الرئيسية » حكايات فنية » “أمينة الصاوي” دخلت في رحاب الله مقتولة عن طريق الدراما
أمينة الصاوي
أمينة الصاوي

“أمينة الصاوي” دخلت في رحاب الله مقتولة عن طريق الدراما

كتب : وسيم عفيفي
كانت فترة الثمانينيات هي فترة التوهج القوي للفن المصري وكان فيها الكاتبة أمينة الصاوي أحد أبرز مراحل ذلك الفن الذي زال مسيطراً حتى الآن في أجواء شهر رمضان المعظم .
ومن البصمات المصرية الفنية في الشهر الفضيل هي بصمة الأعمال الدينية في دراما رمضان .
رواد كثيرون في الأعمال الدينية المصرية ، وعلى رأسهم أمينة الصاوي .
أمينة الصاوي من مواليد محافظة الشرقية عام 1922م ، لوالد يعمل في الدعوة بالأزهر الشريف وهو الشيخ مصطفى الصاوي .
تعلمت في الزقازيق والتحقت بمعهد الفنون المسرحية في قسم النقد .
بدأت مسيرتها في الكتابة عن طريق الصحافة من خلال مقالاتها الصحفية التأريخية .
وكذلك مناقشة الرويات مسرحياً .
لتبدأ في كتابة السيناريو لأول مرة سنة 1964 م من خلال فيلم زوجة من باريس ، وبعده بسنتين في فيلم كنوز .
وبقرارات ناصرية اختفت أمينة الصاوي عن أي ضوء إعلامي بعد فيلم كنوز .
والسبب في ذلك تقديمها لمعالجة مسرحية لرواية الثائر الأحمر للكاتب علي أحمد باكثير وكانت تناقش عهد دولة القرامطة التي انشقت عن الدولة الفاطمية
وكانت معالجة أمينة الصاوي تتميز بإسقاط سياسي على الفكر اليساري الذي كان يتنباه نظام الرئيس جمال عبدالناصر ، كذلك فقد كانت معالجتها في فترة حرجة وهي فترة النكسة
فصدر قرار بفصلها من التلفزيون المصري ، فهاجرت إلى السودان ومنها إلى السعودية ولم تعد إلى مصر إلا بعد رحيل جمال عبدالناصر .
بقاء أمينة الصاوي في السعودية كما أكسبها عملاً في إذاعة جدة ، أعطاها تأثراً روحياً كان نواته مكتبة والدها ، فالعمرة التي تقوم بها أسبوعياً جعلتها تكتب السيناريو والحوار لمسلسل على هامش السيرة المأخوذ عن رواية بنفس الإسلام لطه حسين وبذلك يكون أول ظهور درامي لها في مسيرتها الفنية سنة 1978 م مع هذا المسلسل وقد سبقه تقديمه لقصة مسرحية منطقة ممنوعة سنة 1975 م .
وفي العام 1979 م كتبت أيضاً السيناريو والحوار لمسلسل الأيام المأخوذ عن رواية بنفس الإسم لطه حسين ، لتختفي سنوات قليلة كانت هي التي جعلتها تسجل من خلالها السيناريو والحوار لأهم المسلسلات الدينية في جيل الثمانينيات بالكامل
فكتبت مسلسل الكعبة المشرفة سنة 1981 م ولاقى نجاحا إعلامياً كبيراً ، وبعده وعلى مدار 3 سنوات قدمت مسلسلي “قصص القرآن” سنة 1984 م و قبله مسلسل “الأزهر الشريف منارة الإسلام” سنة 1982 م
نجاح الكعبة المشرفة ، جعل أمينة الصاوي تتفرغ لباكورة أعمالها الدينية وهي الموسوعة الدرامية الضخمة “لا إله إلا الله” في 4 أجزاء من العام 1985 م وحتى العام 1987 م .
ورغم أنه قبل الجزء الأول بسنوات كان مسلسل محمد رسول الله بسيناريو عبدالفتاح مصطفى عن رواية عبدالحميد جودة السحار ، لكن مسلسل لا إله إلا الله أحدث ضجة قوية في ذلك الفترة كون أنه يناقش فترة ما بعد آدم عليه السلام من خلال عهد النبي إدريس عليه السلام ، وتناولت المسائل العقائدية عند كل الحضارات .
وكما أن مصر الفرعونية كانت محور أحداث الأجزاء الأربعة لمسلسل لا إله إلا الله ، كانت أيضاً مصر ـ النيل ـ هي محور آخر عمل كتبته أمينة الصاوي وكان عن نهر النيل تاريخياً وحضارياً والصراعات حول النيل ، لكن أوتويس يتبع هيئة نقل غرب الدلتا منعها من إكمال كتابة العمل ، حيث لقيت ربها إثر دهس الأوتوبيس لها في 22 مارس سنة 1988 م

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*