تقرأ في هذا التقرير «عهد جمال عبدالناصر والمولد النبوي زمن البكباشية، التلفزيون الرسمي في تغطية المولد النبوي زمن ناصر، النكسة ووضع المولد النبوي»
كتب | وسيم عفيفي
لم يغيب الرئيس جمال عبدالناصر عن احتفالات المولد النبوي الشريف في مصر بعد ثورة يوليو 1952 م، كان أول مولد نبوي يحضره جمال عبدالناصر بشكلٍ رسمي في مساء يوم 30 نوفمبر عام 1952 م مع اللواء محمد نجيب حيث حضر احتفال المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بذكرى المولد النبوي في حفل استغرق 5 ساعات وحضره 3 آلاف شخص.
جمال عبدالناصر والمولد النبوي زمن البكباشية
خلال أعوام 1952 و1953 و 1954 م، احتفل جمال عبدالناصر بالمولد النبوي 4 مرات، أوله مع الإخوان بصحبة محمد نجيب، والثاني والثالث في هيئة التحرير، وألقى عبدالناصر في 18 نوفمبر 1953 خطبة دينية عن الرسول صلى الله عليه وسلم وإليه استهلها بعد المقدمة بقوله «إن كان للإنسانية يوم تفخر به على الزمان، وإن كان للبشرية عيد تحتفل به على مر الأيام، فإن أكرم يوم وأعز عيد فى تاريخها هو يوم أن تطهرت الأرض من الشرك والوثنية، يوم أن تحررت الإنسانية من الذل والعبودية، يوم أن سمت البشرية فتخلصت من مادية الأرض لتعتنق روحانية السماء، هو يوم مولدك يا رسول الله».
ووجه عبدالناصر رسالة إلى الرسول قال فيها «سيدى يا رسول الله.. ما أطيب الحديث عنك، وما أجمل التأمل فى سيرتك، فما أشبه الليلة بالبارحة، وما أحوج عالم اليوم إلى نورك وما أحوجه إلى روحك، فقد ضل الناس وبغوا فى الأرض، وضاع الحق بينهم وساد الباطل فيهم، إن كنت قد رحلت عنا فقد تركت لنا سيرة عاطرة امتلأت بصور وذكريات خالدة، تنير لنا الطريق وتفتح أمامنا أبواب الأمل والرجاء، تركت لنا تاريخاً سطرت على كل صفحة من صفحاته حكمة وعبرة، فما أحوجنا اليوم إلى أن نتذكر كل يوم من أيامك، ونذكر يوم أن أقبل أصحاب الفيل يريدون ببيت الله شراً فرماهم ربهم بحجارة من سجيل، وجعل كيدهم فى تضليل. وعجب القوم وما علموا أن للبيت رباً يحميه، وإنه كان بجوار البيت نور من عند الله تحمله أفضل نساء قريش، فكان مولدك رحمة لقومك ونذيراً للمشركين وبشرى للعالمين».
اقرأ أيضًا
شائعات تاريخية عن قبر جمال عبدالناصر «الصحيح هو دفنه في الأزهر»
أما خطبة الاحتفال الثالث فكانت في 30 نوفمبر من العام 1953 م بشبرا حيث التقى رموز وقيادات هيئة التحرير وألقى خطبة سياسية ثورية حول الوضع الاقتصادي الذي فيه البلاد، فضلا عن إشادته بصلاح سالم مع وعود بالكرامة والحرية والقضاء على الاستعمار.
أما آخر احتفال للمولد النبوي يقضيه جمال عبدالناصر زمن البكباشية وقبل الرئاسة فكان يوم 15 نوفمبر من العام 1954 واستهل كلمته بقوله «يحتفل العالم الإسلامى اليوم بذكرى ميلاد الرسول العظيم، ومن حق هذه الذكرى علينا أن نقف معجبين عند ناحية جليلة من نواحى خلقه العظيم – وكل نواحيه الخلقية جليل مشرق – تؤخذ منه القدوة، ويجمل فيه الاتباع الكريم».
عهد جمال عبدالناصر والمولد النبوي
اهتم عهد الرئيس جمال عبدالناصر بذكرى المولد النبوي اهتمامًا بالغاً، ويمكن تقسيم أوجه هذا الاهتمام بـ 4 أنواع «تلفزيون الدولة، مطابع الدولة، مشاركة الرئاسة، هيئات الحكومة».
على مستوى الإذاعة والتلفزيون فإن المولد النبوي في عهد جمال عبدالناصر زخر بالأعمال الفنية الدينية كالتمثيليات الإذاعية والتلفزيونية، وللمرة الأولى والأخيرة كان هناك بث إذاعي من مسجد الإمام الحسين في المولد النبوي لمدة ساعتين.
أبرز الأعمال الفنية التي شهدها التلفزيون احتفالاً بالمولد النبوي «فيلم مولد الهدى، تمثيلية الخنساء، تمثيلية النبي،تمثيلة خديجة»، فضلاً عن باقة من الأغاني الدينية في الإذاعة.
واحتفت الطرق الصوفية في عصر عبدالناصر بالمولد النبوي على مدار يومين متتالين كل عام بحضور عددٍ من قيادات الدولة وكانت تشهد تلك الاحتفالات عددًا من الندوات الدينية في قراءة قصة المولد النبوي.
لأول مرة في تاريخ الاحتفال المعاصر بالمولد النبوي في مصر يحضر رمز من الكنيسة القبطية في احتفالات الأزهر والصوفية، وذلك في 21 يوليو عام 1964 م حيث حضر نيابة عن البابا كيرلس السادس، الأنبا يوأنس مطران الخرطوم، والأنبا ثوماديوس مطران الجيزة، والأنبا مكسيموس مطران القليوبية، والقمس بولس المحرقي، واحتفالاً بالمولد تم إطلاق 21 طلقة مدفعية.
اقرأ أيضًا
الكتب الدينية في عصر جمال عبدالناصر «المولد النبوي أنعش طباعتها»
ولم تغب مطابع الدولة عن طباعة كم ضخم من كتب التراث الإسلامي بطبعات فاخرة وأسعار رمزية وذلك في احتفالات المولد النبوي وأوردناها في التقرير أعلى الفقرة.
أما الثقافة الجماهيرية فكانت تعمل على قدمٍ وساق في احتفالات المولد النبوي إذ رعت حفلات الإنشاد الديني والمحاضرات الإسلامية في كافة ربوع مصر.
جمال عبدالناصر والمولد النبوي في النكسة
كانت ذكرى المولد النبوي هي أول مناسبة شعبية يخرج فيها الرئيس جمال عبدالناصر بعد نكسة يونيو، حيث احتفل بذكرى المولد في 19 يونيو عام 1967م، و زار الرئيس جمال عبدالناصر ضريح الإمام الحسين لقراءة الفاتحة، وبدأ الاحتفال في الساعة 8:30 مساء يوم 19 يونيو؛ وألقى الدكتور الشيخ عبدالرحيم سرور كلمة مشيخة الأزهر في الاحتفال بالمولد.