الرئيسية » حكاوي زمان » “الرحايا” هكذا وصفها سره الباتع فكيف كانت في عيون علماء الحملة الفرنسية؟
الرحايا في مسلسل سره الباتع
الرحايا في مسلسل سره الباتع

“الرحايا” هكذا وصفها سره الباتع فكيف كانت في عيون علماء الحملة الفرنسية؟

تقرأ في هذا التقرير «الرحايا كما يراها علماء الحملة الفرنسية في وصفهم، سره الباتع يعزز الوطنية بالرحاية والتاريخ يبعث على الفخر بها»

كتب | وسيم عفيفي

صاغ المخرج خالد يوسف حوارًا جميلاً على لسان شخصية كليمونت التي يؤديها الفنان حسين فهمي في مسلسل سره الباتع خلال الحلقة الثالثة حيث قال «هؤلاء المصريين لديهم آلة اسمها: الرحايا ، يستعملونها لطحن الحبوب و تحويلها إلى دقيق، أقسم لك أنني قد وجدت الهكسوس على أرض مصر دقيقًا والأتراك دقيقًا والمماليك دقيقًا، و أخشى ما أخشاه أن نتحول نحن أيضًا إلى دقيق، لا يعرف أحد كيف تتم هذه العملية ولكن المؤكد أنها تتم و المؤكد أنهم يطحنون القادم، سواءًا كان غازيًا أو عابرًا أو مقيمًا، ويتحول إلى دقيق يختلط مع ترابهم فلا يبقى له أثر».

مشهد الرحايا في مسلسل سره الباتع

مشهد الرحايا في مسلسل سره الباتع

جماليات الحوار فيها مشاعر وطنية فياضة، وقادت الكثيرين للبحث عن تاريخ الرحايا في مصر منذ عهودها القديمة وحتى اندثارها، وإن كانت الجملة تبعث على الفخر بما قيل في حق المصريين، فإن وصف الفرنسيين الحقيقي لها لا يختلف في الشعور.

الرحايا كما يراها علماء الحملة الفرنسية

الرحايا كما جاءت في مسلسل سره الباتع

الرحايا كما جاءت في مسلسل سره الباتع

رغم أن علماء الحملة الفرنسية فصلوا ومحصوا في طعام المصريين، وتكلموا عن الخبز، لكن إشارتهم للدقيق لم تكن بمثل إشارتهم للقمح، ومنا هنا قل الكلام عن الرحايا في وصف مصر كأداة لطحن الحبوب وتحويلها إلى دقيق.

بيير سيمون جيرارد

بيير سيمون جيرارد

كان بيير سيمون جيراد مهندس الطرق والكباري وعضو الأكاديمية الملكية للعلوم وعضو المجمع العلمي المصري المولود سنة 1764م والميت سنة 1836م هو أول من استرعته الرحايا خلال دراسته عن الزراعة والصناعات والحرف والتجارة في كلامه عن الحياة الاقتصادية لمصر.

اقرأ أيضًا
جدل أخطاء مسلسل سره الباتع يتكرر “فض الاشتباك بين التاريخ والحبكة”

لم يتكلم جيراد عن رحايا القمح، لكنه تكلم عن رحايا الحبوب الزيتية مثل السمسم وأدوات البناء مثل الجبس، وقارن بينها وبين الأدوات التي يتم استخدامها في فرنسا، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن هناك تقدمًا في مصر من حيث هذه الآلة أكثر من التقدم الذي تشهده باريس نفسها.

قبر جيرارد

قبر جيرارد

قال سيمون جيرار نصًا «الرحوات التي تطحن الحبوب الزيتية تدار بواسطة حيوانات تعلق بمدارها وهو نفس ما يحدث بخصوص الرحوات التي يسحق تحتها الجص، وسوف نلاحظ بخصوص الوسيلة الأخيرة أنه قد تناولها درجة من التحسن لم تصلها إليها مطلقًا تلك التي تستخدم في فرنسا في سحق هذه المادة ذلك أن الرحل هنا (فرنسا) هم الذين يدقون في جرن بأذرعهم وهذا بالتأكيد أقل من تعريض الجبس المتكلس لضغط اسطوانة حجرية عمودية تدور بواسطة مدار».[1]

الخبز كما يراه علماء الحملة الفرنسية

لوحة الطحان، وصف مصر

لوحة الطحان، وصف مصر

تكلم عالم الحملة الفرنسية بوديه عن الطحان والخباز في اللوحة العاشرة من لوحات وصف مصر فقال عن الطحان «الطاحونة من نوع بالغ البساطة، فهناك حصان معلق بطريقة لا تدعو لأي إعجاب إلى فرع شجرة تم اختياره، وهناك من يقود هذا الحصان، وشقي الرحا من الحجر البركاني أحدهما فوق الآخر والعلوي منهما أصغر من السفلى».[2]

لوحة الخباز، وصف مصر

لوحة الخباز، وصف مصر

وعن خبز المصريين قال «يتمتع برغم قلة انتفاخه وقلة نضجه ونتيجة لذلك صعوبة هضمه بمذاق طيب بعض الشيء بسبب جودة صنف الحنطة التي استخرج منها الدقيق الذي يصنع الخبز منه».[3]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] بيير سيمون جيرارد، وصف مصر، ج4، ترجمة زهير الشايب، ط/2، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1978م، ص218.
[2] علماء الحملة الفرنسية، لوحات وصف مصر، ترجمة:- زهير الشايب، ط/3، دار الشايب للنشر، القاهرة، 1415هـ / 1994م، ص212.
[3] المرجع السابق، نفسه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*