وسيم عفيفي
من وثائق تراثيات ، أنه قبل أن موت النقراشي باشا بعام ، و أثناء نظره لمباحثات قضية مصر في مجلس الأمن وبالتحديد في شهر أغسطس من العام 1947 م ، أرسل النقراشي باشا رئيس الوزراء خطاباً إلى جاذبية هانم بنت سعد الدين بك ، نجلة زوجته عليا هانم ، خطابا جاء فيه ، أنه لا يملك الآن المبلغ الخاص بعلاج حمى الدنجي .
وأفاد النقراشي في خطابه ، أنه تلقى خبر وفاة خال جاذبية متأخراً وهذا هو سر تأخر عزاءه .
وينشر موقع تراثيات خطاب النقراشي لنجلة زوجته بخط يده .
وقد جاء اغتيال النقراشي بعد اقدامه على حل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948، اغتيل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 في القاهرة، حيث قام القاتل المنتمي إلى النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين. وكان القاتل متخفيا في زي أحد ضباط الشرطة وقام بتحية النقراشي حينما هم بركوب المصعد ثم أفرغ فيه ثلاث رصاصات في ظهره.
تبين أن وراء الجريمة النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين حيث اعتقل القاتل الرئيسي وهو “عبد المجيد أحمد حسن” والذي اعترف بقتله كون النقراشي أصدر قرارا بحل جماعة الإخوان المسلمين، كما تبين من التحقيقات وجود شركاء له في الجريمة من الجماعة
وفي كتاب حقيقة التنظيم الخاص لمؤلفه محمود الصباغ أحد أعضاء التنظيم الخاص اعتبر قتل النقراشي عمل فدائي وليس اغتيال سياسيا حيث قال تحت عنوان “أعمال فدائية قام بها رجال من الإخوان المسلمين ضد أعوان الاستعمار والفاعل فيها معروف”: «1- قتل النقراشي باشا: لا يمكن أن يعتبر أن قتل النقراشي باشا من حوادث الاغتيالات السياسية فهو عمل فدائي صرف قام به أبطال الإخوان المسلمين، لما ظهرت خيانة النقراشي باشا صارخة في فلسطين، بأن أسهم في تسليمها لليهود، ثم أعلن الحرب على الطائفة المسلمة الوحيدة التي تنزل ضربات موجعة لليهود، كما شهد بذلك ضباط القوات المسلحة المصرية سابقًا، وكما سنرويه تفصيليا في الفصل القادم إن شاء الله، فحل جماعتهم واعتقل قادتهم وصادر ممتلكاتهم وحرم أن تقوم دعوة في مصر تدعو إلى هذه المبادئ الفاضلة إلى الأبد، فكانت خيانة صارخة لا تستتر وراء أي عذر أو مبرر، مما يوجب قتل هذا الخائن شرعًا، ويكون قتله فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وهذا ما حدث له من بعض شباب النظام الخاص للإخوان المسلمين دون أي توجيه من قيادتهم العليا، فقد كان المجرم الأثيم قد أودعهم جميعًا السجون والمعتقلات وحال بين الإخوان وبين مرشدهم، حيث وضعت كل تحركاته تحت رقابة بوليسية علنية من تاريخ إصدار قرار الحل حتى اغتياله بأيدي جنود إبراهيم عبد الهادي.»
أود الاشاره الى أن مصطلح “دنجى” الوارد فى خطاب النقراشى باشا انما هو لفظ بحرى لقارب صغير وهو ما قاله فيما بعد من شرائه شيئا آخر يعوم على الماء شبيه “بالبرسوار” والبرسوار معروف فى المصايف المصرية وهو اللوح العائم .