الرئيسية » حكاوي زمان » الأزهر و الفاطميين “نواة التأسيس وتاريخ من القصة”
الفاطميون و تأسيس الأزهر
الفاطميون و تأسيس الأزهر

الأزهر و الفاطميين “نواة التأسيس وتاريخ من القصة”

كتب – وسيم عفيفي
قبل أن يجيء الفاطميون ويستوطنوا بمصر متخذين منها مكاناً لدولتهم ، كانت بمصر 3 عواصم في العصر الإسلامي ؛ الأولى هي الفسطاط وقد تأسست في أعقاب الفتح العربي ، بينما كانت الثانية في العصر العباسي بعد نجاحهم في استئصال شأفة الأمويين وأسموها مدينة العسكر ، أما الثالثة فكانت مدينة القطائع في العصر الطولوني .
وتميزت كل عاصمة بوضع مسجد فيها ، فكان في الفسطاط مسجد عمر بن العاص ، وفي العسكر جامع العسكر ، وفي القطائع مسجد بن طولون .

عواصم مصر قبل الفاطميين

عواصم مصر قبل الفاطميين

ولم يبتكر الفاطميون جديداً في هذا المبدأ ، فحين اتخذوا من القاهرة عاصمة لهم أسسوا بها مسجداً كان هذا المسجد هو الجامع الأزهر .

بناء الجامع الأزهر

بناء الجامع الأزهر

تأسس الجامع الأزهر في عصر المعز لدين الله الفاطمي على يد جوهر الصقلي ، وبدأ بناءه في شهر جمادى الأول سنة 359 هـ ، إبريل سنة 970 م ، وانتهى بناءه في شهر رمضان سنة 361 هـ ، الموافق لشهر يونيو من العام 972 م ؛ وذلك في الجنوب الشرقي من قصور الخلفاء الفاطميين .

بناء الجامع الأزهر

بناء الجامع الأزهر

وتعرض الأزهر لعمليات توسعة في العصر الفاطمي لكن أشهرها ما كان في عصر الحاكم بأمر الله حيث جعل له تنورين وسبعة وعشرين قنديلاً من فضة، ومازال متبقياً من عهد الحاكم بأمر الله بعض شواهد هذا التجديد حتى اليوم، ومنها باب ذو مصراعين من حشب، تعلوه حشوات عليها شريط كتابى بالخط الكوفى المزهر، والباب محفوظ حالياً فى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة، والحاكم بأمر الله هو أول خليفة فصل ميزانية الأزهر عن ميزانية الأوقاف العامة، ودوًن ذلك فى وثيقة دقيقة حدد فيها الأماكن الموقوفة لكل مسجد، وعلى رأسها الأزهر.
ما بين الأزهر دار العبادة وأزهر دار العلم ، جهود للمعز لدين الله الفاطمي جعلته مكانا للعلم

من مؤلفات القاضي بن النعمان

من مؤلفات القاضي بن النعمان

فتم عهد التدريس إلى أسرة القاضى النعمان الشيعى ثم إلى الوزير يعقوب بن كلس الذي ولد لعائلة يهودية فى بغداد، ثم وصل مصر في سنة 331 هـ/942م، وأسلم سنة 356 هـ/ 967م، ثم سافر المغرب وعاد مع المعز لمصر حتى ولاه الوزارة.
اقتصر التدريس في الأزهر على المذهب الفاطمي الشيعي ، وكل ما هو شيعي في علوم الدين ؛ كما اعتنى الفاطميين بالعلوم الرياضية كالعلوم الفلكية والطبيعية والجغرافية

 الدراسة في الأزهر

الدراسة في الأزهر

وأول حلقة للدرس بالجامع الأزهر كانت عام 365هـ / 975م، حيث جلس القاضى على بن النعمان فى الجامع وأملى مختصر أبيه فى الفقه المعروف بالاقتصار فى جمع حافل من العلماء والكبراء وأثبت أسماء الحاضرين، ومن الحلقات الدراسية حلقات لدراسة القرآن للعامة والخاصة، وحلقات للأمور الدينية، وحلقات المثقفين أو مجالس الحكمة، والحلقات النسائية، وبذلك أصبحت القاهرة الجديدة تطل على العالم الإسلامى من خلال منارتها الحية ومن الجامع الأزهر.
تطور حلقات الأزهر العلمية إلى دراسة جامعية منظمة مستقرة، في العام 990م رتب المتصدون لقراءة العلم بالأزهر حتى صار الأزهر معهدًا جامعيًا للعلم والتعليم والدراسة، ومن هذا التاريخ يبدأ الأزهر حياته الجامعية العلمية الصحيحة، ولم يكن الأزهر فى ذلك العهد مقصورًا على الرجال فحسب بل كان للمرأة فيه نصيب فكن يفردن فيه بمجلس خاص.

دار الحكمة

دار الحكمة

كما تطورت الحياة العلمية في العصر الفاطمي بعصر الحاكم نتيجة لتأسيس دار الحكمة ورغم منافسة دار الحكمة للأزهر في التدريس لكنها لم تستمر لصرامة النظام بها ولاهتمام الحاكم بالجامع الأزهر نفسه .
ثم ضعفت الدراسة في الأزهر نتيجة للشدة المستنصرية ، ثم ترعرت مع مقدم بدر الدين الجمالي ، وظل الأزهر في تقدم بالعصر الفاطمي ، حتى تغير مع الدولة الأيوبية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*