
الأرض أرضنا عن أبونا وجدنا و بكرة ولا بعد لعيالنا بعدنا
عواد باع أرضه يا ولاد .. شوفوا طوله وعرضه يا ولاد
بهذه الكلمات التي ألفها مرسي جميل عزيز و غنتها سعاد مكاوي و سيد إسماعيل وأخرجها للإذاعة أنور المشري
اشتهرت الأغنية شهرة فائقة ولاقت رواجاً قوياً في الستينيات لتحكي عن تخلي عواد عن أرضه .
لكن حقيقة الموال أنه قصة حقيقية لكن عكس ما أظهره أوبريت عواد باع أرضه .
تعود القصة إلى العصر الملكي في قرية كفور نجم بمحافظة الشرقية سنة 1946 م ، وحكاية الفلاح عناني أحمد عواد و البرنس محمد علي

القصة الحقيقية لـ عواد باع أرضه

القصة الحقيقية لـ عواد باع أرضه

وفق ما ذكره الباحث أيمن عثمان فقد كان إيجار فدان الأرض يتراوح بين 20 جنيها و 35 جنيها ، وتكتب عقود الإيجار من طرف واحد تملكه الدائرة ، والفلاح ليس عليه إلا أن يدفع ويطيع ويطرد من الأرض فى أى وقت ، ولم يكن الفلاح يدفع الإيجار نقودا بل كان وكيل الدائرة يضع يده على كل ما تخرجه الأرض من محصول ، ويبيعه بمعرفته وبالثمن الذى يراه ، ويحصل على قيمة الإيجار كما يقدره ، ويقرر أحيانا أن يحتفظ بالمبلغ المتبقى فى خزانة الأمير والفلاح لا يستطيع أن يفتح فمه .

البرنس محمد علي

البرنس محمد علي

عرض مفتش الدائرة 8 فدادين للإيجار مقابل خلو رجل ، فتقدم عنانى أحمد عواد ودفع 160 جنية خلو رجل وإستأجر الفدادين الثمانية من المفتش ، وتغير المفتش ، وجاء مفتش جديد طمع فى الفدادين الثمانية التى إستأجرها عواد وأراد إستردادها منه ، فقال عواد : خد الأرض بس إدينى الـ 160جنية اللى دفعتها للمفتش اللى قبلك .. تعجب المفتش من جراءة الفلاح ، وإعتبر ما قاله عواد تحدى له وللدائرة وللبرنس ، بالتأكيد هو تحدى أليس البرنس إبن الخديوى صاحب المقولة الشهيرة ” أنتم عبيد إحساننا ” ؟ وشقيق الخديوى عباس حلمى الثانى الذى وصف زعيم الأمة – فى مذكراته – بالفلاح إبن الفلاح

عناني أحمد عواد

عناني أحمد عواد

أرسل المفتش خفراء ليخرجوا عواد من الأرض بقوة ، ووقف لهم عواد وقال لهم : سأقابل القوة بالقوة ، ولن تمروا إلا على جثتى – شوفوا طوله وعرضه – ولم يستطع واحد من الخفراء أن يقترب منه ، وبدأ الفلاحون يتناقلون القصة همسا ، وبعدها تشجعوا وتناقلوها جهرا ،ـ وكان ولابد من شئ للقضاء على هذه القصة حتى لا تتعالى الأصوات ضجيجا .
وذات يوم إعتقل البوليس عواد ، ورحلوه إلى معتقل الطور ، وأثناء إعتقاله تسلم المفتش الأرض التى عجز عن إستلامها بخفرائه وعواد يعمل بها ، وما كاد عواد يخرج من المعتقل حتى رفع قضية ضد الأمير محمد على شخصيا .. رفض أن يرفعها ضد المفتش أو الوكيل وقال انهم ليسوا أكثر من دلاديل .
كان عواد بعد الإفراج عليه فى قائمة الخطرين ، وكان عليه أن يقضى كل لياليه فى نقطة البوليس تحت المراقبة ، وكانت محاولة التخلص منه تقتضى أن يكون ليلا ، حاولوا أن يخرجوه من النقطة فى الفجر دون حماية فرفض ضابط النقطة وتم نقله ، وأتوا بآخر مهاود وعبد المأمور ، وفى إحدى ليالى شهر رمضان ذهب عواد كعادته للنقطة ، وقبل الفجر قالوا له إخرج .
فقال لهم : ليه ؟ لسه بدرى .
فقالوا له : لازم ننضف ونوضب لإن عندنا تفتيش بكرة .. البيه الحكمدار جاى النقطة .
وخرج عواد ، وفوجئ بـ 10 رجال كل واحد منهم يحمل شيئا .. حاول أن يعود للنقطة فوجد الباب قد أغلق فى وجهه ، وإضطر لمواجهة القتلة وهو أعزل من أى وسيلة للدفاع .. حاول أن يحمى نفسه لكن الغلبة تغلب الشجاعة .. مات وفى جسمه ضربة فأس وضربة بلطة ، ورصاصة قاتلة ، وأكثر ما أصابه فى مقتل سلاح الخسة .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*