الرئيسية » حكاوي زمان » قصة أول محاولة انقلاب ضد “محمد علي”
محمد علي
محمد علي

قصة أول محاولة انقلاب ضد “محمد علي”

كتب – وسيم عفيفي
دبر المماليك الهجوم على القاهرة في عصر محمد علي ليستولوا عنوة على زمام الحكم، وبادروا إلى انفاذ هذا الهجوم في شهر أغسطس سنة 1805،ولما يمض شهران على تولية محمد علي باشا، وربما كان قصدهم من هذا التعجيل أن يضربوا ضربتهم قبل رحيل قبطان باشا عن مصر ليشهد بعينه قوة المماليك وشدة بأسهم، فينحاز إلى جانبهم ويولي واحدا من زعمائهم حكم مصر
وقد اختارو لهجومهم يوم الاحتفال بوفاء النيل إذ يكون محمد علي باشا والجمع الحاشد من الجنود والاهالي مشغولين بالاحتفال في مصر القديمة بعيدا عن المدينة.

واحكموا تدبيرهم بأن تآمروا سرا مع بعض رؤساء الجند أن ينضموا إليهم إذا هم دخلوا المدينة، وتبادلوا وإياهم الرسائل من قبل في هذا الصدد، لكن محمد علي علم بسر هذه المؤامرة، فاعتزم أن يوقع المماليك في الكيد الذي كادوا، واتفق سرا مع بعض رجاله الأمناء على أن يتصلوا بالمماليك ويتظاهروا لهم بالإخلاص، ويستدرجوهم إلى دخول العاصمة، فيمدوا لهم في غيهم، ويزينوا لهم نجاح خطتهم، وهم في الواقع أعوان لمحمد علي

ففي اليوم الموعود هجم المماليك على القاهرة في قوة تبلغ ألفا من المقاتلة شاكي السلاح، وعلى رأسهم جماعة من زعمائهم وهم عثمان بك حسن وشاهين بك المرادي وأحمد كاشف سليم وغيرهم، واقتحموا باب الحسينية بعد أن حطموه ودخلوا القاهرة من باب الفتوح، وقصد زعماؤهم إلى دار السيد عمر مكرم ليعجموا عوده ويستنجدوه، ولكنه رفض مقابلتهم، فقصدوا إلى دار الشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ الجامع الازهر وهناك وأفاهم السيد عمر مكرم وصارحهم القول بألا ينتظروا منهم عونا ولا نجدة، ونصح إليهم أن يعودوا من حيث أتوا ، فعلموا أن الزعامة الشعبية لا تؤيدهم، وانقلبوا هناك خائبين، ودب الفشل والارتباك في صفوفهم وصفوف جندهم، فخرج فريق منهم من باب البرقية نجاة بأنفسهم، وذهب رهط آخر إلى باب زويلة وتقدموا جهة الباب الأحمر، فتلقاهم الجند الذين كانوا وذهب رهط آخر الى باب زويلة وتقدموا جهة الدرب الاحمر، فتلقاهم الجند الذين كانوا هناك بالرصاص فتقهقروا إلى داخل باب زويلة، وحاولوا دخول جامع المؤيد والامتناع به، فهاجمهم جماعة من المغاربة والمرابطين هناك وأطلقوا عليهم الرصاص، فلجأ فريق منهم إلى جامعة البرقوقية، وذهبت طائفة أخرى تعدو بخيلها إلى باب النصر، فألفوه مقفلا، فنزلوا عن جيادهم وتسلق بعضهم الأسوار ونجا بنفسه، وتفرق آخرون في العطوف واختفوا فيها
وأما الذين لجأوا إلى جامع البرقوقية فان اثنين منهم تمكنا من الخروج ولحقا بالمماليك النازلين بدار الشيخ الشرقاوي، وبعد أن أنبأهم بما وقع فر الجميع خارجين من باب الغريب، أما الباقون (في جامع البرقوقة) فقد أحاط بهم الجند وقتلوا منهم مقتلة نحو الخمسين وأسروا نحو الثمانين وذهبوا بهم إلى محمد علي باشا، فأمر بقتلهم فقتلوا جميعا، وبذلك انتهت مؤامرة المماليك بالخيبة والخسران
وقد قال الجبرتي في هذا الصدد ما معناه: “ولم يتفق للأمراء المصرية (المماليك) أقبح ولا أشنع من هذه الحادثة وطبع الله على قلوبهم وأعمى أبصارهم وغل أيديهم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*