تقرأ في هذا التقرير «عهد الرئيس السيسي والمولد النبوي في مصر، كلمات الرئيس السيسي وموضوعها، مسألة شيخ الأزهر وتجديد الخطاب الديني»
كتب | وسيم عفيفي
جاء الحضور الرسمي للرئيس عبدالفتاح السيسي في احتفالات المولد النبوي بمصر 6 مرات من العام 2014 م حتى العام 2019 م، واحدة منهم حين وزيرًا للدفاع وهنأ فيها المستشار عدلي منصور رئيس مصر المؤقت بذكرى المولد النبوي عام 2014 م.
الرئيس عبدالفتاح السيسي والمولد النبوي وكلمة مكررة
منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر احتفل بالمولد النبوي 5 مرات ـ حتى الآن ـ من 2015 حتى 2019 م، وخيم موضوع تجديد الخطاب الديني في كافة خطبه حيث تكررت 17 مرة في 4 خطب خلال أعوام 2015 و 2016 و2017 و2018 م.
انحصرت محاور كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي في كافة خطاباته بمسألة الإرهاب وتجديد الخطاب الديني فضلاً عن نصوص التراث ووفاة الرسول وجاءت النقطة الأخيرة في مقولة ألقاها عام 2015 حين قال «وفاة النبي محمد تشير إلى أنه لن يبقى من بعد موت الإنسان إلا ما قدمت يداه».
وفي احتفال 2016 م شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أن تجديد الخطاب الديني أمر حتمي حيث قال «إن أول التحديات التي نعاني منها منذ فترة هو انفصال خطابنا الديني عن جوهر الإسلام ذاته وأن احتياج عصرنا الحالي إننا تحدثنا من قبل في هذا الأمر وأجمع علماؤنا ومفكرونا على احتياجانا الماس لتحديث الخطاب الديني وتصويب ما تراكم داخله من مفاهيم خاطئة سواء تراكمت بفعل مرور الزمن وتعاقب السنين أو بفعل فاعلين أرادوا إخفاء نوايا الشر بداخلهم وراء غطاء مقدس..يبررون به إرهابهم للأبرياء من خلق الله ويعطون لأنفسهم حصانة من العقاب وهو أت لهم لا ريب فيه بقدر ما أفسدوا في الأرض وتسببوا في كثير من الأذي والدمار والألم».
وخلال احتفال 2017 م استعرض الرئيس عبدالفتاح السيسي ما أحرزته الدولة المصرية من تقدمات على الأصعدة الأمنية والاقتصادية ولم تتكرر كلمة تجديد الخطاب الديني في خطابه إلى مرة واحدة حين قال « لا يخفى عليكم أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتحصينها من الأفكار الظلامية الهدامة لا يقل أهمية عن المحورين السابق ذكرهما، إن لم يكن الأهم على الإطلاق، ومن هنا جاءت دعوتى لتجديد الخطاب الديني، سعيًا لتنقيته من الأفكار المغلوطة التى يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلى طريق الظلام والتدمير».
السيسي والمولد النبوي في 2018 .. ومسألة شيخ الأزهر
وفي احتفال 2018 جرى نقاش بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وشيخ الأزهر في مسألة السنة حيث هاجم الدكتور أحمد الطيب الصيحات التي دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية وفي ثبوتها وحجيتها والطعن في رواتها، وهاجم كذلك «المطالبة باستبعاد السنة جملة وتفصيلا من دائرة التشريع والأحكام والاعتماد على القرآن الكريم فحسب».
وقدم شيخ الأزهر قصة أحد منكري السنة الذي سئل عن كيفية إقامة الصلاة طالما أن القرآن لم يأت على تفصيل ذلك، فقال إن «كيفية أداء الصلاة أمر متروك لرئيس الدولة ويحدده بمشورة مستشاريه حسب الزمان والمكان».
فور انتهاء شيخ الأزهر من إلقاء كلمته قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بانتقاد الفكرة حيث طالب بأن لا يفهم أحد كلامه على أنه إساءة لأي أحد، ثم قال «الإشكالية في عالمنا الإسلامي حاليا ليست في اتباع السنة النبوية من عدمها، فهذه أقوال بعض الناس، لكن المشكلة هي القراءة الخاطئة لأصول ديننا، وهذه المرة الرابعة أو الخامسة التي أتحدث فيها معكم، كإنسان مسلم وليس كحاكم».
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي سؤالاً في خطابه «من أساء إلى الإسلام أكثر: الدعوة إلى ترك السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن فقط، أم الفهم الخاطئ والتطرف الشديد؟ ما هي سمعة المسلمين في العالم الآن؟».
وفي العام 2019 م ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي خطابًا خلى من كلمة تجديد الخطاب الديني، وأكد على أن أهل الدين هم الأولى بالحديث في قضايا الشأن العام الديني.