الرئيسية » رموز وشخصيات » ” الفاضل بن عاشور ” ناصر بورقيبة و شارك في ندوات المستشرقين
محمد الفاضل بن عاشور
محمد الفاضل بن عاشور

” الفاضل بن عاشور ” ناصر بورقيبة و شارك في ندوات المستشرقين

كتب ـ وسيم عفيفي
الفاضل بن عاشور قال عنه رئيس تحرير العرب اللندنية ،لا أظن أن هناك رجل دين في تونس خلال النصف الأول من القرن العشرين جمع خصالا كثيرة دينيّة وأخلاقيّة وسياسيّة وإنسانيّة جعلت منه الشيخ الوقور مسموع الكلمة والرأي والنصيحة في شؤون الدنيا والدين مثلما كان حال الراحل الكبير الفاضل بن عاشور
هو الشيخ محمد الفاضل بن محمد الطاهر بن الصادق عاشور
ولد في مدينة تونس يوم 2 شوال سنة 1327 هـ الموافق 16 أكتوبر سنة 1909 م

محمد الفاضل بن عاشور صغيراً

محمد الفاضل بن عاشور صغيراً

وفق كتاب أعلام تونسيون فقد تربى في أحد بيوت الدين والعلم، إذ كان والده محمد الطاهر بن عاشور من كبار العلماء في تونس.
بدأ حفظ القرآن الكريم وهو في الثالثة من عمره، ليتمه عندما بلغ التاسعة.
كما حفظ بعض المتون في النحو ثم تعلم اللغة الفرنسية على أيدي معلمين خصوصيين.
وفي سنة 1922 بدأ دراسة مبادئ القراءات والتوحيد والفقه والنحو، ثم التحق بجامع الزيتونة إلى أن أحرز على شهادة التطويع سنة 1347هـ/1928م).

محمد الطاهر بن عاشور

محمد الطاهر بن عاشور

التحق الشيخ محمد الفاضل بن عاشور للتدريس بجامع الزيتونة سنة 1351هـ/1932م.
وارتقى سلم المدرسين الزيتونيين حتى سمي مدرسا من الطبقة الأولى.
وبعد الاستقلال (1956)، أسندت إليه عمادة كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة الزيتونة سنة 1381هـ/1961م واستمر بها إلى وفاته.
كما اشتغل مناصب قضائية من بينها أنه ترأس المحكمة الشرعية العليا، وتولى منصب مفتي الجمهورية التونسية.

محمد الفاضل بن عاشور في القدس

محمد الفاضل بن عاشور في القدس

كان الشيخ محمد الفاضل بن عاشور خطيباً مفوّهًا، يشد سامعيه إليه شدا، وقد برز خاصة في الأربعينات في الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية وفي تنظيم الاحتفالات احتفاء بتأسيس جامعة الدول العربية، وقد جلب له هذا النشاط التقدير والاحترام والتأثير في الوسط الزيتوني وفي الساحة الوطنية، وهو ما هيأه لأن يترأس الاتحاد العام التونسي للشغل عند تأسيسه في 20 جانفي 1946، كما عين في الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري الجديد. لكن لم يستمر في هذه المكانة إذ سرعان ما استبعد خوفا من تأثيره الكبير.

ترأس الشيخ محمد الفاضل بن عاشور جمعية الخلدونية، وأراد أن يرتقي بالتعليم فيها من خلال تأسيس “معهد الحقوق العربي” و”معهد الفلسفة”، وعمل من أجل توجيه الطلبة التونسيين إلى المشرق العربي.
سافر الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في مهمات علمية إلى خارج تونس، وألقى محاضرات عديدة في عدد من الجامعات الأجنبية من بينها جامعة السوربون بباريس، وجامعة إستانبول في تركيا، وفي الهند وجامعة عليكرة في الهند، وجامعة الكويت. كما زار عدة بلدان من بينها الجزائر ومصر وسوريا ولبنان وإيطاليا وسويسرا والمغرب الأقصى وليبيا وألمانيا والنمسا واليونان ويوغسلافيا السابقة وبلغاريا…

من أهم المؤتمرات التي شارك فيها مؤتمرات المستشرقين بباريس، كما أنه عضو في المجمع اللغوي بالقاهرة، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضو مراسل بالمجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع البحوث الإسلامية بمصر، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
كان من أوائل الذين زرعوا أفكار التنوير والاجتهاد في جامع الزيتونة، بالإضافة إلى كلّ هذا كان الشيخ الفاضل بن عاشور ديمقراطيّا في تفكيره، محترما لآراء الآخرين الذين كانوا يمثّلون النخبة التونسيّة من غير رجال الدين
وخلافا لوالده الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، الذي نذر حياته للبحث والتّأليف، خيّر الإبن أن يكون انتصاره للإصلاح والتحديث لا نظريّا فقط، بل عمليّا أيضا.

الشيخ محمد الفاضل بن عاشور

الشيخ محمد الفاضل بن عاشور

لذلك لم يتردّد في المشاركة الجادّة في النّضال الاجتماعي والسياسي والثقافي منذ سنوات شبابه الأولى. وانطلاقا من عشرينات القرن الماضي، سوف نجده مشاركا في أهمّ النشاطات السياسيّة والثّقافيّة. كما سيعتلي المنابر الكبيرة مدافعا عن الأفكار الإصلاحيّة منتقدا المتخاذلين والمتزمّتين وأعداء الاجتهاد، منتصرا للحركات السياسيّة الجديدة مثل الحزب الحرّ الدستوري بزعامة الحبيب بورقيبة.
وقد توفي الفاضل بن عاشور يوم 12 صفر 1390 هـ الموافق 19 إبريل سنة 1970 م .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*