تقرأ في هذا التقرير «فض الاشتباك بين اسم عصير قمر الدين وأمر الدين لغويًا، تاريخ المشروب الرمضاني، صاحب الربط بين القمر والأمر»
كتب | وسيم عفيفي
تأتي مشروبات شهر رمضان في المرتبة الثانية بحياة الجميع داخل بطونهم، بعد الحلويات على موائد الإفطار، ولعل أهم مشروبات يشتهر بها الشهر الفضيل مشروب قمر الدين، والذي يُعْرَف عند كثيرين أن قمر الدين مشروب يُنْتَسَب اسمه إلى شخصية ما في التاريخ.
الربط بين اسم قمر الدين وأمر الدين
يذهب البعض إلى أن أصل قمر الدين من حيث تسميته يعود إلى قرية أمر الدين الشامية، واكتسب اسمه من اسم البلدة التي ينتسب لها.
كان عدد 14 مايو سنة 1954 في جريدة الأهرام هو صاحب تلك المعلومة في عامود عن المشمش قيل فيه «ويعمل منه شراب ومربى وأهل الشام يجيدون صنع قمر الدين، تجفف الثمار ببذرتها أو بعد نزعها في سوريا وتركيا واليونان وكاليفورنيا ويستعمل في الخشاف والمشمشية ويغسل ويصفى من كل نواة ويفرش على ألواح دهنت بالشيرج ويوضع في الشمس ويرفق ويبخر بغاز الكبريت ليجعل لونه فاتحا ويترك 3 أيام».
تتابع معلومة جريدة الأهرام الربط بين قمر الدين وأمر الدين بقوله « ويعرف بعد الجفاف بقمر الدين نسبة إلى مدينة شامية تجيد صنعه وهي أمر الدين، والنوى يصدر لأمريكا ليستخرج منه زيت اللوز الملين ويدخل في صناعة الصابون وعرف الأمريكيون قمر الدين أخرا ويسمنوه المشمش الجلدي».
تصحيح الخطأ بين قمر الدين وأمر الدين
من معلومة الأهرام صار الربط في التسمية بين قمر الدين وأمر الدين حيث أفاد المعنى أن قمر الدين سمي باسم بلدة في الشام هي أمر الدين وأن القاف أبدلت همزة.
اهتم الشيخ محمد علي النجار الأزهري النحوي بأصل تسمية عصير قمر الدين ونفى عنها الصلة الشامية إذ قال «أهل الشام لا يعرفون عن قرية قمر الدين شيئًا وما ذكر في مقال الأهرام من المجازافات العلمية في صحافتنا وكأن الذي يظنه الناس في توجيه اسم قمر الدين أنه بمعنى أمر من الله لأنه من خصوصيات شهر رمضان».
الأمر الثاني أن جذور قمر الدين في بلاد المسلمين ليس أصلها شامي فالرحالة بن بطوطة في كتاب مهذب الرحلة والكلام على مدينة أصفهان في بلاد إيران قال «وبها (يقصد أصفهان) الفواكه الكثيرة، ومنها المشمش الذي لا نظير له، يسمونه بقمر الدين، وهم ييبسونه ويدخرونه، ونواه ينكسر عن لوز حلو»
وعند حديثه عن أنطاليا التي تتبع حاليا جنوب غرب تركيا قال «وفيها البساتين الكثيرة والفواكه الطّيبة والمشمش العجيب المسمّى عندهم بقمر الدين، وفي نواته لوز حلو وهو ييبس ويحمل إلى ديار مصر، وهو بها مستطرف، وفيها عيون الماء الطيّب العذب الشديد البرودة في أيّام الصيف».
بالتالي فإن جذور قمر الدين ليست شامية عند مؤرخي المسلمين ورحالتهم، أما المؤرخين الإنجليز فيروا أن العرب المسلمين زمن الدولة العباسية أخذوا تلك الفاكهة من طوس في شمال شرق بلاد فارس إلى عاصمتهم في بغداد، ثم ازدهر المشمش في جميع أنحاء المناطق الخاضعة للسيطرة الإسلامية في بلاد الأندلس وتحديدًا غرناطة.
يتبنى عادل زيب عالم الأديان في كليات كليرمونت وجهة نظر أخرى تقول أن موسم المشمش تزامن مع رؤية القمر الجديد الذي يمثل بداية شهر رمضان في العام الذي صُنع فيه قمر الدين، ومن هنا جاء الإسم.