الرئيسية » تراثيات شوارع ومقابر » ” الكيت كات ” سميت على اسم صاحبة “بار” بُنِي على أنقاضه “مسجد”
الكيت كات - تعبيرية
الكيت كات - تعبيرية

” الكيت كات ” سميت على اسم صاحبة “بار” بُنِي على أنقاضه “مسجد”

كتب – وسيم عفيفي
تختلف هذه المنطقة عن باقي المناطق في شيء واحد رغم اتفاق الأصل وهو الشعبية
إلا أن منطقة ” الكيت كات ” تحمل زخماً شعبياً مصرياً فريد من نوعه
ولو وضعنا الكيت كات في مقارنة مع القاهرة الفاطمية لظلمنا الكيت كات وفوراً
فشتان بين القاهرة الفاطمية ومنطقة الكيت كات ، إلا أن هناك ربطاً دقيقاً وخافتاً بين الكيت كات والقاهرة الفاطمية ، فمن الكيت كات كانت بداية قوة الحملة الفرنسية ، وفي القاهرة الفاطمية كان وأدها ، والذهاب إلى منطقة القاهرة الفاطمية يصيبك براحة نفسية كبيرة تتجلى فيها المنح التاريخية الروحانية الصوفية لدرجة ممكن تصيبك بالانعزال تماماً عن محيط واقعك .
لكن في منطقة الكيت كات تشعر نفسك وأنت تسير في هذه المنطقة بزخم الواقع المرير الذي يقابله أهل المنطقة بالرضا والابتسامة الحانية في وجه أصابه الكد والتعب وفي عيون حائرة عن الرزق والطفرة المرجوة لوطنهم مصر .
لا تشعر بالبؤس يخيم في منطقة الكيت كات ولكنك رغماً عنك تحس بأن الطبقة المتوسطة قد تآكلت ولكن أهل المنطقة بشبابها وشيبها ونسائها ورجالها يكدون ويكدحون حتى يجعلوا لأنفسهم طبقة مختلفة وهي طبقة الكادحين الراضين ، ليسوا تحت خط الفقر ولكنهم لم يصلوا للغنى إلا أنهم سيطروا على غنى النفس .
تتأمل في منطقة الكيت كات وفي أشهر معالمها الغير أثرية لكنها ذات طابع مصري خالص فتجد شارع مراد الذي يقع خلف مسجد خالد بن وليد وهو من أهم الشوارع وبه الكثير من المحلات المختلفة مثل محلات الصاغة والباعة والمقاهي ويمتد حتى يصل إلى شارع الحرية ومساكن عزيز عزت ويعتبر من أهم شوارع الكيت كات شارع السلام وهو العمودي على شارع مراد ويصل بين ميدان الكيت كات وحتى منطقة ترعة السواحل
بالإضافة إلى نادي ناصر الرياضي ومكتبة خالد بن الوليد ومبنى وزارة الثقافة والبنك الأهلي وبنك مصر .
تتأمل في ذلك كله ولا تشعر بالاكتئاب في منطقة الكيت كات لكنك تحس بأن الحزن العتيق يخيم على مبانيها وأبنية عمائرها السكنية ، وتتأمل أكثر وأكثر لتجد رسالة تقول لك الواقع مظلم ولكن الأمل موجود دائما .
ولكن هذه المنطقة ما هو التاريخ الخفي الذي يسيطر عليها ويؤسس لتلك المنطقة

من رسومات المستشرقين

من رسومات المستشرقين

سميت منطقة الكيت كات بهذا الاسم اشتقاقاً من اسم الراقصة الفرنسية كيتي ألفونس فرانسوا
ومن كيتي كان اسم كيت ولأنها مثل القطة وكلمة القطة بالإنجليزية هي ” Cat ” – كات –
فسُميّت المنطقة بالكيت كات ، وقد كانت كيتي صاحبة ملهى ليلي كان للعربدة وكان مُقاماً قبيل قدوم الحملة الفرنسية بسنوات قليلة ، ثم هُدِم هذا الملهي وبُني أحد أشهر المساجد بالمنطقة وهو مسجد خالد بن الوليد ، وكان ذلك بعد حدوث موقعة إمبابة في 22 يوليو 1798 م

نابليون بونابرت

نابليون بونابرت

كانت موقعة إمبابة أو كما يسميها الفرنسيون موقعة الأهرام بين المماليك والفرنسيين كان جيش مراد بك كان ممتد من إمبابة إلي الأهرام غرب النيل أما إبراهيم بك فكان مع جيشه وباقي أهل العاصمة في ساحل بولاق علي الشاطئ الشرقي للنيل يراقبون ما يحدث في الغرب ودارت المعركة التي وصفها الجبرتي قائلاً :” ثم إن الطابور الذي تقدم لقتال مراد بك انقسم علي كيفية معلومة عندهم في الحرب وتقارب من المتاريس بحيث صار محيطاً بالعسكر من خلفه وأمامه ودق طبوله وأرسل بنادقه المتتالية والمدافع واشتد هبوب الريح وانعقد الغبار وأظلمت الدنيا من دخان البارود وغبار الريح وصمت الأسماع من توالي الضرب بحيث خيل للناس أن الأرض تزلزلت والسماء عليها سقطت ”
وكانت نتيجة معركة إمبابة منطقية فقد قادها نابليون بونابرت ضد إبراهيم بك ومراد بك وانتصر فيها نابليون بونابرت علي المماليك لفرق القوة العسكرية بين الطرفين ففريق المماليك كان يستعمل الفروسية أما نابليون فاستخدم المدافع والبارود والأسلحة الحديثة
وبعد انتصار نابليون فر مراد بك الي الصعيد بينما إبراهيم بك الي الشرقية ومنها الي الشام
وتُركت مصر تعاني وحدها مرارة الحملة الفرنسية
وقاومت منطقة الكيت كات وهي جغرافياً تعتبر بوابة إمبابة نفسها ونقطة الوصل مع بولاق والتي اندلعت منها وتيرة أحداث ثورة القاهرة الثانية سنة 1800
ومن هنا سر تميز المنطقة وزخمها التاريخي الخافت الذي يحتاج إلى من يبحث عنه ويعيش فيه .

تعليق واحد

  1. شكرا علي المقال الرائع , ولكن به غلطة مهمة جدا حابب ان اوضحها وبصفتي احد سكان حي الكيت كات لاكثر من 60 عام , الكاتب بيقول ان ملهي الكيت كات تم بنائه من قبل الحمله الفرنسيه وكانت تملكه راقصة فرنسية وان تم هدمه في هذه الفتره تقريبا وبني بدلا منه مسجد خالد ابن الوليد , فلو كان هذا صحيح لكان المسجد حاليا اعتبر من الاثار وهو ليس ذلك , لان مبني ملهي الكيت كات تم هدمة في وسط الستينات وتاخر مشروع بناء المسجد بسبب نكسة 67 فانا والسكان القداما في الحي نفتكر شكل المبني ,والمسجد تم بناءه في اوائل السبعينات وهذا واضح من شكله انه حديث وليس اثري والدليل علي كلامي ان يوجد في النت بعض الصور القديمه عن اعلانات حفلات ملهي الكيت كات فاكيد هذه الصور ليست من ايام الحمله الفرنسيه , فانا وغيري من هم في سني سكان المنطقة القدام نعتبر شاهد عيان عن كل كلامي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*